من زاويةٍ أخري / محمد الحاج

اقتربت ساعة النصر



لا شك بأن هنالك قوي ظلامية تقف خلف التصعيدات الاخير في منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقي لصناعة مزيد من الازمات والحروب في المنطقة لإكمال بسط سيطرت النظام العالمي الجديد على منطقة الشرق الاوسط وافريقيا وانتاج واقعاً استعماريا جديداً مبني على الهيمنة الاقتصادية والتحكم في ثروات وموارد ومقدرات الشعوب في منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا لتحقيق الرخاء والامان الاقتصادي لدول الغرب وامريكا المبني على حساب شعوب وانسان القارة السمرا.
لذلك إن ما قد شهده السودان من مشكلات وازمات اقتصادية او اجتماعية او سياسية في فترات سابقة قبل إشعال حرب 14 ابريل 2023م لم يكن الي بداية تنفيذ خطة تهدف الي اخضاع السودان كدولة لسيطرة النظام العالمي الجديد الذي تقف من خلفه الحركة السياسية الصهيونية تحت غطاء أمريكي وبتبعية عدد من الوكلاء في المنطقة، فبعد هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠٢م قد استباحت امريكا العالم و استخدمت ما يسمى بفلسفة صدام الحضارات من أجل إعادة بناء النظام العالمي الجديد وفقاً للرؤى الأمريكية التي تقف من ورائها الصهيونية السياسية العالمية من أجل إعادة تشكيل العالم وإجباره على التوافق مع نمط الحياة الأمريكية، لذلك قد توجهت امريكا لعسكرة الشعوب والمجتمعات وتطويع القانون الدولي وفقا لمتطلباتها الاستراتيجية لمخططها الاستعماري العالمي الجديد و استخدامها لمسمى الإرهاب والدول المارقة علي حسب وصفها وذلك لإتاحة المجال امام التدخلات الامريكية في شؤون الدول الغير محدد بزمان أو مكان أي أن نطاقها مفتوح وغير محدد، لذلك قد شهدت منطقة القرن الافريقي تزايداً كبيرا في حجم التدخلات الامريكية و خصوصاً في الآونة الاخيرة حيث زادت امريكا من نفوذها في المنطقة بتواجدها العسكري في شكل قواعد عسكرية و احدثت عدة تدخلات في دول مختلفة في المنطقة تحت ذرائع و مسميات مختلفة للمحافظة علي مصالحها الحيوية في منطقة القرن الافريقي، لذلك نجد بان امريكا قد وجهت جل اهتمامها في الآونة الأخيرة لفرض سيطرتهما علي السودان البوابة الأفريقية بشتى الطرق و الوسائل لما يمثله السودان من اهمية للمصالح الأمريكية الحيوية في منطقة القرن الافريقي و في اكمال تنفيذ مخططها للقرن الافريقي الكبير.
ولذك إن حرب السودان ليست بحرب عبثية كما يصفها البعض و انما هي حرب افتعلت من اجل الحفاظ علي مصالح استراتيجية لدول اخرى في السودان وفي منطقة القرن الافريقي، وانها خير دليل و برهان لما سوف يأتي لاحقاً لأي دولة لا تريد الامتثال او الانصياع الى أوامر ما يسمى بالنظام العالمي الجديد بقيادة أمريكا و الغرب، فالحرب السودان عندما وضعت اوزارها في السودان قد تكشفت بها أغطية كثيرة من علي رؤوس مشعلي هذه الحرب و التي قد مورست فيها أشد و أسوء أدوات البطش من إبادة جماعية، ترويع و تعذيب، و تشريد و اغتصاب، و تدمير لمقدرات المواطنين و للبنيات التحتية للدولة السودانية، وقد ارتكبت فيها عدة جرائم تليق بأن يحاكم مرتكبيها من مليشيات الدعم السريع كمجرمي حرب وذلك باستهدافهم لمناطق الإنتاج و بإغلاقهم للطرق للإحالة دون وصول الغذاء والدواء للمدنيين العزل في مناطق عدة من السودان، وكل ذلك قد كان تحت مرأى و مسمع المجتمع الدولي و