تقرير : محمد جمال قندول
ثلاث سنوات ونصف العام مضت علي التغيير الممهور بالحادي عشر من ابريل 2019 وافضي الي سقوط البشير واستلام اللجنة الامنية انذاك لزمام الحكم ثم تشكيل مجلس عسكري الاول كان برئاسة الفريق اول ركن عوض ابن عوف ونائبه الفريق اول كمال عبد المعروف واخرون وبعد 24 ساعة فقط تنحي ابن عوف ليحل محله حينها المفتش العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان وتشكيل مجلس عسكري وما بين المجلسيين شخصيات شكلت الاحداث ثم انزوت بالاستقالة او الاعفاء وفي المساحة نستعرض ابرز الوجوه العسكرية شكلت التغيير
أبن عوف.. الجنرال الصامت
رئيس المجلس العسكري الفريق اول ركن عوض ابن عوف والذي سجل التاريخ حكمه كاقصر مدة حكم خلال ازمنة البلاد المتعاقبة منذ الاستقلال ان لم يكن بالمنطقة اجمع فالرجل كانت قد اذاع بيان عزل الرئيس الأسبق عمر حسن احمد البشير وبعد 24 ساعة غادر المشهد بتنحيه رفقة الفريق اول ركن كمال عبد المعروف ليغادر بعدها البلاد رفقة اسرته الي القاهرة الذي استقر فيه بشكل نهائي
ومنذ تنحيه عن رئاسة المجلس العسكري وحتي اليوم لم نلحظ للرجل اي نشاط سوا ان كان اجتماعيا او رسميا بالقاهرة ولا انباء عنه او صور مسربة له مقربون من الرجل كشفو للانتباهة أنه ابتعد عن المشهد بشكل نهائي ويتابع تفاصيل ما يجري بالداخل حيث يقيم بمنطقة الدقي ولجهة انه احيل للتقاعد وكلمة التقاعد نفسها بحسب قاموس الموسسة العسكرية لا تنطبق علي رتبتي الفريق والفريق اول لمخصصات المنصبين المستمرة حتي حال خرج الشخص من الخدمة
وبمقارنة ابن عوف مع شخصيات عسكرية اخري خرجت من المشهد فان حياته الخاصة وتفاصيلها غير معلومة ولكن الراجح ان الرجل نأي بنفسه عن الظهور او التدخل في شؤون البلاد ولو بالاستشارة ويستند متابعين لشخصية ابن عوف العسكرية الرسمية والتي لا تميل للسياسة ابدا ولا تتعاطي معها حيث انه كان احد ابرز الضباط في الدفعة 23 كما انه كان سفيرا للبلاد في سلطنة عمان ثم عاد في خواتيم 2015 وعين وزيرا للدفاع وقبيل سقوط البشير بشهرين عين نائبا اول لرئيس الجمهورية خلفا للفريق اول بكري حسن صالح ثم رئيسا للمجلس الانتقالي العسكري من ليوم واحد قبل ان يغيب عن واجهة المشهد بصورة نهائية
وكان سفيرا في سلطنة عمان
وابتعد فترة عن المشهد وتتسم شخصيته بالصمت وعدم التعامل مع الاعلام كما انه مطلع جيد للكتب والمؤلفات ويمارس الرياضة ولا يحرص علي الظهور بالاماكن العامة ويعيش حياة هادئة رفقة اسرته واحفاده
كمال عبد المعروف.. المعلم
برز كمال عبد المعروف كضابط من الطراز الرفيع لدي القوات المسلحة حيث تخرج من الكلية الحربية بالدفعة 29 ومن رتبة مقدم كان معلما بالحربية حتي وصل مرتبة العقيد عوضا عن خوضه تجربة ملحق عسكري بالصين
كان احد ابرز رموز التغيير حيث كان نائبا لابن عوف بالمجلس العسكري وتنحي معه، كمال بدوره ابتعد عن واجهة المشهد العام للبلاد وانجرف في حياته اليومية بعيدا عن صخب السياسة وتعقيدات المشهد وعبث الساحة، عرف عنه صمته التام مع وسائل الاعلام منذ ان تدرج في الرتب العسكرية حتي وصل منصب رئيس الاركان في عهد البشير، يعيش الرجل حاليا حياة هادئة، يطلع علي الصحف ويدوام علي تصفح تطبيق الوتساب ولديه مزرعة صغيرة يقضي بها اوقات فراغه، يحرص علي مزاولة رياضة المشي خاصة الصباح حيث يقيم بمنطقة كافوري شمال العاصمة
وللرجل تاريخ عسكري كبير وحضور لدي ضباط القوات المسلحة ويرجع كثيرون ذلم لجهة انه كان معلما ومحاضرا لفترة ليست بالقصيرة بالكلية الحربية كما انه دفعة الفريق اول طيار صلاح عبد الخالق، ولا يتوقع مراقبون بان يكون للرجل دور مرتقب خاصة وانه جاء للمنصب بالمجلس بحكم التراتيبية وليس بطموح سياسي والا ما كان قد استقال رفقة أبن عوف، عبد المعروف يظهر كثيرا في المناسبات الاجتماعية المختلفة لدي اسرته وعشيرته وزملائه لم يبدي اي اراء سواء ان كانت تصريحات اعلامية او تسريبات عن المشهد العام للدولة.
