- قدم أغنياته العديد من الشباب أميزهم نجود عجب
✍️ رمزي حسن
الفنان الرائع والرقم الفني المتميز الاستاذ عبد الكريم الكابلي، واحد من إهرامات السودان الفنية، هو مبدع بزوايا متعددة ونصات مختلفة كإختلاف تجربته، والوقوف عند تجربته لابد أن نستصحب إن الكابلي مشروع فني إكتمل النضج وجنيت ثماره، فهو الشاعر والمثقف والملحن والفنان والمادح، ففي كل ضرب من هذه الضروب الإبداعية أبدع أجاد وتميز، فالكابلي وطن من الإبداع له تضاريسه وطقوسه ومواسمه وخطوط عرضة وآفاقه، وطن من الفن يحمل ملامح أهل السودان لاسيما إنه متكمن جداً في ثقافة الغناء والتراث السوداني، وتجربته تحمل كل ملامح التجارب الغنائية السودانية المتمثلة في الأغنيات التراثية والمديح النبوي والأغنية الشعبية والحقيبة والأغنية الحديثة، فنان يحمل عبق وجدان أهل السودان الذين يمتعهم ويشجيهم الفن الراقي،
فقد كانت تجربته مع الإبداع عبر القوافي والأدب والشعر، فقد كانت له تجربته التي توسدت في دواخل كل سوداني فكتب “يازاهية” التي أشجانا بها الصوت الطروب عبد العزيز محمد داوؤد، فقد جاءت وأمزجة أهل السودان فخاطبت وجدانهم ومشاعرهم ومساماتهم، والكابلي عرف بأنه رجل ذواق يتذوق المعاني ذلك لأنه يعرف أسرار اللغة ومضامين المعاني وجمال الألفاظ، والدليل على ذلك إنه قدم أغنيات بالفصحى لكبار الشعراء القدامى التي تصعب أن يقدمها فنان الا بقامة الكابلي، كما إنه من أكثر الفنانين الذين أجادوا الأغنيات العامية السودانية والتي أصبحنا نتداولها في حياتنا اليومية وأمثالنا تمشي بقدمين بيننا ونستنشقها كالأوكسجين كأغنية “خال فاطمة”، وقد تغنى الكابلي من أشعاره كأغنية
فكانت ” فتاة الأمس و الغد ” :
أيّ صوت زار بالأمس خيالي
طاف بالقلب و غنى للكمال
وأذاع الطهر في دنيا الجمال
و أشاع النور في سهد الليالي
وكذلك أمتعنا بـ” مرايا ” و بـ” مشاعر ” ، و بـ” زمان الناس ” تؤكد إنه يسافر عبر الحروف حيثما هبطت شاعريته في بستان الشعر وحدائق القوافي.
حيث ان لشاعريته والحانه وأدائه فلسفة إبداعية تؤكد إن الرجل من طينة الإبداع
وما أجمل أن نسمع ونلمس بصمته في أغنية “مرسال الشوق يا الكلك ذوق” التي أطربنا بها أبو عركي البخيت
وتستحضرني رائعته “آسيا وأفريقيا”، حيث انني لم أستمع اليها يوماً الا وتجولت بأطيافي في طقوس مختلفة في وطن فني يسمى “الكابلي”، وزار خيالي جبل مرة وكسلا ومروي
وعرفت أغنيات الكابلي بالشجن والتباريح والأشواق التي ظل يقدمها ويشجي بها الوجدان، وتعجبني جداً رائعته “نالت علي يدها ما لم تنله يدي” ليزيد بن معاوية، والتي أشجى بها الوجدان العربي بأكمله
وقد أبدع وتفانت تجربته عندما تغنى لكبار الشعراء من داخل وخارج السودان أمثال شوقي و العقاد وعلي محمود طه، والحسين الحسن، و صديق مدثر ، محمد المهدي المجذوب ، و الفيتوري ، و توفيق صالح جبريل ومحمد سعيد العبّاسي، وبالفعل للكابلي بصمة معوفة لاسيما في أغنية الحماسة التي تجد مساحات واسعة في قلوب اهل السودان.
إذن الكابلي أجاد المديح عندما قدم رائعة المجذوب ليلة المولد ياسر الليالي وأبدع في كل أنماط الغناء السوداني، والمقاربة والمقارنة إن هنالك تجربة شبابية جديرة بالوقوف عندها وإحترامها لأنها استوحت من هذه التجربة ملامحها، الا وهي الفنانة الشابة نجود عجب، فكما استاذنا الكابلي قدم عدد من المدائح النبوية ورسخت في قلوب اهل المديح “ليلة المولد” كذا هي نجود لها تجربتها في المديح التي وجدت الإستحسان والقبول بصوتها الدافئ عبر عدد من المدائح التي أبرزها ” سكسبري” وتغنت نجود لأستاذنا الكابلي “خال فاطمة” ونوم عيني بقى لي سهر”، فقد قدمتها بصدق إحساس وجمال أداء، وهي مازالت تستعد لتقديم روائع الكابلي إذن تجربة نجود تشابة كثيراً منهج أستاذنا الكابلي، ذلك بإعتبارها واحدة من التجارب الشرعية لمدرسة فنية كبرى تحمل عنوان الكابلي التشابة نلتمسه في أداء المديح والغناء الجيد والصوت الطروب، فهلا تواصل الفنانة نجود في السير على هذا الدرب الذي أوصل الكابلي لقمة الغناء السوداني كواحد من إهرامات السودان الفنية حتى يتسنى لها وصول القمة كما وصلها الكابلي ذلك لما يتوفر لنجود من إمكانات طروبة يمكن أن توصلها للقمة، فقد قدم العديد من الفنانين الشباب أغنيات استاذنا عبد الكريم الكابلي لكن لأداء نجود طعم مختلف ومتفرد، ماجعلنا نثمن تقديمها أغينات لفنان بقامة عبد الكريم الكابلي الذي بدوره سيضيف لها الكثير.