بسم الله الرحمن الرحيم
موقف هيئة شورى المؤتمر الشعبي من الأحداث
ظلَّ السودان ، ومنذ استقلاله في الأول من يناير1956، يواجه تحديات خارجية وداخلية كبيرة، أثرث على مسارات البناء والنهوض المستدام بشكل بائن وكبير، بيد أن وتيرة هذه التحديات ظلت تتعاظم يوماً بعد يوم وإذ هيأت ثورة ديسمبر و التغيير الذي تحقق بجهد الشعب وانحياز الجيش للثورة في 11 أبريل/ 2019 فرصة عظيمة لاصلاح عميق في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي كما هيأت فرص لاستنهاض الامة واسترجاع السلطة للشعب باعتباره مصدر السلطات ومنبع العطاء الوطني ، فإن اختطاف قلة انحازت للأجندة الاجنبية واحتمت بها للانفراد بالسلطة قد فتح الباب واسعا للتدخلات الخارجية وضرب الوحدة الوطنية وتفكيك قواه الدفاعية ومحاولة تقسيم البلاد مما شكل خطرا بالغا على حاضر ومستقبل السودان فى استقلاله وسيادته ووحدة ترابه وإنسانه، وعلى هويته الحضارية وقيمه التاريخية. لقد تجلت أبعاد المؤامرة على السودان بكل وضوح في الحرب التي أشعلت بتواطؤ قوى أجنبية في منتصف أبريل من هذا العام، وتكشفت للشعب السوداني أبعادها في ما جرى على أيدي قوات الدعم السريع من فظائع وانتهاكات طالت السودانيين في أنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم و لم يكتف المشروع الأجنبي من خلال حربه التي تحرق في مكتنزات السودان منذ نحو خمسة أشهر باعدام الذاكرة الوطنية، وتغيير المراكز المالية لصالح مرتزقه جيئ بهم من دول غرب أفريقيا، لقد طال الحريق مراكز الأبحاث والبحوث، والمراكز الأكاديمية في الجامعات، وطال المكتبات والمعامل، وامتدت يده الآثمة على بعض قبائل السودان الأصيلة في دارفور، حيث ارتكبت قوات الدعم السريع مجازر في مدن وقرى ولاية غرب دارفور حيث جرت اوسع عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية، وجرى توطين مهجرين من دول غرب أفريقيا في بيوت وقرى ومدن السكان الأصليين، كما أحياء واسعة في ولاية الخرطوم قد شهدت كذلك أوسع عمليات تهجير لسكانها . وإزاء كل ذلك، وبعد أن اتضحت المؤامره بشكل لا يتسرب إليه الشك، والطبيعة الاستعمارية والاستيطانية لهذه الحرب، فإن هيئة شورى المؤتمر الشعبي، تؤكد على وعي وقدرة الشعب السوداني ومكوناته الاجتماعية والسياسية الوطنية على مناهضة هذا المشروع وإفشاله، خاصة وأن الشعب السوداني الذي احتضن مؤسسته العسكرية طوال شهور الحرب وشاركها شرف القتال، وقدم في سبيل ذلك أكرم أبنائه شهداء وجرحى، واستحقوا بذلك أعظم التحايا وأسمى آيات الاعتبار والتقدير. واذ نؤكد على حرصنا في المؤتمر الشعبي على وحدة السودان أرضا وشعبا بكرامته و استقلاله و على دينه منبع قيمه المحددة لهويته الوطنية ٠ فإن هيئة شورى المؤتمر الشعبي تراقب عن كثب التدخلات الخارجية كلها والاجتماعات فى نيروبى و أديس أبابا تحت عنوان الاتفاق الاطاري، وتتابع الجهود المبذولة و السعى الحثيث من أجل إعادة عقارب الزمن السوداني إلى ما قبل 15 أبريل و امضاء المشروع الاستعماري من خلال شراكة مجموعة الاتفاق الاطاري وقوات الدعم السريع مع غطاء سياسى تحت شعار الحكم المدنى وليس الديمقراطى