صلاح عبد الخالق كيف يعيش حياته
الفريق اول طيار صلاح عبد الخالق كان ايضا احد ابرز الوجوه التي برزت بقوة لفترة من الزمن قبل ان يغادر المسرح عقب تشكيل المجلس السيادي بعد التوقيع علي الوثيقة الدستورية بين المكونيين العسكري والمدني.
ورغم خروجه من المشهد الا انه من القلائل الذين ظهروا بالمشهد عبر ظهوره بالمناسبات الاجتماعية كذلك ظهوره الاعلامي في حوار صحفي شهير بمارس 2020 ابدي فيه استغرابه من حديث البعض عن مطالبهم بالمدنية الكاملة قائلا (لو عاوزنها مدنية 100% كانت يمشوا يعتصموا في الدايات ليه جو اعتصموا لينا في القيادة) ذلك التصريح كان قد أثار جدلا واسعا وقوبل الجنرال بهجوم شرس من القوي السياسية ولجان المقاومة
يقيم صلاح عبد الخالق بمنطقة كافوري يمارس حياته بشكل طبيعي وبعيد جدا من السياسة ويشكل حضورا منتظما بالمناسبات الاجتماعية ويعشق رياضة المشي ولا يتوقع ان يكون له دور مستقبلي
وبرز الفريق اول طيار صلاح عبد الخالق في مجاله كمحترف لا يشق له غبار ودرس بالكلية الجوية المصرية بالدفعة 23 كما حضر دراسات في المجال بروسيا والولايات المتحدة الامريكية ويتحدث ثلاث لغات خاصة اللغة الانجليزية الذي يتحدثها بطلاقة لا زالت له اسهامات في تخصصه كطيار بالقوات المسلحة عبر الاستشارة والمشاركة في الفعاليات حيث انه قريبا كان مشاركا بمعرض للطيران
ينحدر اصوله من منطقة الغدار وهي ذات منطقة الراحل الزبير محمد صالح
جلال الشيخ.. هل يعود للمشهد..!
