الخرطوم : الرواية الاولى
تقرير : ايمن عراقي
وكالة أنباء الشرق الاوسط
“لقد تبدل الحال وتغير الوضع، ونصر جديد تحقق على أرض شمال سيناء الغالية على أيدي أبطالنا من رجال القوات المسلحة ووقوف الشرطة المدنية بجانبهم والشرفاء من أبناء الأرض بالقضاء على الإرهاب، لتعود الحياة إلى طبيعتها تماما للأهالي والأطفال خاصة، لتدق ساعة العمل من أجل التنمية، بداية من شبكة طرق ضخمة غير مسبوقة لتكون شريانا للحركة والتنقل والتجارة والاستثمار وحتى تجميل المدن بالتشجير ودهانات واجهات المنازل والأرصفة والأعمدة”.. بهذه الكلمات وصف أهالي شمال سيناء الوضع اليوم، بعد نحو 9 سنوات من الجهود لدحر الإرهاب وأصحاب الفكر المتطرف راح ضحيته الآلاف من الشهداء من رجال الجيش والشرطة ومدنيين شرفاء تجاوز عددهم 3 آلاف شهيد ونحو 13 ألف مصاب .
ووصف شيوخ وعواقل أبناء محافظة شمال سيناء، عودة الحياة الطبيعية وبدء عجلة التنمية والاهتمام بالمشروعات التنموية الاقتصادية الصناعية والزراعية والسياحية داخل أرض الفيروز بالمحافظة، وما هو متوقع من تطوير ميناء العريش وعمل مطار العريش مدني – عسكري، بمثابة الفخر الكبير لمصر قيادة وحكومة وشعبا بانتصار الدولة بكافة مؤسساتها، وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة المدنية على التكفيريين وقوى الشر والظلام والإرهاب.
ورصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط على أرض الواقع خلال زيارة تفقدية، مختلف مدن وقرى المحافظة، بداية من مدينة العريش وبطول وعرض الطريق والقرى الواقعة به وصولا إلى مدينة رفح الجديدة وحتى منفذ رفح البري الذي يعمل بانسيابية للمغادرين إلى قطاع غزة والقادمين إلى مدينة رفح المصرية، إما لدواعي الدراسة أو العلاج في المستشفيات المصرية .
ورصد موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط، حركة تنقل المواطنين داخل الأسواق، وخاصة سوق “الثلاثاء” الرئيسي بالشيخ زويد “والتي تعد أكبر وأخطر معاقل التكفيريين”، ومختلف قرى ومدن وتجمعات شمال سيناء ومن العريش وحتى منطقة رفح، وعلى الشريط الساحلي، في الوقت الذي استأنف الجميع، بما فيهم الأبرشية “الكنيسة” للصلوات، ولكافة الأنشطة سواء التعليمية أو التجارية وممارسة أعمالهم من دون أي قيود عانوا منها على مدى أكثر من 9 سنوات من العمليات الإرهابية من جانب العناصر التكفيرية، حيث أجبرت تلك العناصر، المواطنين هناك، على ترك منازلهم وأعمالهم، حتى توقفت حياتهم، وتمت عودتهم الآن وسط فرحة الجميع، بعدما دعمت الدولة من خلال المحافظة بناء منازلهم مجددا .
وأكد أهالي شمال سيناء أن ما تشهده مدن وقرى المحافظة من تحركات نحو التنمية من كافة أجهزة الدولة بغرض عودة الحياة لطبيعتها، بتوفير خدمات عاجلة وحصر الاحتياجات المطلوبة خلال المرحلة المقبلة، حتى بلغ عدد السيارات العابرة ما بين شرق وغرب القناة في اليوم معدل 11700 وبمتوسط 31500 فرد في اليوم الواحد عبر الأنفاق والمعديات والكباري العائمة، وهو ما يدلل على تسهيل إجرءات العبور، الأمر الذي يؤكد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة العامة للقوات المسلحة الاهتمام بأهالي الإقليم وصولا إلى تحقيق التنمية الشاملة والحقيقية داخل شمال سيناء.
وكانت بداية الجولة من قلب مدينة العريش، والتي تم الوصول إليها، من دون أي حواجز أو أكمنة، باستثناء العادية منها مثلها مثل أي مكان في مصر الخاصة بالشرطة المدنية، بعد عبور نفق “تحيا مصر” أسفل قناتي السويس القديمة والجديدة بمدينة الإسماعيلية واللذين ربطا الدلتا وأرض الفيروز “سيناء” .
وقال وكيل مطرانية شمال سيناء القمص غبريال إبراهيم “لقد عادت الطرق للفتح، بعد فترة عناء استمرت لسنوات، وعادت الأبرشية للصلوات، وباتت الخطوات الإيجابية أسرع مما نتخيل، وبعدما وصل عدد الأكمنة سابقا من العريش إلى رفح لنحو 50 كمينا منذ أحداث الإرهاب” .
وأضاف قائلا بنبرة تفاؤل “لن يمر العام 2023، إلا وسيكون هذا العام فاتحة خير على سيناء وعلى مصر كلها”، مؤكدا أن قائد مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، حكيم ندعمه بأننا موجودون ونقف أزهر وكنيسة وشعب وطني داعمين مخلص لقيادتنا وبلدنا أمام أي فكر متطرف”، وأردف “مصر محظوظة بقيادتها السياسية من جانب، وأيضا الدينية فهما صمام الأمان لمصر” .