الملزم للاستحقاق الانتخابى وبالعين المبصرة ذاتها، ترى هيئة الشورى أن الشعب السوداني وقواته المسلحة على مشارف الانتصار التاريخي الكبير الذي تصنعه سواعد وطنية فتية من أبناء المؤسسة العسكرية وسواعد المتطوعين الذين لبوا نداء الوطن، لهذا فإن الهئية تحذر من مخاطر الالتفاف على انتصارات الجيش والشعب عبر أي عملية سياسية تجري بتدبير أو رعاية أو وساطة خارجية، وترى في ذلك مساس بالسيادة والاستقلال الوطني، واختطاف للانتصار التاريخي الذي بدأت بشائره تعم ساحات العمليات، وعليه تدعو هيئة شورى المؤتمر الشعبي للآتي :-
▪️اعطاء الاولوية لإنهاء الاعتداءات على الشعب السوداني ووقف الحرب عليه وعلى قواته المسلحة بتوحيد الإرادة الوطنية دفاعا عن الوطن واهله قبل الجلوس في المساومات السياسية مع استمرار الجهد في الاستنفار الشعبي لمساتدة الجيش وانخراط الشباب في الصفوف الامامية للقتال وصد العدوان و تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد .
▪️تعميق الشراكة الوطنية بين مكونات المجتمع السوداني الأهلية والرسمية التي انتجتها مقاومة الاعتداءات على سلامة الوطن والمواطنين ، من أجل ضمان وحدة السودان، وصون استقلاله، وحماية انسانه، وتحصين هويته الحضارية وموروثاته القيمية .
▪️رفض التدخلات الخارجية في قضايا الوطن السياسية التي هي شأن داخلي لا يجوز فيه إدخال أي جهة من خارج الوطن فالتدخلات تعيق توصل السودانيين للوفاق الوطني الضروري خروجا من الأزمة السياسية ٠
▪️ كشف المشروع الاستعماري الغربي بأشكاله ومضامينه وأدواته، ورفض كافة أشكال الوصاية، ورفض الأدوار المشبوهة للمنظمات الاقليمية والدولية، والانتباه لمخاطرها على أمن ووحدة واستقرار واستقلال السودان.
▪️ الحرص على توحيد الإرادة السودانية داخل السودان الرحيب من اجل اجتراح حلول وطنية لأزماته تحقق شروط النهضة و ترسم خارطة طريق لجعل الانتقال الديموقراطي أملاً قريبا مرجوا يحققه عزم ووعي وإرادة الوطنيين الخلص .
▪️دعوة المؤسسة العسكرية والقوى المجتمعية والسياسية إلى رسم مسار وطني يخاطب تحديات الحاضر ويعمر ما دمرته الحرب ، ويخاطب إرث سنوات الانتقال الذي خلف دماراً وخراباً كبيراً على صعيد الدولة والمجتمع، عبر تشكيل حكومة انتقالية من شخصيات وطنية مستقلة، تعنى بمعالجة ذلك الدمار والخراب، وتعنى بأحوال الناس ومعاشهم، كما تعنى باجراء انتخابات عامة خلال عام واحد لترد السلطة إلى الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة.
▪️ تدين هيئة شورى المؤتمر الشعبي الإعتداءات التي طالت المواطنين في الخرطوم وقد طال امدها واتسع مداها والتي طالت ايضا مناطق عزيزة في الوطن في كردفان ودارفور كما تدين جرائم التطهير العرقي بالاخص في ولاية غرب دارفور بمدينة الجنينة ونواحيها ، وتقدم الهيئة تعازيها الخالصة لأسر الضحايا وتعلن دعمها القانونى و السياسى لكل المتضررين من جرائم الحرب وجرائم الانسانيه . نسأل الله أن يتقبل الشهداء ويشفى الجرحى .
و المجد والخلود لشهداء القوات المسلحة والقوات النظاميه والمستنفرين من أبناء الشعب المعطاء .
هيئة شورى المؤتمر الشعبي
29/8/2023