مجدي عبدالعزيز
▪️علي هامش مؤتمر ميونخ الدولي للأمن في دورته التاسعة والخمسين التي عقدت في فبراير الماضي بعاصمة ولاية بفاريا الألمانية ، الدبلوماسي الالماني السابق والمخضرم الذي كان يتجاذب اطراف الحديث مع دبلوماسيين – اثارو تأثيرات اطراف خارجية من ضمنها فاغنر علي الأزمة السودانية – لم يتوان هذا الدبلوماسي في صب جام امتعاضه وسخريته من فولكر بيرتس ، ورفع المشاركون في هذا الحوار الجانبي حواجب الدهشة ورسموا الابتسامات الخجولة علي شفاههم حين وصف الدبلوماسي الالماني فولكر بيرتس ب( الغبي ) قبل ان يردف ان مسيرة بيرتس في الخارجية الالمانية كانت عبارة عن اثارة المشكلات بصورة متواترة ولم نصدق اننا قد تخلصنا منه بعد التحاقه باحدي منظمات الامم المتحدة .
▪️ حتي الان كثير من الباحثين والاعلاميين يتساءلون عن سر الصداقة الغريبة التي ربطت د. عبدالله حمدوك رئيس الوزراء المنصرف بالثلاثي اليهودي “فولكر بيرتس ” و “مولي في ” و “جيفري فليتمان ” ، والغرابة تزداد بانتقال هذا الثلاثي من ولوغه السابق في الأزمة السورية الي دخوله وتأثيره ومحاولة توجيه الفترة الانتقالية في السودان ، فهذا الثلاثي هو الذي كان خلف تأسيس ( مجموعة اصدقاء سوريا ) لتتمكن عضويتها من العمل خارج اطار الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي الذي عرقل فيه النفوذان الروسي والصيني تمرير المخططات الخاصة بسوريا ،، وليس في اقدار الله صدف ان تتولي “مولي في” موقع مساعد وزير الخارجية الامريكية للشئون الافريقية ، ويعين ” جيفري فليتمان ” مبعوثاً امريكيا للقرن الافريقي ، ويأتي حمدوك من عدم الواقع السوداني رئيساً للوزراء ليقوم بدوره بتزكية فولكر بيرتس والضغط علي الجميع ليتولى رئاسة ” يونيتامس ” بالسودان .
▪️ ولن ينسي الناس الإجراء الأكثر غرابة الذي اتخذه رئيس الوزراء المنصرف د. عبدالله حمدوك سراً ومنفرداً وقبل ان يكمل المائة يوم في المنصب منذ تعيينه بمخاطبة الامم المتحدة لإرسال البعثة الأممية للسودان بإيعاز من ممثل ( حامل القلم ) بريطانيا في السودان السفير المخابراتي عرفان صديق ، ويمتد مسلسل الغرابة بالإصرار علي المرشح لرئاسة البعثة فولكر بيرتس الذي أُقترح ضمن اربعة مرشحين آخرين ، ومخالفاً لرؤية وزارة الخارجية التي اوصت بتعيين المرشح الإيطالي .
▪️لا يحتاج فشل فولكر بيرتس الذريع في السودان الي دليل اكبر من إيصاله للبلاد الي مرحلة الانفجار والحرب ، ولم تحوى صحيفته ولا إنجازاً واحداً من مطلوبات البعثة في السودان التي اقرها مجلس الامن الدولى ، بل وابتلع فولكر حتي فروع منظمات الامم المتحده المتواجدة في السودان منذ الخمسينات كاليونسيف والفاو وغيرها تحت عباءته وكبت حركتها ونشاطها الطبيعي الا وفق ما يريده هو شخصياً ، ونصب فولكر نفسه مندوباً ساميا و ( بريمر ) علي البلاد .. ثم يتجلي تآمره علي البلاد بقيادته للتنسيق السياسي بين قحت المركزي و قائد التمرد منذ زياراته لمقر حميدتي في الجنينة الي منحه الضوء الأخضر للهجوم الذي قادته المليشيا المتمردة علي الخرطوم بغرض قتل القائد العام للقوات المسلحة واحتلال القيادة العامة والقصر الجمهوري وتنصيب حميدتي رأساً للدولة وقائدا لجيش جديد للبلاد ومن ثم تنفيذ خطة اختطاف السودان سيادته وموارده وثرواته .
▪️ اي صدمة لم تنتابك يا سعادة الامين العام للأمم المتحدة إزاء ذلك وإزاء ما تعلم انت شخصياً عن سيرة وسلوك مبعوثك المنحرف عن المهمة الاممية وارتماءه في احضان دول المطامع والنفوذ والمال ، فمنصب الموظف الدولي لن يدوم .
▪️خطاب البرهان الي الأمين العام للامم المتحدة باستبدال ممثله الفاشل في السودان جاء متسقاً ومتوافقاً مع الحق السيادي للسودان وكذا مع كل الاعراف والتقاليد الدبلوماسية ، كذلك جاء طلباً مكتوباً مثل طلب ارسال البعثة الذي ارسله حمدوك ،، ولم يكن ( طردا ) قاسياً كما حدث للمبعوث الأسبق ايان برونك .. وهناك ايضا نموذجا آخر من نماذج الإبعاد ، ففى سبتمبر 2015م اجتمع وزير الخارجية حينها بروفسير ابراهيم غندور بمساعد الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام وطلب سحب “باشاوا” رئيس بعثة “اليوناميد” ، وقد إستعرض الوزير آنذاك قيام باشوا بالعديد من المخالفات وعدم مصداقيته وتعاونه مما جعله يفشل في أداء مهامه .. ورغم ( ملاواة ) مساعد الامين العام الا انه والامين العام للامم المتحدة رضخا للرغبة السودانية وإستجاب الأمين العام ومفوض الإتحاد الإفريقي وقاما بتعيين السفير النيجيري د.مارتن والذي قام بمهمته على النحو المطلوب بروح إفريقية أصيلة ومراعاة للمصالح العليا للسودان.
▪️بعد هذا الموقف لا عودة لفولكر بيرتس للسودان مطلقا ،، والف سلامة عليك السيد / أنتونيو مانويل دي أوليفيرا غوتيريش الامين العام للامم المتحدة من الصدمة وما تشوف شر ،،، والي الملتقي