أخبار مؤسفة تم تداولها حول المجاعة والأوضاع الغذائية الحرجة في دولة جنوب السودان، حيث أعلنت منظمة “Save the children” أنقذوا الطفولة الإغاثية غير الحكومية، يوم الخميس الماضي، أن حوالي 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة في جنوب السودان يعانون من سوء التغذية، محذّرة من أنّ الدولة الفتية تواجه “أسوأ أزمة جوع” سببها خصوصاً فيضانات متتالية ونزاعات مسلّحة.
ودولة جنوب السودان التي رأت النور في 2011 عندما انفصلت عن السودان، غارقة في أعمال عنف سياسية-إثنية ولم تعرف الاستقرار يوماً، وقد شهدت هذا العام، للسنة الرابعة على التوالي، فيضانات تضرّرت منها حتى الآن 9 من ولايات البلاد العشر.
وبحسب الأمم المتحدة، فإنّ 8.9 مليون شخص في هذا البلد، أي 70 بالمئة من سكّانه، هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وقالت: “أنقذوا الطفولة” في بيان إنّ هذا العدد “يشمل 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية”.
وأوضحت المنظمة غير الحكومية أنّ (الوضع تفاقم في الأشهر الأخيرة مع تضرّر أكثر من 615 ألف شخص من جرّاء سنة رابعة على التوالي من فيضانات غير مسبوقة دمّرت مساكن ومحاصيل وتسبّبت بزيادة حالات الإصابة بالملاريا ولدغات الأفاعي، ولا سيّما بين النساء والأطفال).
تعليق: أوضاع المجاعة وانعدام الأمن الغذائي بدولة جنوب السودان سوف تنعكس بالتأكيد على الولايات السودانية المتاخمة لدولة جنوب السودان، من ولاية النيل الأزرق شرقاً وحتى ولاية جنوب دارفور غرباً، مروراً بولايات النيل الأبيض، جنوب كردفان، وغرب كردفان. أكثر ولايات السودان التي يتوقع أن تجتاحها موجات من الهجرة البشرية الجنوبية هي ولاية النيل الأبيض، لسهولة الطرق والنقل النهري عبرها، وقربها من العاصمة الخرطوم التي سوف تكون هدفاً رئيساً للاجئين من دولة جنوب السودان.
على السودان بالتعاون مع دولة جنوب السودان دق جرس الإنذار للمجتمع الدولي لتقديم المساعدة للجنوبيين في مناطقهم، وللولايات السودانية التي سوف تتأثر بموجات اللاجئين. علماً بأن مساعدات مكتب المندوب السامي للاجئين، ومنظمة الهجرة الدولية، للمناطق التي استقبلت اللاجئين الاثيوبيين نتيجة لحرب إقليم التقراي كانت ضعيفة للغاية.
نتيجة لموجات اللاجئين المتوقعة من جنوب السودان، واستمرار تدفق اللاجئين من أثيوبيا يتوقع أن ترتفع أسعار الذرة وبقية الحبوب الغذائية في الأسواق الرئيسية في السودان، لا سيما في القضارف والجزيرة والأبيض. ولا بد أن تسعى الحكومة لتقديم العون الغذائي للمواطنين السودانيين في كل ولايات السودان. والله الموفق.