الرواية الأولى

نروي لتعرف

الأمم المتحدة تقارير

الامم المتحدة : تقارير مروعة عن إعدامات وانتهاكات جسيمة في الفاشر وكردفان – وغوتيرش يشير الي الدول المتدخلة والمزودة بالسلاح

مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يحذر من تصاعد الفظائع ويدعو إلى حماية المدنيين ووقف استخدام التجويع كسلاح حرب

رصد : الرواية الاولى

28 أكتوبر 2025 – جنيف / نيويورك

أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن بالغ القلق إزاء التقارير المتعددة والمروعة التي تفيد بارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، شملت إعدامات بإجراءات موجزة، وعمليات قتل ذات دوافع قبلية، وعنفاً واسع النطاق ضد المدنيين، وذلك عقب سيطرتها على أجزاء من مدينة الفاشر في شمال دارفور، ومدينة بارا في شمال كردفان خلال الأيام الأخيرة.

وقال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، إن المعلومات الأولية تشير إلى “وضع بالغ الخطورة في الفاشر منذ إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني يوم أمس”، محذراً من خطر تصاعد الانتهاكات واسعة النطاق يوماً بعد يوم، وداعياً إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة للنازحين.

تدخل خارجي وتفاقم الصراع

انطونيو غوتيريش- الامين العام للأمم المتحدة

من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر بأنها “تصعيد مروع للنزاع”، داعياً المجتمع الدولي إلى التحدث بوضوح مع الدول المتورطة في التزويد بالأسلحة، وحثها على وقف هذا التدخل الذي “يقوّض فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحل سياسي شامل”.

عمليات قتل ذات دوافع قبلية

ووفقاً لمكتب حقوق الإنسان، فقد وردت تقارير موثوقة عن إعدامات ميدانية للمدنيين الذين حاولوا الفرار من مناطق القتال، بعضهم بدوافع قبلية، إضافة إلى قتل أشخاص لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية. وأظهرت مقاطع فيديو تلقاها المكتب عشرات الرجال العُزّل يُطلق عليهم النار على أيدي مقاتلي الدعم السريع، الذين اتهموهم بالانتماء إلى القوات المسلحة السودانية.

كما وردت تقارير عن احتجاز مئات الأشخاص أثناء محاولتهم الفرار، بينهم صحفي واحد على الأقل، وسط مخاوف من انتشار العنف الجنسي ضد النساء والفتيات. وتشير البيانات الأولية إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين والمتطوعين الإنسانيين جراء القصف المدفعي الكثيف بين 22 و26 أكتوبر، بينما يصعب تحديد العدد الإجمالي للضحايا بسبب انقطاع الاتصالات وحركة النزوح الواسعة.

وفي ظل الحصار المفروض على الفاشر منذ 18 شهراً، أفاد المكتب بتلقيه تقارير تفيد بإعدام خمسة رجال حاولوا إدخال مواد غذائية إلى المدينة.

انتهاكات مماثلة في كردفان

كما تلقى مكتب حقوق الإنسان بلاغات عن إعدامات ميدانية في مدينة بارا بشمال كردفان عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 25 أكتوبر، حيث وُجّهت إلى الضحايا تهمٌ بدعم الجيش السوداني. وتشير التقارير الأولية إلى مقتل عشرات المدنيين في تلك الأحداث.

ودعا فولكر تورك قيادة قوات الدعم السريع إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف الانتهاكات ومنع العنف القبلي والعمليات الانتقامية، مذكّراً إياها بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني الذي يحظر العنف ضد المدنيين واستخدام التجويع كسلاح حرب، ويكفل مرور المساعدات الإنسانية دون عوائق.

دعوة عاجلة للمساءلة

وجدد المفوض السامي دعوته إلى الدول ذات النفوذ للضغط الفوري لمنع ارتكاب مزيد من الفظائع، والتأكيد على أن المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان “أمر أساسي لضمان عدم تكرار دوامات العنف”.

الأمم المتحدة تدعو إلى السماح بالمرور الآمن للمدنيين والمساعدات الإنسانية

دينيس براون – منسقة الشئون الإنسانية

في سياق متصل، جددت الأمم المتحدة دعوتها لقوات الدعم السريع للسماح للمدنيين بمغادرة الفاشر بأمان، ولتمكين الأمم المتحدة من الوصول إلى المدينة المحاصرة منذ أكثر من 500 يوم.

وقالت دينيس براون، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، في إفادة عبر الفيديو من نيويورك:

“الفارون من الفاشر يواجهون خطراً متزايداً بالإصابة أو القتل، بينما تصلنا تقارير عن احتجاز المدنيين على الطرق مقابل فدية، واستخدام الميليشيات لتلك الطرق كوسيلة ابتزاز.”

وأوضحت براون أن بعض المدنيين الذين تمكنوا من الوصول إلى مناطق أكثر أمناً وصلوا “في حالة إنسانية مزرية، يعانون من الجفاف وسوء التغذية والجراح، وجميعهم مصدومون مما شهدوه”.

وأضافت أن المجتمع الإنساني يواصل جهوده لضمان حماية المدنيين، مشيرة إلى مقتل أكثر من 128 عاملاً إنسانياً منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مؤكدة أن المتطوعين الإنسانيين “يشكلون العمود الفقري للاستجابة الميدانية، وهم محميون بموجب القانون الدولي الإنساني”.

“التجويع كسلاح حرب”

ونبّهت براون إلى أن منع دخول المساعدات الإنسانية والغذاء يشكل استخداماً للتجويع كسلاح حرب، وهو “انتهاك صارخ للقانون الدولي”، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة “جاهزة فوراً” لإيصال الإمدادات.

وقالت:

“لدينا 42 شاحنة جاهزة في وضع الاستعداد منذ يوليو، محمّلة بالغذاء والدواء ومواد الإيواء، تنتظر فقط ضمان المرور الآمن إلى الفاشر.”

الأمم المتحدة تواصل مراقبة الوضع عن كثب، وتحثّ جميع الأطراف على احترام التزاماتها القانونية، وضمان حماية المدنيين، وتمكين المساعدات الإنسانية من الوصول دون قيود.

اترك رد

error: Content is protected !!