احداثيات الحرب وحيثياتها لمن القى السمع وهو شهيد ٣-١٠ …. ٣- قصة الطلقة الاولى ..الحرب مبدؤها الكلام
✍️ د. كرار التهامي
الجيش لم يطلق الطلقة الاولى رغم انه من حقه ان يفعل ذلك فهو المناط به قانونا ان يحتكر العنف وان يطلق اي طلقة كانت الاولى او الاخيرة على اي سلاح او فصيل من فصائله يشق عصا الطاعة او يتمرد عليه هذا امر طبيعي ودستوري والحروب لم ولن تشعلها طلقة فمثل هذه الخروقات يتم احتواؤها بسهولة ومحاسبة من قاموا بها !!!!!
◾️ لتقصي حيثيات الحرب و القتال لابد من الرجوع لملابسات الاطاري فالجيش من ناحيته لم يرفض الاطاري بل اشاد به بدءاً على لسان قائده الفريق البرهان الذي قال” نحن مع الاطاري لانه يوحد الجيش السوداني ” كل الذي حدث هو ان الجيش اراد ان يعرف حقيقة وتفاصيل هذا الاطاري الغامضة والخفية المخبوءة والمدفونة بين السطور وكما يقول المثل السوداني ( المدفونة بتكسر المحرات)
◾️ لذلك طرح الجيش في ورشة الاصلاح العسكري حزمة من التساؤلات والافكار كانت كفيلة بتنقية الاطاري من المواد المسرطنة و حينها لن يكون للاطراف كلها مندوحة من توقيع الاطاري بعد دمج المبادي التي طرحها الجيش و منها :
اولاً –
ان يكون المدى الزمني للدمج من ستة شهور الى عام وكان ذلك سقف تفاوضي لان الجيش كان راضيا بالعامين وعلى مضض
ثانياً –
طالبت الورقة بايلاء استثمارات وشركات الدعم السريع إلى ولاية وزارة المالية والاقتصاد مع العلم ان الاطاري اشار الى تفكيك اقتصاد الجيش لكن غض الطرف في متن النص عن امبراطورية الدعم العملاقة وتغافل عن ذلك عامداً
ثالثاً –
وقف التعاقدات الخارجية وحصر تزويد قوات الدعم بالمهمات العسكرية والتسليح والذخائر من الجيش،
رابعاً-
حظر النشاط السياسي والالتزام بخروج العسكريين من المشهد السياسي ظل الجيش اكثر وضوحاً في هذا الالتزام الى هذه اللحظة
خامساً –
اعادة النظر في التركيبة القبلية و تراتبية العساكر والضباط الذين راكمتهم المليشيا وفقا للاسس المهنية بدلا من التحشيد القبلي الذي لايليق بمؤسسات عسكرية احترافية
◾️ الكلام ده عيبه شنو وعلاقة الفلول بيه شنو ؟!؟ لو تعاملت قوى الحرية او فولكر او المجتمع الدولي والافريقي الكذوب بعقلانية مع هذه الاطروحة الراشدة وهذه الممانعة الموضوعية لما قامت الحرب لكن كما يقول العرب 🙁 مصارع الرجال تحت بروق الطمع ). وكما قال عمر الفاروق : (ما الخمرُ صرفاً بأذهب لعقول الرجال من الطمع) فالذين تهافتوا على الاطاري وروجوا له بصورته المتشددة الحصرية والغامضة عاشوا حالة الطمع السياسي المفرطة التي محقت العقول وذهب خيالهم الى اقصى حالات الافتتان بالسلطة دون الاخرين المساكين المقطوعين من شجرة (الاغراق السياسي )هذا المصطلح الذي اجترحوه ضد كل مفاهيم الديمقراطية و مبادئ المساكنة السياسية التي تقوم على توسيع مواعين المشاركة واستيعاب الاختلاف لكنهم ضيقوا ماهو ضيق اصلا ودخلوا في حالة من حالات هوس السلطة و خيالاتها المريضة لدرجة ان ناطقهم الرسمي ما انفك يتوعد الناس ان (لا يتحاوموا) في الشوارع بعد الحادي عشر من ابريل وهو موعد الولادة القيصرية لحكومة الاطاري !!!!
