لطالما كنت ضد القبلية والجهوية والحزبية التشرزم والتجمع الذي (يغلق الدائرة) علي نفسه ولايري إلا في حدود اقطارها الضيقة ، لكنني اليوم وانا في ضيافة اهلي قبيلة رفاعة في ( العسيلات )( بحلة الحويلة الأمنة الوداعة العامرة المتسعة الارجاء) تأكدت أن هذة القبيلة( وطن) .!.وقبيلة رفاعة تضم قبائل عشائر وبطون وافخاذ لاحصر لها منها ( رفاعة ، قواسمة، معاليا ؛ حلاوين ، لحويين، عوامرة، شبارقة ، عركيين، عبدلاب ، عمارنة،….وووغيرهم ) تتوزع في أرجاء السودان المختلفة…برجالها النظار والعمد والادارات الاهلية ، الرموز الشيوخ والشباب وحتي النساء .جئناهم اضياف وهم ( اهلي) فأكرموا حتي انفسهم بالتسامي الذي يشبه مقامهم وضربوا المثل في الحديث عن محبة الوطن ،وتقوية الآصرة ، ورتق نسيج اللحمة ….لا أحد يتكلم إلا عن السودان، وعن القيم والتسامح والسلام …كانوا يحتفون بتكريم ناظر المعاليا(محمد احمد الصافي).. والحقيقة انهم كانوا يحتفون بجميل خصالهم وكرمهم ونبلهم الذي يشبة ارث السودان ..وقد تنادت القبيلة من كل حدب وصوب فجاء فرسان القبيلة من جبل موية، وسنار ملوك السلطنة الزرقاء( الفونج) منهم بدأ التاريخ المكتوب بأحرف من ذهب والذي يحكي عن ارث باذخ تليد جاؤا ( مككوك وعمد ) نحاسهم يرز وسيوفهم تهز…
يملأون الساحات علي مد البصر لكنهم تركوا فخرهم وحسبهم ونسبهم واجتمعوا علي كلمة واحدة( السودان) لايبحثون عن سيادة رغم انهم يستحقونهم فهم اهل الريادة في كل شئ، ولا عن زعامة فهم زعماء بالفطرة ، تبرات انفسهم المشرئبة الي المعالي علي مر الازمنة من لعبة الكراسي البغيضة ونأوا بأنفسهم من محرقة المصالح الشخصية…تجافت جنوبهم عن باطل السياسة الاجوف ( ولعبوها بمعرفه الحصافة والدراية والحنكة الفطرية الاصيلة).رجال تأتمنهم دون وصل امانة سوى( صك اصالتهم) تحترمهم لانهم اهل الاحترام، وتحبهم لانهم مبذولين عهد ومودة…
في تكريم الناظر جاء الف( ناظر )واجلس الطلاب ولقنهم درس اسمه الوطن والانتماء…
أن مضمار السباق والتنافس الحر الأصيل يستوجب سرعة القفز من الحواجز للوصل الي نقطة النهاية، سباق الخيول رياضة تحفيزية (لبلوغ الغايات ) فرسان رفاعة ( فرس الرهان) ولابد أن يكونوا ضمن حسابات الوطن كما كان الوطن في حساباتهم.
السودان بلد متعدد الاعراق والاثنيات والثقافات ملئ بالكفاءات اعجب ايما عجب أن تعجز الحكومات في إيجاد الرجل المناسب للمكان المناسب..ابحثوا ياسادة عمن يحب الاوطان..
زاوية اخيرة ..
جميل لحظات انقضت عجلي ولم تستجب لاستجداء بالتروي، لأول مرة أشعر بأني اريد ان اقول انا من الحلاوين اهلي رفاعة والأصل سوداني..
زاوية اخيرة…
الاف من الحشود ملأت الساحات لم تطالعني ولا بالغلط سحنة مغايرة( لاشعر مضفور لابنطلون ناصل) …بل ملأ عيني بلد حبوب وجلابية وتوب وجبة وسديرى وسيف وسكين..وكل السمح والزبن.