بخاري بشير
مضت ١٣ يوما علي حرب اسرائيل علي غزة ، وكانت حصيلة الجرحي والشهداء حتي الآن قد تجاوزت ال ٣٠٠٠ شهيد، وال١٢ الف جريح.. حصدتهم آلة الموت العسكري الإسرائيلية.. بينما تجاوز حجم قتلي اسرائيل الالف، وما يزيد عليهم من الاصابات.
سعت اسرائيل وهي لم تفق بعد من صدمة (طوفان الاقصي) الي قامت سحق غزة بالكامل ، وافراغها من مواطنيها، فاعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة، لتجابه بها شعب أعزل، وقامت بدك أحياء كاملة وتسويتها بالأرض، وهو الأمر الذي لم تشهده أسوأ الحروب.
وتمكنت إسرائيل من حشد دعم الدول الغربية، وعلي رأسها أمريكا، التي ساعدتها بلا حدود في توفير السلاح، وكان وقوف امريكا الي الجانب الاسرائيلي واضحا ولا يحتاج لبيان، بحضور الرئيس الأمريكي وعقده للقاء مع نتنياهو كانت حصيلته وقوف امريكا بلا حدود الي جانب إسرائيل.
لم يكن استمرار القصف الهائل علي غزة هو ما تخكط له إسرائيل، لكنها تسعي لتنفيذ عملية برية شاملة، وقد أعلنتها واستعدت لها، فقد أصبح العقل الإسرائيلي الحاكم يستعد لمحو غزة من علي سطح الخريطة، ليس لمواجهة دولة إنما لمواجهة مجموعات المقاومة الفلسطينية، وعلي رأسها جماعة حماس التي نفذت عملية (طوفان الاقصي)، التي يعتبرونها جماعة إرهابية ويجب القضاء عليها.. لكن هذه الخطوة لم ولن تفرق بين الشعب الفلسطيني، ومقاتلي حماس، تريد إسرائيل بزريعة حماس أن تزيل غزة والضفة من علي الخارطة، بل والتفكير في تهجير الفلسطينيين.
هناك في الجانب الآخر ظلت فلسطين، وغزة راسخة رسوخ الجبال الشم.. تستقبل آلة القتل وارتال الصواريخ بصدور عارية، وعزمها أن تبتلع رمالها الطاهرة عدوها العاصب، وان تصبح لهم قبورا سيذكرونها طول حياتهم.
لم تلتزم إسرائيل بأي قانون انساني، ولم تعترف بالاخلاق، وهي تنتقم لكبريائها الجريح واختراق حماس للقبة الحديدية من كل الشعب الفلسطيني، الذي اعتبرته جميعه عدو، في غزة وكل ارض القطاع والضفة.. ظل قصفها الصاروخي المستمر يستهدف الابرياء، والاحياء، والمستشفيات والمساكن والبنايات.. فكانت مجزرة المستشفي المعمداني هي الأسوأ علي مستوي العالم، حيث قالت إسرائيل ٥٠٠ نفس بين امرأة وطفل ورجال في غمضة عين.. وللاسف كانت ردود الفعل العربية والإسلامية (رخوة) لم تتجاوز الإدانة والسحب والبيانات.
لكن بالمقابل خرجت الجماهير في العواصم العربية والإسلامية وحتي من داخل الدول الغربية، وهي تنادي بوقف الانتهاكات، ووضع حد لقتل الابرياء في فلسطين.. خرجت الجماهير وهي تندد بهذه الأفعال التي يندي لها جبين الانسانية، ولن تتوقف. وشارك فيها كل الشرفاء حتي غير المسلمين، ونقلت الأنباء احتجاجات حتي لليهود بأمريكا وبعض دول اوروبا، واتهامهم لنتنياهو بأنه سعي لإشعال الحرب، التي ستكون اسرائيل واحدة من ضحاياها.