
في الوقت الذي إستقبل فيه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس يهنئه بتعيين رئيس مجلس الوزراء الجديد لحكومة الأمل كما أسماها الدكتور كامل إدريس ويطلب منه اعلان هدنة قصيرة في الفاشر.، في هذا التوقيت تعلن مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الامن تهديدها للسودان للإستجابة لدعوة ايصال المواد الغذائية واللوجستة للفاشر المحاضرة بواسطة المرتزقة والجنجويد من قوات الدعم السريع عبر منظمات الامم المتحدة خلال إثنين وسبعين ساعة بل تعلن أمريكا نفسها تطبيق عقوبات علي السودان منذ الآن بسبب إتهامه بإستخدام أسلحة كيميائية ضد المواطنين خلال العام 2024م….
بالنظر لهذه الاتهامات للجيش السوداني والحكومة….وبالنظر للتهديدات المباشر ومحاولة فرض عقوبات إقتصادية علي السودان أو حتي طلب الهدنة في الفاشر في هذه الظروف التي يعيشها السودان نكاد نجزم أن أمريكا او مجلس الأمن الذي تحركه من الداخل وتوجه بوصلة قراراته إلي الإتجاه الذي تريد لا تخفي عليهم المعلومات الحقيقية عن السودان ولكنهم يكيلون بأكثر من مكيال بغرض أن تتوافق قرارتهم مع أهدافهم التي ظلوا دوما يسعون لتحقيقها وهي شغل السودان بالحروبات المستمر لكي لا يستقر ويتفرغ للتنمية والتعمير بل شده من الأطراف وبترها وإضعافه اقتصاديا بل جعله علي سطح صفيح ساخن من الإضطرابات علي مر السنوات والشواهد كثيرة علي ذلك..
فمجلس الأمين العام للأمم المتحد يعلم جيداً من الجهة التي تعيق إيصال الإغاثة للمحاصرين في الفاشر وهي مليشيا الدعم السريع التي لم يتم تصنيفها حتي الآن منظمة إرهابية حتي تتم معاقبتها.. ويعلم أيضا أن هذه المليشيا قد إعتدت علي قوافل إغاثة تابعة للأمم المتحد في دارفور وهي في طريقها للفاشر وإعتداء ثاني داخل إفريقيا والوسط وثالث في منطقة أبيي…فالواضح أن الجهة التي تعيق الإغاثة ودخولها هي مليشيا الدعم السريع المدعومة إقليميا ودوليا وليس حكومة السودان الشرعية التي باركها الأمين العام….
مجلس الأمن سبق له أن إتخد قرارا ووجههه للمليشياء بفك الحصار فورا عن الفاشر لإيصال الإغاثة ولم يتم تنفيذه بل لم يعلن مجلس الأمن أي عقوبة علي المليشيا التي رفضت الإنصياع للمجلس…ومع ذلك يطلب غوتيرس من الفريق أول البرهان اعلان هدنة في الفاشر والتي وافق عليها بشرط تنفيذ قرار فك الحصار عن الفاشر…وحتي هذه الهدنة المفترضة فإن المليشيا رفضتها وكانت أول من خرقت وقف اطلاق النار وضربت حتي المدنيين علي مرآي ومسمع من أمريكا ومجلس الأمن…
أما أمريكا صاحبة التهديد والمهلة إثنين وسبعين ساعة بخصوص إيصال المساعدات فهي تعلم من يعرقل ولماذا بل وتعلم أن المتمردين هم من إستغلوا قوافل الإغاثة وأدخلوا السلاح والعتاد داخل مدن دارفور بدلا عن الطعام والدواء وهم ضربوا معسكرات النازحين في زمزم والمستشفي الكبير في الفاشر…
اما إعلانها بتطبيق عقوبات إقصادية علي السودان بسبب إتهام السودان بإستخدام أسلحة كيميائية فهي تعلم قبل غيرها أنها تهمة سياسية وأنها ذر للرماد في عيون الآخرين لكي لا يروا إلا ماتري فهي صاحبة القول الفصل والكلمة الأخيرة في كل مايدور في العالم وآخر نموذج لهذا الصلف إشعالها للحرب بين ايران والكيان الصهيوني وإيقافها في الزمن الذي تريد…حرب تبدأ بضوء أخضر من أمريكا وتنتهي بضوء أحمر منها…
أمريكا دمرت العراق وقتلت رئيسه بتهمة أسلحة الدمار الشامل ولم تعثر عليها وانتحر فيما الخبير البريطاني الذي أعد التقرير بعد أن ثبت كذب التقرير…أمريكا ضربت مصنع الشفاء بالسودان عام 1998م بإيعاذ من أحد بني الوطن الذين لا يعرفون الوطنية قيمة او معني..بعد تدميره إكتشفت أنها مخطئة وتمت إدانتها في المحاكم الأمريكية وكسب السودان الحكم وتم تعويض صاحب المصنع….
أمريكا تستقي معلوماتها من لجان تكتب تقاريرها سماعيا وتستطلع افراد من خارج السودان وليسوا معنيين بالأمر بقدر ما أنهم أدوات لتلبية الطلب الأمريكي…فالسودان لم يستخدم هذه الأسلحة الكيميائية المحرمة ولا يملكها حتي…فالمليشيا والدولة التي تدعمها فهي التي يجب أن تسأل ولكنه لم يحدث لأنه الكيل بمكيالين وعين رضاء امريكا عن عيوب كل الدولة تدعمها كليلة ولكنها حريصة تبدي مساوئ الدول التي لاتريدها حتي إن لم تكن هناك مساوئ تذكر أو تستحق عقوبة كما هو حالها مع كثير من الدول والسودان ليس إستثناءاً…..