فيما قال الشيخ إبراهيم أبوعليان “اليوم نستطيع من خلال الحكم والسوق الرئيسي والكبير بالشيخ زويد أنه تم اقتلاع جذور الإرهاب، وبدأت صفحة جديدة في سيناء، وهو ما لم يأت عبثا، فهناك شهداء سقطوا ودماء سالت من الجيش والشرطة والمواطنين الشرفاء، حتى يعود الأمن والأمان لبلادنا وأرضنا” .
وأضاف “الشكر للدولة وقائدها وللقوات المسلحة والشرطة المدنية، ولكل من كان له دور وساهم في اقتلاع الإرهاب من جذوره، فسيناء هي أمن قومي للدولة المصرية، فكان لابد من دحر الإرهاب، لنبدأ التنمية على هذه الأرض الطيبة الخصبة، والتي تتمتع بالثروات من حديد وفوسفات ومنجنيز وخامات أساسية لمقومات أي نهضة صناعية، كون هذه التنمية هي بوصلة التقدم” .
ورصد موفد الوكالة تنفيذ مبادرة الجيش الثاني الميداني لتجميل مدن العريش – الشيخ زويد – بئر العبد، والقيام بإزالة المخلفات والركام، ليحل محله التشجير ودهانات واجهات المنازل والأرصفة والأعمدة، بمشاركة عناصر قطاع تأمين شمال سيناء و18 شركة مدنية ورجال الأعمال والأهالي وطلاب الجامعات والمدارس .
واصطفت المعدات الخاصة لتنفيذ هذه المبادرة من داخل الكتيبة “101”، تلك الكتيبة التي تم استهدافها بفذائف الهاون عام 2015 من قبل العناصر التكفيرية .
كما نفذ الجيش الثاني الميداني مبادرة القافلة الطبية لأهالي شمال سيناء بالتعاون مع محافظة الدقهلية بمشاركة 86 طبيبا في 21 تخصصا، جاءت أمراض “الرمد” على رأس المشاكل الصحية، تم خلالها تقديم العلاج اللازم بما فيها تجهيز النظارات الطبية في اليوم نفسه .
وتم أيضا افتتاح 12 منفذا لبيع السلع الأساسية من منتجات الجيش الثاني الميداني بأسعار مخفضة بمناطق التقدم والأبطال والقمنطرة شرق وبئر العبد والعريش والشيخ زويد وذلك لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، ولا سيما اللحوم والدواجن والأرز.
كما رصد موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط من جانب آخر، حركة الشاحنات الضخمة واللوادر التي تقوم بتمهيد ورصف شبكة طرق جديدة شمالي سيناء، وخاصة الطريق الدائري الجديد بطول 16 كيلومترا من بئر لحفن حتى رفح وبعدد 10 حارات في الاتجاهين.
وقال المشرف على المشروع المهندس أكرم ابوبكر “وهو من أبناء سيناء”، إن 7 شركات تقوم بتنفيذ هذا الطريق، موضحا أن شبكة الطرق الجديدة بدأت من قرية “بغداد” بوسط سيناء وصولا إلى مدينة رفح الجديدة، ليختصر الوقت الزمني بنحو ساعتين ونصف الساعة .
وفي مدينة رفح والتي تضم 11 تجمعا تنمويا، باتت جميعها آمنة، تم الانتهاء من المدينة السكنية الجديدة بتمويل من وزارة الإسكان، وتنفيذ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمرحلة الأولى 41 عمارة بإجمالي 656 وحدة عبارة عن دور أرضي و3 مكرر، وتبلغ مساحة الدور 480 مترا، وتبلغ مساحة الشقة الواحدة 120 مترا، بخلاف 400 بيت بدوي، مساحة البيت 300 متر، يتم البناء على مساحة 140 مترا .
كما بدت الصورة على أرض الواقع بمدرسة “الوحشي” الابتدائية بقرية “العكور” طريق الجورة – الشيخ زويد، وهو الطريق الأشهر، عرف باسم طريق الموت سابقا .
وقال مدير المدرسة السيد محمد عبدالحميد إن العملية التعليمية بشمال سيناء وفي مدرسة “الوحشي” الابتدائية عادت إلى طبيعتها تماما، وتواجد النشء والبراعم من الأطفال سيرا بالأقدام على الطريق، ليبدأون يومهم بطابور المدرسة وباللياقة البدنية والرسائل المكتوبة ثم تحية العلم .
وفي حي “المقلوز” التابع لقرية الشلاق بالشيخ زويد، سجلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عودة الأهالي إلى منازلهم بعد تركهم لها بفعل الإرهاب، وأكد رئيس مجلس مدينة الشيخ زويد أنه تم حتى الآن صرف أكثر من 70 مليون جنيه تعويضات للأهالي ممن تضررت منازلهم جراء الإرهاب، وأشار إلى أن قيمة التعويض جاءت تقديرية من لجنة بالمحافظة، حسب مساحة المنزل ونوعية البناء، وهو ما أكده الشيخ إبراهيم سليم المقلوز .
كما شهدت مدينة العريش عملية إحلال وتجديد لمحطات المياه والكهرباء والتي باتت مهمة لحياة المواطنين بعد طول فترة عناء وقاسية، بجانب إحلال وتجديد لوحدات سكنية لعدد 105 عمارات ضمن مشروع إسكان التعاونيات بتكلفة 450 مليون جنيه، والتي تعرضت للتآكل بسبب قربها من البحر وتأثرها بعوامل التعرية ما أدى إلى تآكل الأعمدة .