الذي لم يحرك ساكناً لوقف هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان من قبل مليشيات الدعم السريع بل ما زال يتحدث بعد كل هذه الانتهاكات من قبل المليشيا عن طرفي للنزاع في سابقة دولية يتم فيها المساواة ما بين جيش عريق يسعي لحماية مقدرات مواطنيه و يعمل علي إيقاف جميع الانتهاكات من إبادة جماعية و تقتيل و تشريد واغتصابات و نهب و سلب و سرقة منازل المدنيين العزل في بقاع السودان المختلفة مثل (الخرطوم و دار المسالايت و الجزيرة و سنار و الفاشر حاليا ) و ما بين مليشيا ترتكب جرائم الحرب، و لذاك إن ما تقوم به امريكا و المجتمع الدولي حالياً من تحركات و استخدامهم لمسمي طرفي النزاع لهو خير دليل علي تامر امريكا و المجتمع الدولي و اشتراكهم مع مليشيات الدعم السريع في الجرائم و الانتهاكات التي ارتكبتها و ما تزال ترتكبها ضد الشعب السوداني و يبين مدي حجم التآمر الكبير و الذي يمر به السودان بقيادة آمريكا و الغرب و وكلائهما في المنطقة.
إن ما يدور في ملف الحرب في السودان من تحركات اقليمية من قبل الامريكان قد اكد ايضاً عدم وجود رغبة لإنهاء الحرب الدائرة في السودان الي بعد سقوط نظامها و السيطرة عليها من قبل النظام العالمي الجديد و الذي اصبح يقود الحرب علي السودان حالياً وبصورة مباشرة بعد فشل وكلائه في تنفيذ مشروع الهبوط الناعم الثاني عن طريق ما يسمى بالاتفاق الإطاري و الذي عولت عليه امريكا و الغرب في احداث التغير المبني علي التبعية في السودان للمضي في تحقيق مصالحها و تطبيق نموذج القرن الأفريقي الكبير، اما حالياً و بعد تطورات الاوضاع في حرب السودان و عدم تمكن الوكلاء من اسقاط النظام في السودان بوسيلة السلاح و اقتراب دخول الحرب في عامها الثاني الامر الذي يعني تعطيل للمصالح الحيوية الامريكية في القارة الأفريقية بسبب حرب السودان لذلك قد بدأت امريكا و الغرب في استخدام سلاحهم الاخير و هو اطلاق لإنذارات عن طريق منظماتهم بشأن اقتراب دخول السودان في مرحلة كارثة المجاعة و ذلك بعدم توفر الغذاء و الدواء لحوالي ٢٥،٦ مليون نسمة من السودانيين أي بما يفوق نصف تعداد سكان السودان دون تحديد من هم في الداخل من نازحين أو من هم في الخارج من لاجئين في تغبيش واضح للحقائق من قبل الأمم المتحدة و منظماتها و دثر حقيقة عدم تقديم المساعدات للاجئين السودانيين خارج الحدود السودانية و كذلك النازحين في المناطق الامنة في السودان، ان هذه الإنذارات عن المجاعة ليس في مجملها كاذبة و لكن قد تم تضخيمها بصورة كبيرة و أيضاً قد تم التقاضي عن الاسباب و العامل الرئيسة التي قد ادى الي اقتراب نشوب مجاعة في بعض مناطق السودان و هو قطع الطرق و حصار المدن الممنهج و نهب جميع السلع و المحاصيل من علي هذه المدن من قبل مليشيا الدعم السريع اذا فإن السبب المسبب في الاساس لدخول هذه المناطق في مرحلة نقص للغذاء و الدواء كان و ما يزال ميلشيات الدعم السريع و لكن قد تقاضي المجتمع الدولي عن الأسباب المسببة لنقص الغذاء في هذه المناطق مما يعني عمليا مشاركة المجتمع الدولي و منظماته في جريمة قتل الشعب بالتجويع، إن المجتمع الدولي و منظماته قد عملت علي تضخيم نسب عددٍ السكان الذين بحاجة الي غذاء داخل السودان ليفوق نصف السكان فكل ذلك ما هو الي ذريعة الي خلق زوبعة و غطاء دولي للسماح بتدخل دولي في السودان تحت مسمى ملف الدواعي