
د. زينب السعيد
في مثل هذا اليوم قبل ثمانية أعوام اصابتني الدنيا في مقتل وتركت علامة في كل جسدي وروحي بصهد النار تركتني اتلظي في جحيم موت فلذة الكبد بشمالها، في حين كانت تلوح لي ببيت الحمد بيمينها ، معادلة صعبة وعلقم الفقد الأليم اتجرعه ولا أكاد اسيغه وحلو الامنيات بأن نجتمع في الفردوس الاعلي يداعب وسني وانا بين يقظة ومنام …
قبل أيام من فقد ( يوسف ) للأبد اصابني (وعك الزلزلة) كنت أشعر شعور عميق بالقلق والألم لابل بالمرض ، رغم ان كل الأمور الحياتية تسير علي مايرام ، لكن شئ ما في داخلي كان يئن ، كانت روحي تتهيأ لاعظم مصيبة يمكن أن تصيب ام( فقد ابنها البكر البار )بشارتها الاولي وسرها وكل قلبها …لم يكن يوسف طفلآ عاديآ ، كان مميز بوده واحترامه وطيبة قلبه ونقاء سريرته ، كان كريمآ نبيلآ شهمآ (سيد الفزعة والوجعة ) لايتأخر عن محتاج ولا يغض الطرف عمن يطرق بابه ، سريع النهمة لفعل الخيرات ،يحب الناس والا هل والأصحاب دون شرط ، مبذول العطاء دون من ،بار لاقصي حدود البر لا أذكر له من صغره وحتي وفاته موقف جرحني فيه او سبب لي حزن أو ألم، كان أكثر الناس رحمة ورأفة بي يشفق ويحن من أعماق قلبه الذي توقف فجأة لانه يحمل من الحب مالايتحمله قلب بشر…
قبل وفاته بأيام زجرته بغضب( لماذا لم ترخص العربه حتي الآن ) ؟؟ أجاب دون أن يكترث لتوبيخه أو زجره بكل أدب( امي عليك الله ماتزعلي انا غلطان ومقصر بس انتي الزعل ده بمرضك ) !!لم يكن غلطان ولامقصر بل كان طبيبآ متفاني في عمله حد الإسراف كانت له علاقات وثيقه بمرضاه امتدت حتي البيوت ، وكنت( افش خلقي وغضبي فيه ) لانه كان يحتملني بكل البر الموجود في الدنيا ….كان ابني رجلآ بمعني الكلمة ، يوم وفاته كنت اهاتف صديقتي وابكي دون سبب !!جافاني النوم واصابني أرق بجواري كتاب لابن تيمية اسمه الصبر اشتريته قبلها بشهر وقرأته وحدثتني نفسي ( ماذا ستفعلين اذا فقدتي واحد من أولادك ) ؟؟ كنت اظنها وسوسة شيطان ، لكنه كان ارهاص مؤمن يحاول القرب من الله …
الساعة الثالثة فجرا شعرت بضيق فقمت وتهيات للصلاة ،وقفت بين يدى الله في ذات اللحظة التي اسلم فيها الروح في مستشفي الشرطة المكان الذي يعمل فيه ويحبه من داخل أعماقه ، وجدته علي النقاله ينام بهدوء الكل حوله يصرخ اطباء ممرضين عمال مرضي وحده كان هادئ كطبعه نبيل حتي في وفاته …
أتدري يايوسف مات في هذه الحرب شباب كالازاهر وجنود وضباط مات خلق كثير وكلما مات فتي في عمرك وددت لو أجد امه لاضمها واضمد جراح كبدها ، وددت لو املك وسيله لاذهب للعزاء لاني وحدى من اعرف طعم فقد الابناء …
أتدري ياحبيب العمر أن صديقك وابن قريتنا الحبيبة ابوفروع ( محمد جبر الدار ) اسمي ولده يوسف علي اسمك ؟ وإن صديقك وليد سيف النصر اسمي ولده يوسف ايضآ ؟؟ وإن دكتورمرتضي محمد الهادي اخو البنات اسمي ابنه يوسف .؟؟ وإن أصدقائك وأصحابك لازلت في حياتهم ذكري لاتمحي وإنهم يتصدقون باسمك في كل كشف فيه حاجة للناس …
الايام ياحبيبي لاتنسي صنائع المعروف وهاهو عملك يرد لك أضعاف فبقدر مازرعت أجدك قد حصدت وماعند الله خير وابقي فأن كان البشر كذلك فرب البشر اولي بالعطاء سيما وانا في كل يوم اردد اللهم ان راضيه عن يوسف تمام الرضا كل الرضا منتهي الرضا فأرضي عنه يارب واسأله ان يعاملك بالاحسان لابالميزان ويسبغ عليك العفو والرضوان .
زاوية قبل الاخيرة…
بعدك الايام حزينة …
زاوية اخيرة..
خلفت فينا جرح محال يعالجو طبيب ،، وداعآ سنلتقي حتما ياجرح دنياي الذي لايندمل..
موجعه حد الذبح 😰
يوسف كان نجما يتلالا في قلوبنا حياته كانت ثرة بالمواقف حكي لي أحد أصدقاءه بأنه قاله قميصك مربعات جميل يابوسف شنو بتعاين لينا كده قال خرجه من جسمه وقال والله مايرجعه هنا كان يوسف قد شابه جدنا القاضي محمدسعيد صاح في خلع ثوبه لمن يحتاجه
يوسف كان بريئا جميلا انيقا حكيما عالما في كل أمور الحياة وندعو الله له رحمة وعفوا وغفران وجنات وعيون وله جنات الفردوس نزلا وكل من سبقونا.
عمة الابن الحبيب