علي عكس الذين سبقو وشح الاخبار عنهم الا ان الفريق اول جلال الدين الشيخ سجل حضورا مثيرا للجدل يوم الاربعاء الماضي حينما كان حاضرا لتدشين فعاليات حملة اطلاق سراح القيادي بالوطني د. نافع على نافع حيث تعرض لهتافات من شباب الاسلاميين عقب خروجه من القاعة كما كان عرضة للانتقادات بوسائط التواصل الاجتماعي والذين اعتبرو ان ظهوره متناقض حيث انه كان عضوا بالمجلس العسكري الذي اعتقل نافع نفسه
جلال الشيخ يقيم بكافوري حيث ان اغلب الشخصيات العسكرية تقيم هناك لحصولهم علس قطع سكنية فئوية
جلال غير منقطع عن الاعلام حيث اجري معه اكثر من مقابلة صحفية عوضا عن الاخبار، يمارس كالذين سبقوه حياة طبيعية يعيش علي امتيازات رتبته ويتابع ما يجري سياسيا عن قرب ولكن بصفة المتابع
يختلف الناس حول شخصيته والتي تتسم بالقوة والصرامة حيث يري مراقبون ان امثاله قد يعودون في اي لحظة للمشهد العام
انتدب جلال الشيخ لجهاز الامن من القوات المسلحة من رتبة العقيد واحيل بعدها الي المعاش من رتبة اللواء ثم عين معتمدا لجبل اولياء قبل ان يعود للخدمة بالجهاز نائبا للفريق اول صلاح قوش ثم عضوا بالمجلس العسكري وكان احد ابرز الاعضاء رفقة الفريق زين العابدين مواجهة للانتقادات من الثوار والقوي الثورية حينها باتهامات للرجل بانه من اتباع نظام البشير
عمر زين العابدين.. الجنرال الزاهد..!!
برز الفريق اول ركن عمر زين العابدين منذ اليوم الاول لتغيير ابريل والذي اسقط نظام الانقاذ حينما صرح بالموتمر الصحفي بانهم لن يسلمو البشير الجنائيه تلك التصريحات صنفت الرجل لدي المعتصمين امام القيادة العامة للقوات المسلحة ليتنامي ذلك التصنيف في ظل حالة العبث السياسي والهياج الثوري والذي كانت محصلته استقالته رفقة الفريق اول جلال الدين الشيخ والفريق اول شرطة الطيب زين العابدين
يعيش زين العابدين بمنطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم ولا يخرج كثيرا من سكنه الا للصلاة في الجامع والذي يحرص عليه ويستقبل ضيوفه بصالون منزله بشكل دائم عرف عنه الاستقامة لدي القوات المسلحة وزهده كذلك بالعمل السياسي والعام حيث لم يظهر عضوا بالمجلس العسكري الانتقالي الا للتراتبية العسكرية
ولا ينتظر ان يعود للمشهد لعدة اعتبارات ابرزها عدم رغبة الرجل في اي شكل عودة حيث انه يفضل ان يقضي وقته رفقة اسرته واحفاده وقريبا عاد من رحلة استشفاء سريعة من تركيا، كما انه مستثمر بالزراعة
صلاح قوش.. شفرة التغيير
الفريق اول صلاح عبد الله قوش يبدو الوحيد الذي كل ما ذكر اسمه تباينت ردود الافعال حيال دوره في التغيير فالرجل بحسب روايات استلام السلطة من الرئيس الاسبق البشير كان صاحب القدح المعلي في فك شفرة التغيير حيث لا زال الكثير من الاسلاميين يعتبرونه خائنا لمشروعهم فيما يري اخرون عكس ذلك ويعتبرونه حافظ علي عدم انجراف الاوضاع للاصعب غير انه غادر المشهد بسرعة شديدة بعد ايام من التغيير وغادر البلاد صوب القاهرة حيث يقطن بالتجمع الخامس، مقربون اشارو الي انه عاد لمزاولة بعض انشطته التجارية ومتابع للأحداث بالبلاد
وقوش علي اكثر المذكورين برز كصاحب طموح قوي للسلطة فالجنرال الذي اتهم في عملية انقلابية بالعام 2013 وكان قيد السجن قبل ان يخرج بعفو رئاسي ويعود خلال انتخابات 2015 لممارسة السياسة من بوابة البرلمان نائبا عن دائرة مروي ثم عاد بشكل مفاجئ مديرا لجهاز الامن في فبراير من العام 2018 وبعدها بعام ويزيد سقط البشير علي يد مدير جهازه قوش.
وصلاح عبد الله هو الافضل علي المستوي الاقتصادي من بين المذكورين حيث انه يمتهن الاعمال التجارية منذ زمن طويل بعدد من الدول كما انه يقيم في فيلا فخيمة بالتجمع الخامس وسط انباء عن استضافته من الحكومة المصرية وحراسته الشخصية وهو ما يجعل الامر غريبا مقارنة بعوض ابن عوف الذي كان رئيسا للمجلس العسكري ويقيم في شقة تخصه