اسامة عبدالماجد
¤ عقب فترة التهريج والممارسة الطفولية للسياسة امام بوابات القيادة العامة.. وحالة السيولة التي كانت الحرب الراهنة احدى تجلياتها بتمرد مليشيا الدعم الدعم السريع.. شاركت في استضافة عبر قناة “الحدث ” في مواجهة الناشط خالد سلك اكثر من مرة.. في احداها كان سلك يتحدث بذات اللغة الهتافية والسطحية التي كان يخدع بها الشباب في ميدان الاعتصام.
¤ بعد حديث فارغ له فلتت منه عبارة (تلتين سنة من حكم العسكر).. قاطعته بالقول (غير صحيح) ، وكانت المذيعة ذكية، حيث طلبت منه ان تستمع لوجهة نظري.. قلت: (لم تحكم المؤسسة العسكرية في فترة الانقاذ منفردة، بل كانت شراكة بينها والاسلاميين.. ولم تكن مكتوبة كما فعلت الحرية والتغيير مع الجيش ورسخت لوجوده في السلطة).. ارغى سلك وازبد.. وحسنا كانت الاستضافة في خواتيمها، حتى لايتعرض المشاهد لمزيد من لتلوث سمعي وهو يستمع الى هراء الناشطين.
¤ تذكرت مقابلة “الحدث ” ونحن نتابع ربما للمرة الأولى التي تحدد فيها المؤسسة العسكرية بجدية وصرامة موقفها من السلطة وتترك الحالة الرمادية التي كانت عليها.. وقد ظلت تترك الباب مواربا بامكانية تسليم السلطة لقوى سياسية دون حق.. باعلان مساعد القائد العام للقوات المسلحة ياسر العطا، (أن الجيش لن يسلم السلطة لقوى سياسية أو مدنية أو أحزاب من دون انتخابات).
¤ اوصد بذلك الباب امام محاولات الاستيلاء على السلطة بواسطة الاستهبال السياسي كما فعلت قحت.. واقترح العطا فترة انتقالية يكون القائد العام للجيش هو “رأس الدولة ومشرف عليها”، بمشاركة الأجهزة الأمنية على رأسها الجيش والشرطة والأمن.. جاء المقترح لأن قحت تريد اعادة السيناريو عبر رافعة المجتمع الدولي هذة المرة.. مع اضافة مساحيق لوجهها القبيح تحت مسمى (تقدم).. بعد فشل التواري خلف بندقية الباغي الشقي حميدتي.
¤ حصن العطا مقترحه بدعوته للحفاظ على المقاومة الشعبية.. داعيا الشعب أن يحمي دولته مثلما يقاتل مع مؤسسته العسكرية.. ذهب الجنرال الى هذا المنحى وذلك لأن المجتمع الدولي يحاول الضغط على المؤسسة العسكرية بغرض اقحام قحت او تقدم – سمها ماشئت – لتكون طرفا في اي مفاوضات مع المليشيا لتحقيق هدفين.
¤ الاول تقوية موقف المليشيا التي تتهاوى يوما بعد يوم.. جراء الخسائر المتوالية التي الحقها بها الجيش حتى انها اعلنت استعدادها للوصول لأي تفاهمات وتذرعت ان من شانها إنقاذ حياة السودانيين… والهدف الثاني سعى دول غربية الى تسليم السلطة الى قحت بهد نهاية الحرب..
¤ من الدروس المستفادة من هذة الحرب غير العبثية والمرتبة وممولة من جهات خارجية.. لتفكيك القوات المسلحة واستبدالها بمليشيا ارهابية واجرامية باغية.. ان الشعب السوداني وعى للمخطط الاجنبي الذي استهدف مقدرات ومؤسسات الدولة بتدمير ممنهج ومرسوم بعناية.. يفضي الى سقوط الدولة وانهيار المؤسسة العسكرية.. مما يسهل مهمة دخول المحتمع الدولي باي صورة من الصور.
¤ ولذلك تجد بعض الاصوات غير الوطنية تدعو للتدخل الدولي تحت الفصل السابع.. وغاب عنها انه بعزيمة وارادة مخلصين من ابناء السودان انهت الحكومة وجود البعثة الاممية السياسية بقيادة الالماني فولكر.. والذي ساهم في اشعال الحرب بتدخله السافر في الشان الداخلي.. وزيارته المريبة لحميدتي في مدينة الجنينة.. وتاييده لاي خطوة لحميدتي وتحالفه مع قحت مقابل ان يغض المجتمع الدولي الطرف عن الملاحقات القانونية للباغي الشقي سواء بسبب فض الاعتصام او جرائم قديمة في دارفور.
¤ ومهما يكن من امر.. اجد نفسي استدعي قصيدة (نجضت نجضت) لابن المؤسسة العسكرية الشاعر فتح الرجمن الجعلي.. والتي يقول مطلعها: نجضت نجضت ..ما تدوها بغاث الطير وما تدوها الباعو بلادن وما تدوها الناس الغير ما تدوها الكتلو الشهداء وغدروا وخانوا وصاعوا كتير.