
موفق عبدالرحمن محمد
الناظر لمرتكزات الهوية الوطنية القطرية يجدها تشكلت من نسيجٍ غني ومتجذر _ استند على أعمدة ثابتة منحتها تفردها وعمقها .
ففي القلب من هذه العناصر تشع روح الدين الإسلامي كمرجعية روحية وأخلاقية وقانونية لتشكّل الإطار العام للقيم والسلوك _ تأتي من بعد ذلك اللغة العربية الفصيحة ولهجتها المحلية _ وانا هنا اذكر اللهجة المحلية ليست كمجرد أداة تواصل _ بل وعاء للتراث والتاريخ الشفوي والآداب ، والأساس في التعبير عن الذات الوطنية .
وهنا لابد أن اذكر التاريخ البحري والقبلي لكونه جزء لا يتجزأ من هذه الهوية _ فالبحر والصيد والغوص لاستخراج اللؤلؤ _ كل ذلك مَثَّل تراث اقتصادي واجتماعي رسم ملامح الحياة ونمط المعيشة قبل عصر النفط والغاز .
بالإضافة إلى كل ذلك _ بروز القيادة الرشيدة والتي تمثلت في النظام الحاكم _ مثلت محور رئيس التف حوله الشعب _ وعزز قيم الولاء والانتماء والوحدة الوطنية .
كل هذه المكونات الأصيلة تفاعلت وتتفاعل باستمرار لتُنشئ شخصية قطرية اتسمت بـالمحافظة على الأصالة والاعتداد بالموروث و التمسك به < و لعل هذا هو ما ظل يُميز اهل قطر من بينهم من شعوب الخليج >
كل ذلك لم يمنع من القدرة و القابلية من الانفتاح على العالم و التواصل والتعامل بوعي مع كل الجنسيات الاخرى .
وفي ذلك يمكنني القول وبثقة كاملة بأن دولة قطر تعتبر اليوم نموذج فريد لـ التنوّع الثقافي _ حيث يعيش على أرضها جنسيات وثقافات متعدّدة بإعداد معتبرة _ كل هذا الاندماج والتنوع يتفاعل مع الهوية الوطنية القطرية في أوجه عديدة احاول تعديدها في الآتي :-
_ تعامل الهوية القطرية الأصيلة بمبدأ المُضيف الذي يُقدم الترحيب والاحترام للجميع _ ويوفر بيئة عمل ومعيشة آمنة ومُنظّمة _ هذا الترحيب لا يتنازل عن الهوية _ بل يُقدّمها بثقة أمام الثقافات الأخرى .
_ التأثير المتبادل المُنظّم
حيث يتم التفاعل بشكل واعي ومُنظّم فبينما تحرص الدولة على صون عاداتها وتقاليدها في الفضاء العام والتعليم والإعلام _ فإنّها تستفيد من الكفاءات والخبرات العالمية _ محققة ل أفضل الممارسات في التنمية الاقتصادية والبنية التحتية .
_ المناسبات الجامعة و توظيف الثقافةوالفنون
واصبحت في ذلك الفعاليات الكبرى مثل الأحداث الرياضية والثقافية العالمية التي تستضيفها قطر نقطة التقاء بين الثقافات تتيح لكل المُقيمين من التعبير عن ذاتهم في إطار مُنظّم ومحترم للقيم المحلية ، وفي الوقت نفسه تُصبح هذه المنصات منصات للتعريف بالهوية القطرية للعالم .
هذا التفاعل يُحوّل التنوّع من تحدي محتمل إلى قوة اقتصادية واجتماعية _ ويؤكد على أن الهوية الوطنية القوية هي التي تستطيع أن تستوعب وتتأثر إيجاباََ دون أن تذوب أو تتشتت .