◾️ هذه الدراما اشبه بقصة عبد القادر المتسرع في كتاب المطالعة الرجل الذي كسر زجاجة السمن التي اقتناها والتي رسم في خياله انه باعها وتزوج بثمنها وانجب اولاداً و تهيأ له انه يؤدب اولاده الذين لم يلدهم بعد فضرب الزجاجة واندلق حصاد عمره
◾️ لقد كسرت قحط زجاجة السلطة ودلقت طموحاتها في شوارع الخيبة السياسية حينما تخيلت انها على سدة الحكم وارادت ان تؤدب السودانيين بعصا السلطة الاممية الغليظة فتجبرت وظلمت وقسَمت الناس اجناس ومنازل (وكيمان مرارة ) وطبقات تبدأ بطبقة المصارين البيضاء (قوى الثورة) الى الخشامة (قوى الانتقال) ناس الشعبي الذين ارتضوا بالدنية في هذه القسمة الضيزى و تنتهي اسفل السلم بمجموعة اليتامى والمساكين قوى (الاغراق السياسي) والمحرم عليها العمل والمشاركة في ترتيبات الفترة الانتقالية رغم حجمها وتاريخها ونضالاتها السياسة منذ فجر الاستقلال
◾️لقد ارتكبت قحت الخطيئة التي لا يمكن مواراتها بالتراب عندما سرحت مع خيالها حتى سقطت من حالق ودق عنقها وهيأت الدعم السريع للاعتداء على الجيش الوطني بالتهديد بالحرب اذا لم يوقع الجيش على الاطاري المشئوم فترصد الدعم الجيش و زحف الى مقاره ورفض الامتثال لنداء قيادته بالتوقف عن التحشيد والتحركات حول العاصمة والمدن الاخرى رغم ذلك لازال يتردد سؤال عن الطلقة الاولى !!!!
◾️ قال د خليل عناني الصحفي والمحلل السياسي الامريكي ان الدليل على نية حميدتي في السيطرة على السلطة
اولا : اهتمامه بتحييد الطيران والسيطرة على مطار مروي الذي توجد به بعض الطائرات المقاتلة وذلك منذ فترة طويلة
ثانيا : حرصه على السيطرة على التلفزيون والاذاعة و احتلال القيادة العامة
ثالثًا : احداثيات الحرب وحيثياتها لمن القى السمع وهو شهيد ٣-١٠
٣- قصة الطلقة الاولى ..الحرب مبدؤها الكلام : قامت قواته بمهاجمة منزل القائد العام وهذه اخطر خطوة انقلابية لانه في حالة نجاحها يكون حميدتي قد سيطر تماما على البلد والجيش ويقول دكتور صلاح الزين الخبير في شبكة الجزيرة “لو ان قائد الجيش كان على علم بهذا التحرك لما ظل في بيته ساعة الصفر” كان بامكان الحرية والتغيير ان تلعب دورا وطنيا خاصا دون التهافت على دست الحكم وان تتلافى الانفجار لو ناصحت قيادة الدعم السريع لتقديم التنازلات على الصعيد العسكري العسكري وقدمت هي التنازلات على الصعيد المدني المدني بدلا من الترويج لفكرة ((الاطاري او الحرب)) التي كانت بمثابة طلقة البداية وكلمة السر التي اشعلت اوار الحرب فالحرب مبدؤها الكلام ً وكما قال نصر بن سيار للخليفة مروان بن محمد:
أرى خلل الرماد وميض نار
يوشك أن يكون لها ضرام
فإن النار بالزندين تورى
وإن الحرب أولها كلام