اشار فيها الي حرب الهيمنة علي السودان – رسالة إلى مؤتمر القمة العربية من المؤتمر العربي العام
الرواية الاولى – رصد
تجئ رسالة المؤتمر العربي العام هذه إلى مؤتمر القمة العربية الثالثة والثلاثين المنعقدة في البحرين، في وقت يتعرض السودان إلى حرب الهيمنة والاستعمار والاستيطان الإحلالي، والتي طالت بدمارها بنيته التحتية، وضربت بأوزارها أمنه واستقراره، وشردت نحو 40% من سكانه وجعلتهم بين نازح ولاجئ.
لم تقتصر جرائم هذه الحرب على الدمار والتشريد، إذ مورست فيها كل صنوف جرائم الحرب وأقساها، من تطهير عرقي استهدف القبائل الأفريقية في دارفور، وبخاصة قبيلة المساليت التي صفّت مليشيا الدعم السريع آلاف الذكور من أبنائها، وطردت نساءها وأطفالها من مدنهم وقراهم التاريخية، وسلبت ممتلكاتهم، وأسكنت مستوطنين جاءت بهم من خارج السودان في بيوت المواطنين في تلك القرى والمدن، في مشهد يعود بالذاكرة العربية إلى ما حدث في فلسطين على يد مليشيات أرغون والهاجانا الصهيونيتين. علماً بأنّ المليشيا قد بدأت جرائمها تلك في ولايتي الخرطوم والجزيرة، التي دمرت فيهما الأسواق والمناطق الصناعية، ومحطات إنتاج الكهرباء والمياه، وحُرم ما تبقى فيها من سكان من كل الخدمات وبخاصة الخدمات الصحية بسبب تحويل المليشيا كثيراً من المؤسسات الصحية إلى ثكنات عسكرية.
إن المؤتمر العربي العام الذي يتشكل من مؤسسات العمل الشعبي العربي المستقلة (المؤتمر القومي العربي، المؤتمر القومي الاسلامي، مؤتمر الأحزاب العربية، الجبهة العربية التقدمية، مؤسسة القدس الدولية) والتي تحمل هم حاضر الأمة العربية ومستقبلها، والتي تعبر عن وجدان الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، إذ تنبه مؤتمر القمة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية إلى طبيعة الحرب المفروضة على السودان من القوى الغربية الأطلسية الإمبريالية، ومن الصهيونية العالمية، فإنه ومن منطلق المسؤولية القومية والأخلاقية يؤكد ما يلي:-
1) أنّ الهدف الرئيس من هذه الحرب هو بسط القوى الغربية والصهيونية العالمية سلطانها على السودان، وإعادة هندسة أوضاعه الاجتماعية من خلال عمليات تهجير مواطنيه وإحلال مستوطنين لا صلة لهم بالسودان، وأن الهدف البديل لذلك، في حال الفشل في تحقيقه، هو تقسيم السودان وتجزئته، ومن ثم السيطرة عليه جزءاً بعد جزء.
2) أن هذه الحرب قد أعادت السودان عقوداً إلى الوراء، بعد أن دمرت بناه التحتية، وأفقرت مواطنيه الذين نهبت المليشيا مقتنياتهم، ودمرت مصادر أرزاقهم، وضيّقت عليهم الحياة في بلادهم، لتدفعهم إلى الهجرة حتى تتمكن من استكمال عمليات التوطين والاستيطان لمن ضاقت بهم أوطانهم في دول وسط وغرب أفريقيا التي تريد القوى الغربية إخراجهم منها إلى السودان “أرض الميعاد الجديد”.
3) أنّ هذه الحرب تستهدف وبشكل مباشر الأمن القومي العربي الذي يعدّ الأمن القومي السوداني ركيزة أساسية من ركائزه، وهنا يلزم التذكير بأنّ هذه الحرب قد بدأت يوم 13 أبريل/ نيسان 2023 في قاعدة مروي العسكرية تحت شعار مناهضة التنسيق والتعاون العسكري المصري- السوداني، حيث أسرت المليشيا عدداً من ضباط الجيش المصري الذين يتشاركون مع رصفائهم السودانيين واجب صون الأمن القومي العربي من بوابة الأمة الجنوبية وأسوارها.
4) أنّ الواجب الأخلاقي والقومي يفرض على مؤتمر القمة العربية، اتخاذ موقف حاسم في مناصرة السودان، وفي دعمه سياسياً ومادياً في مواجهة هذه الحرب، ويفرض عليه كذلك، تحميل الدول الغربية والأنطمة العربية والأفريقية الضالعة في هذه الحرب، المسؤولية القانونية والسياسية، بالقدر الذي يضمن وقف رعايتها ودعمها للحرب، وبما يجبر أضرارها عبر عمليات إعادة الإعمار وغيرها من التدابير.
وإذ يضع المؤتمر العربي العام هذه الرسالة المهمة على منضدة القمة العربية وبين يدي القادة العرب، فإنه يتمنى للقمة العربية الثالثة والثلاثين التوفيق في خدمة قضايا الأمة، وفي المقدمة منها قضية فلسطين، في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، وأن توفق في اتخاذ المواقف المبدئية الأصيلة من قضية السودان التي لا يمكن فصلها عن قضية فلسطين.
15/5/2024