اسامة عبدالماجد
¤ استغربت لحالة الاحباط التي سيطرت على الاسلاميين جراء فرض الولايات المتحدة، عقوبات على زعيمهم مولانا علي كرتي.. وضحكت بسبب حالة الفرح الهستيري التي طغت على معسكر القحاته وذراعهم العسكري ممثلا في المليشيا الارهابية.. وقد احتفوا أيما احتفاء بقرار واشنطن.. في الأولى ثبت لي ضعف قراءتهم للمشهد او كأنما واشنطن غيرت من سياستها تجاة السودان عامة وحيالهم – اي الاسلاميين – على وجه الخصوص.. بينما هي الادارة الامريكية سواء كان الديمقراطيين على قيادتها او الجمهوريون!!. لا تغيرا في الاستراتيجية.
¤ أما في الثانية وكأني بالقحاته والمليشيا تنفسوا الصعداء بان ازاحت عنهم واشنطن تهمة شن الحرب.. وهو امر مثبت بمئات الادلة والمقاطع المصورة توج بفرض العقوبات على الارهابي عبد الرحيم دقلو،.. وهي عقوبات قاسية وسيظهر اثرها الفاعل قريبا على المليشيا وانصارها.. بعد ان استحوذ دقلو على كثير من اموال واسهم واصول المليشيا وسجلها في اسمه بالخارج.. بسبب التنافس الحاد والخصومة المستترة بينه وشقيقه القوني، بعد ان ظل الارهابي الاكبر حميدتي يقرب الاخير على حساب الاخ الأكبر.
¤ لا يعني القرار تحذيراً مباشراً ضد مشاركة النظام السابق في المرحلة المقبلة.. ولا اسميها عودة والتي تعني سيطرتهم على الحكم في المستقبل.. بقدر ماهي عدم رغبة امريكية في عودة الصف الاول من الاسلاميين.. والذي قرر من تلقاء نفسه افساح المجال للاخرين منذ غروب شمس الانقاذ. وفي مقدمتهم كرتي.
¤ تعلم واشنطن ان الاسلاميين لايقفون وراء الحرب.. ولم يسعوا الى العودة عنوة الى السلطة.. وكان بمقدورهم فعل ذلك في 2019 .. او طيلة الثلاثة سنوات الماضية.. قبل ان تقوى مليشيات حميدتي ويتمدد الرجل ويلقب بـ (الامير) و (القائد).. وكانت قحت في اضعف حالاتها.. وكان الجيش في انتظار من يخلصه من عبط حميدتي وحماقة قحت.
¤ لم يجد الجيش ،نصيرا له في معركة الكرامة غير الاسلاميين.. وهي الخطوة التي فاجأت الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة العربية.. لم يتوقعوا ان يقدم الاسلاميين درسا في الوطنية والتجرد مثلما فعلوا في السابق.. واستجابوا الان لدعوة زعيمهم كرتي لا البرهان، ان حي على الجهاد.. ولن يتراجع المجاهدين ولو تم اعتقال كرتي.. الامر ليس مرتبط باشخاص وانما هي عقيدة ودفاع عن وطن لا مشروع جماعة.
¤ ان قرار واشنطن لم يكن متماسكا.. وكان على طريقة اثنين في منتصف البحر وأحدهم يقول للاخر (كشحتني) بالتراب، لانه يفتقر للحيثيات والادلة.. ولا اعتقد ان له تاثيرات تحد من تحركات الاسلاميين لان كرتي لا يتولى منصب دستوري.. ولا يدير مليشيا ولا يملك اموالا طائلة مثل آل دقلو.. ثم ان الحركة الاسلامية عنيدة وبمقدورها ان تقدم مائة مثل كرتي وربما افضل منه.
¤ لا تملك واشنطن معلومات بفرضها عقوبات التاشيرات على اسلاميين.. والا لشملتهم بعقوبات كالتي انزلتها على، مولانا كرتي.. ويبدو ان القرار ارضاء لجماعات الضغط بالداخل الامريكي.. الذي تحركه اياد معلومة.. لكنه في ذات الوقت يرفع الحرج عن الجيش حيث لم يشير الى رباط وثيق بينه وكرتي او يقدم هكذا تفاصيل عن ذلك.. سيما وان ما يثار عن علاقتهما محض هراء.
¤ لو كان الطرفين بينهما تنسيق، ما حدثت كل هذة (البهدلة) والتضييق لقيادات الاسلاميين.. لدرجة ان بعضهم خرج من السجن الى القبر كما تعهد النائب العام الاسبق الحبر.. عندما غرس سكينه في قلوب ابناء المعتقلين الذين التقوه وتوعدهم بذلك.. رحمة تغشى الشيخ/ الزبير احمد الحسن (بانة) الاسلاميين وكل من غدرت به قحت.
¤ لكن قد يكون كرتي يستحق العقاب.. بعد ان كبح جماح الاسلاميين وهدأ من غضبتهم المضرية.. وتولى المهمة في وقت عصيب.. وتعهد بالنزول لرغبة التغيير.. وقال لقحت بيننا وبينكم صناديق الانتخابات.. بينما ردت عليه بصناديق الزخيرة.. ان قوة وصلابة كرتي يعرفها الامريكان قبل السودانيين عندما ادار حوارات شفافة مع نظيرته وقتها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون.
¤ واشنطن واتباعها يرون ان كرتي غير قواعد اللعبة السياسية.. واوقف مسخرة الاتفاق الاطاري.. ويدحر الان في مليشيا اولاد دقلو الارهابية بمعاونة الجيش.. مليشيا تملك المليارات من الدولارات وتقف وراءها دولا ثرية.. وتملك عتاد هو الاضخم في افريقيا.. وهزم كتيبة سياسية عالمية محترفة بقيادة الماني ماكر يدعى فولكر بيرتس كانوا يخططون للسياسيين.
¤ ومهما يكن من امر.. اذا هزم كرتي كل هؤلاء واثر على سياسات الفترة الانتقالية فهو رجل خارق بالفعل ويستحق العقاب.
كسمك يا كوز يا نتن