الرأي

“السوخير 23” سلاح الكلمة الخطير

د. أسامة محمد

في العام 1939م اسس بافل سوخوي مكتبه لتصميم الطائرات و الذي تطور لاحقا ليصبح شركة سوخوي لتصميم و تصنيع الطائرات المدنية و العسكرية في الاتحاد السوفيتي سابقا روسيا حاليا. حيث نجحت الشركة في انتاج سلسلة طائرات سوخوي لاغراض و مهام متعددة و اثبتت و ثبتت سوخوي فعاليتها و قدرتها و سمعتها في سوق و دنيا السلاح و مجال الصناعات الدفاعية و العسكرية بشكل كبير.
مع بداية الحرب التى شهدها السودان مؤخرا في 15 ابريل، انصرفت عقول و قلوب السودانيين للاهتمام بالتسليح خاصة الذي يعتمد عليه جيشنا الباسل و يستخدمه في دك معاقل عدوه و قص اجنحته و تكسير قدراته القتالية، فبرزت في ثقافة السودانيين و منتديات سمرهم و انسهم و قفز الى ذاكرتهم الحاضرة تداولهم و هم يمرون على يوميات الحرب (السوخوي) هذا الكائن الفضائي المرعب للعدو و الذي كان يشفي صدور اهل السودان عقب كل طلعة جوية حيث كانت السوخوي تفعل في قوات التمرد و مليشياته الفعال العجاب رعبا و فزعا و هربا و دمارا و لا تزال .
منذ حوالي اسبوعين بدأ الصحفي و الاعلامي المعروف الاستاذ الدكتور محمد محمد خير بث رسائل صوتية مسجلة على وسائط التواصل الاجتماعي بشكل شبه يومي. هذه الرسائل اتخذت مكانها المستحق و بقوة في تفاصيل التداعي الاجتماعي لعامة السودانيين لما تحمله من مضمون اجتماعي و ثقافي و فكري و سياسي مواكب لما يعيشه السودان و شعبه الان، كما ان الرجل وبما يمتلكه من ناصية الكلام و ادواته ممزوجا باصالة و ادب اكسب المحتوى رونقا و جمالا و دهشة لا تكاد تنتهي . و بسودانيته البسيطة و عمق و تراكم خبراته و تجاربه اخرج الاستاذ محمد محمد خير لدنيا الوجود سهلا ممتنعا ارغم الجميع على انتظار الاستماع اليه و تداوله بشكل يومي و في نطاق واسع.
وعل نجاح الجيش السوداني في اضعاف و تكسير قوات التمرد و مليشياته و تدمير قوتها الصلبة من عدة و عتاد و سلاح و امتصاص كل هجماتها و تحويلها الي عصابات و مجموعات صغيرة و متفلتة هو عينه ما يقوم به الاستاذ محمد محمد خير تجاه قوى الحرية و التغيير_ المجلس المركزي الشهيرة ب(قحت) . و لان للحرب وجهها الاعلامي و ساحتها الاعلامية فان الاستاذ محمد محمد خير قد فرض نفسه احد منظومات الدفاع و القتال في هذه الساحة في مواجهة قوات و مليشيات التمرد و سندها السياسي البائن المستتر (قحت). و تماما تحول محمد محمد خير الي ( سوخير) تضاهي سوخوي قواتنا المسلحة اغارة و قصفا على مواقع العدو جوا و ارضا تعريه و تفضحه و تدمر حججه و تفند سردياته البائسة الخائنة.
و كما ان السوخوي صممت لاغراض متعددة من حيث الوظيفة و الهدف منها التفوق الجوي و التعرض و الهجوم و تدمير الاهداف الجوية و الارضية و كذلك لاغراض مدنية، فان السوخير محمد محمد خير فعل بقحت و قادتها مثل ذلك و اكثر و اكاد اجزم ان اكبر خسائر قحت و قادتها سوف ياتي من هذه التعرية والفضح المؤسس الذي قام به السوخير، لان الرجل جمع كل هذه الصفات من قصف و قذف و تدمير في تسجيلاته و اصاب اهدافه بدقة نالت الاعجاب .
و على طريقة الخبير الاكاديمي الصديق د. اسامة العيدروس دعونا نجري مقاربتنا فيما فعله (السوخير) محمد محمد خير بقحت و قادتها و على مدى حوالي 12 طلعة صوتية مسجلة شملت كل الجبهات و عمت كافة ارجاء البلاد و تجاوزت الحدود و لا يزال اثرها يسري بين مجتمعات الشعب السوداني.
ان السوخير محمد محمد خير، نجح و على مدى 12 طلعة صوتية في ضرب مراكز القيادة والسيطرة لقحت بتناوله لقادتها و اعمدتها سلك و عرمان و محمد الفكي و البقية تاتي و تمت تعريتهم امام الشعب السوداني، كم نجح الرجل في تحديد خطوط الامداد لقحت و قادتها خاصة مؤسسات و شخوص الخارج و توصيف ذلك بوضوح و دقة تمهيدا لضربها و قطع الامداد عنها .
و من المعلوم كذلك ان اي معركة يسبقها جهد كبير في جمع المعلومات و تحليلها و ادامة ذلك الجمع و التحليل الي حين انتهاء المعركة عن العدو و عن مسرح المعركة و عن البيئة المحيطة و كذلك فعل السوخير محمد محمد خير بما اكتنزه من معلومات تظل فائدتها حاضرة.
كذلك استمر السوخير في استنزاف و انهاك قحت و قادتها بمداومة البث الصوتي اليومي، و ها هو يحتل النقاط و المواقع الحاكمة في ابانة المواقف و ايضاح المقاصد الخبيثة لمن وضع يده في يد العدو و ارسل سمعه للخارج و تأهب للسير و القفز فوق جماجم و أشلاء الشهداء من عظام الرجال و الابطال.
ثم انتقل السوخير للتطويق و احكام الاحاطة بقحت وقادتها و سرد السيرة الذاتية و قراءة المواقف الحاضرة اجتماعيا و سياسيا بما يفسر السلوك و ينبه للمقاصد غير الحميدة و يجلي الرؤى و يصوب المسير لشعبنا المغلوب استنهاضا للوعي و الهمم في مواجهة ائمة الضلال الجدد الذي يريدون الدخول حكاما فاتحين على صهوة احصنة العمالة و الارتزاق. ان من اخطر الاسلحة التي دخلت المعركة مؤخرا في تقديري هو (السوخير) محمد محمد خير و الذي نجح في اسكات كل مدفعية قادة قحت التي ملات الاسافير و ازحمت شاشات الفضائيات و لوثت السمع و البصر و استعصت على القبول لدى عامة الشعب، واثبت الاستاذ محمد محمد خير ان قوة اللسان لا تقل عن قوة السلاح و نجح على مدى حلقات بلغت 12 و تمتد في اسر افئدة السودانيين و تفتيح الاذهان و تصويب الاهداف و كانت تسجيلاته سلوى و عزاء في زمان الخوف و النزوح و الحرب. كذلك نجح في ان يسلك في سرده عن قحت و قادتها سلوكا تكتيكيا و تعبويا عسكريا و ان بدا غير ذلك و اتخذ مظهر السياسي الاديب العارف الممتلك لادواته و الماهر الحاذق في نثر معلومته و بيانه.

3 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!