بالمِقْصَلة(البؤس يؤدي الى الثورة… والثورة تؤدي الى البؤس!!) من افتتاحية فيلم نابليون – 2023
ايمن مزمل
قبل الثورة الفرنسية، عقوبة إلاعدام تتم بأشكال متنوعة، تعتمد على مكانة الشخص في المجتمع، حيث أن النبلاء يتم إستخدام السيف في إعدامهم، بينما الشنق مُخصص للصوص، اما الزنادقة لديهم طريقة أكثر تشويقاً، حيث يتم حرقهم أحياءً،اما الأكثر جاذبية في هؤلاء فمن نصيب قطاع الطرق، حيث يتم تقييد الأيدي والارجل في طاولة، ثم إن الجلاد يقوم باستخدام مِطرقة ضخمة يقوم من خلالها بِتهشيم تلك الأيدي والارجل، قبل أن يُجهز على ضحيته بضربة أخيرة في الصدر..!!!، عملية الإعدام نفسها كانت ترويح عن النفس و (فُسحة جميلة!! ) للعائلات، تماثل الذهاب الى دور السينما، او حضور مباراة في كرة القدم في عصرنا الحالي، حيث تتم العملية في منصة مرتفعة، وسط صخب جماهيري عريض، تقوم تلك الجماهير بقذف (تعيس الحظ) بالخضار الفاسد والبيض والحجارة، مع قيام الثورة الفرنسية في العام 1789، تم توحيد طرق إلاعدام بمبدأ (عدالة الثورة!!) حيث دخلت آلة المِقصلة الميكانيكية لأول مرة في عملية إلاعدام وإلغاء الطرق الأخرى، المقصلة هي أداة ، بها عمودين من الخشب ووسطهما شفرة ثقيلة حادة بمزلاج، يتم تقييد الضحية، فتنزل على رقبته لتفصل الرأس عن الجسد، حيث يسقط ذلك الرأس في سلة مصاحبة (تشبه سلة المُهملات)، بالمقصلة تم (جز) اغلب أعناق فلول الدولة العميقة السابقة للثورة الفرنسية، على رأسهم الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت، كما تم إعدام العديد من رجال الثورة أنفسهم حينما بدأوا بتخوين بعضهم البعض (كالمعتاد)، فاصبح من النادر حينها أن يرحل أحدهم إلى مثواه الاخير (كقطعة واحدة!!)، ما حدث بعدها أن الجماهير (الرقيقة) والتي تأتي من أجل (التسلية) قد ملت تلك المشاهد المتكررة، فالمقصلة أصبحت لا تلبي رغباتهم في الإثارة والتشويق، المقصلة تُنِهي المشهد في لحظات معدودة، لا تعذيب، لا صُراخ، لا اصوات لعظام تُهشم بالمطرقة، (دا كلام دا؟)، أن يستعد أحدهم لخروجة (رومانسية) حلوة، مع كامل الاسرة، فيأخذ وقتاً طويلاً للوصول لساحة الإعدام من منزله بأطراف باريس، ليشاهد عملية إعدام لاتستغرق الثلاث دقائق قبل أن ينفضوا؟!!، حينها تجمهر الناس وطالبوا بالعودة للأيام الخوالي، (حينما كان الاعدام.. إعدام!!)، فهتفت الجماهير في إحتجاجهم (أعيدوا لي مشنقتي الخشبية … أعيدوا لي مشنقتي)، وهكذا هو الحال دوماً حين الإعتياد على منظر الدم، والإلفة مع القتل.