الانسانية ليتم به فرض الوصاية الدولية علي السودان قبل توجهه شرقا و الذي بات وشيكا جدا بحسب رأي كثير من المحللين و المراقبين لملف حرب السودان وذلك بعد التفاهمات و التي عقدتها الحكومة السودانية مع نظيرتها الروسية و التقارير الاخير و التي تتحدث عن التقارب الكبير بين السودان و عدة دول تمد بتبعيتها الي المعسكر الشرقي بقيادة روسيا الامر الذي ادي الي اسراع وتيرة التحركات الامريكية لتطبيق نموذج فرض الوصاية علي السودان عن طريق استخدام الملف الانساني ولكن في اعتقاد كثير من المحللين قد سبق السيف العدل فلا جدوى من هذه التحركات الامريكية و انشاء منابر لإحداث مشاورات مثل منبر جنيف و الذي كانت نواياه المعلنة هو فتح المسارات الانسانية لإيصال المساعدات الامر الذي قد سمحت به السلطات السودانية بفتحها لمعبر ادري في خطوة اعتبرها كثير من المحللين خطوة زكية افشلت المشروع الامريكي المقترح لمفاوضات جنيف الذي قد اعتذرت الحكومة و الجيش السوداني عن المشاركة فيها نسبة لفرض امريكا توسيع في قاعدة المشاركة دون استشارة الحكومة السودانية و التي أبدت عدم رغبتها في المشاركة في اي مفاوضات يتم فيها اشراك دول متهمة من قبل الحكومة السودانية بتأجيج الصراع و مد المتمردين بالعتاد العسكري لقتل الشعب السوداني، و أيضاً لعدم جدوى هذه المفاوضات دون الولوج الي تنفيذ مخرجات وثيقة جده التي نصت علي خروج لمليشيات الدعم السريع من الأعيان المدنية و مساكن المواطنين الي نقاط حددها الجيش تمهيداً الي وقف العدائيات بين المليشيات و القوات المسلحة السودانية الامر الذي لم تقم بتنفيذ مليشيات الدعم السريع و لم يقم المجتمع الدولي و الأطراف المشاركة في منبر جدة بممارسة اي ضغوط علي المليشيات لتنفيذه بل قد زادت المليشيات في حجم انتهاكاتها ضد المدنيين العزل في عدة مناطق في مختلف في ارجاء السودان.
ان عدم قدرة الامريكان علي التعاطي مع الملف السوداني وفقاً لمبدأ المصالح المشتركة و فهم أهمية السودان لمصالحهم الحيوية و الجيواستراتيجية و إنصاتهم لأطراف درست الحالة السودانية بصورة سطحية و خاطئة و أيضاً اعتمادهم علي تقارير من قبل جهات ليس لديها القدرة علي صناعة التغيير في السودان و لا وجود لحواضن لها داخل اوساط الشعب السوداني و اعتماد وكلاء الامريكان السلاح كوسيلة للتغيير في السودان قد أفدي الي انتهاج الدولة السودانية منهجاً مختلفاً و هو التوجه شرقاً و خلق معادلة جديدة لمواجهة المخطط الساعي الي السيطرة علي السودان و تفكيكه، فقد وجه السودان مصالحه بصورة كاملة شرقا و يقوم حاليا بعقد بروتوكولات و تفاهمات مع روسيا و غيرها من دول تتبع للمعسكر الشرقي و ذلك لحماية مصالحه الحيوية و إمداده بالمستلزمات و المعدات التي تضمن له عودة الاستقرار و سيادته علي قراره و اراضيه و في اعتقادي أن في مقبل الايام القادمة سوف نشهد تغيرات و تطورات كبيرة في مواقف الحكومة السودانية تجاه مسألة شروطها لعملية إيقاف الحرب كما ايضا سوف نشهد بداية تغيرات في المواقف الدولية تجاه ملف الحرب في السودان و التي سوف توأدي في نهاية الامر الي إيقاف للحرب قريباً.

لا للحرب ونعم للسلام العادل والذي يحقق مصالح الشعب السوداني ويحقق سيادة الدولة السودانية على اراضيها وقرارها.
جيشا واحد شعباً واحد (النصر لنا)

كلنا_جيش

اترك رد

error: Content is protected !!