الرواية الأولى

نروي لتعرف

على شط النيل / مكي المغربي

برنارد و “قسم أمدرمان”!

برنارد و "قسم أمدرمان"!
مكي المغربي

برنارد هينري ليفي، الفيلسوف والكاتب الفرنسي، له أسلوبه القصصي الشيق، وهو صاحب فيلم “قسم طبرق” عندما أقسم في 2011 أنه سيقف إلى جانب الشعب الليبي الى اكتمال تحريره، ربما يختلف الناس حول مآلات الربيع العربي، ولكن برنارد أبر بقسمه وبقي في دائرة الخطر واستعصى على أي تهديد أو إغراء.
هذه المرة قرر أن يخوض معركة السودان، جنبا إلى جنب مع الشعب السوداني وجيشه وقائده الباسل، ويصدم العالم الغربي بالحقائق في عرض تلفزيوني ثم في مقال يتربع على عرش “وول ستريت جورنال” و ربما يكون فيلمه المقبل بعنوان “قبضة البرهان” لأنه روى طوافه العفوي التلقائي في الطرقات ولقاءات الفريق البرهان بالجماهير المصطفة مع جيشها، وهو يلوح بقبضته ويتناول الهواتف ليضغط على السيلفي بنفسه.
ولعل برنارد الذي يعتبر أفضل من يمزج السياسة بالدراما وبالفلسفة وجد في البرهان بطلا حقيقيا يجسد حقيقة المعركة في فيلم مقبل.
أجمل الاشارات في مقال برنارد .. إبلاغ الغرب بأن هاهنا حكومة مدنية مئة بالمئة برئاسة البروف كامل الطيب إدريس.
ثم طافت يد برنارد يمينا فضرب بعبع إيران وأكاذيب إعلام العدو والامارات عن تحول السودان وكيلا لايران في البحر الأحمر، ثم وضع برنارد النقاط فوق الحروف حول القضية التي لا يمكن تفادي التوضيح والاجابة عنها أمام معسكر ترمب، فكانت الاجابة منطقية، السودان غير متراجع عن توقيع اتفاقية ابراهيمية ولكن البرلمان هو من يجيزها، والمعنى هنا أن البرلمان يأتي بدعم الحكومة الشرعية، واسناد المؤسسات وليس المليشيا أو كفيلها وغطائها السياسي في صمود وقحت وتأسيس، وصولا لتعبير الشعب السوداني عن إرادته في انتخابات حرة نزيهة، ولكن الحكومة تبني موقفها على حسابات وهي غير متراجعة، نقطة سطر جديد.
على المستوى الرسمي هذه هي الاجابة المطلوبة لكن على مستوى الشعب وتشكيلاته والمثقفين وآراءهم، كل له موقفه، أنا شخصيا قلت كثيرا مفردة (التطبيع) مضللة وغير ممكنة ولا أؤمن بها قط، لأن اسرائيل لا يمكن أن تفشل في علاقات طبيعية مع الفلسطينيين ثم تطالب بها العرب والعالم، ولذلك أستخدم في كل مشاركاتي مصطلح “علاقات واقعية” مرسومة بالمحادثات المباشرة التي يمثل السودان فيها الجيش والمخابرات فقط، وذلك لضرب دور الوساطة الكيدية التي تنتج أكاذيب على شاكلة أنفاق للحرس الثوري ليتضح أنها مجرد منشآت بترولية مهملة مليئة بالضبوب والأفاعي، تم تصويرها عبر قوقل.
شكرا برنارد.. شكرا مرافقيه في جولة السودان الأولى .. ولها ما بعدها.
عندما استضافتني الجزيرة مباشر مع د. أماني الطويل ود. إبراهيم إدريس، أشرت إلى التحول الاعلام الدولي وسردت مقالات نيفيل تيلير في جوريزليم بوست، وجيفين سيركن في تايمز أوف اسرائيل، وأخيرا مساهمات برنارد هينري والتي ستكون مستمرة.
وغير ذلك في الطريق .. لأن العالم الغربي أعقل من أن تنطلي عليه غرف التضليل الإعلامي ومرتزقة المليشيا من الصحفيين الذين باعوا أنفسهم ووقفوا مع من يغتصب نسائهم، بمزاعم عداوة الاسلاميين، ولكن من لم تكن الدياثة فيه صفة أصلية وطبع لا يمارسها بهكذا تبرير.
شكرا (الرواية الأولى) على الخبر والترجمة..

اترك رد

error: Content is protected !!