
في زيارة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى إسبانيا قرات عدد من التحليلات التي اقتصرت اهميتها التأكيد على على شرعية الدولة وشرعيته كرئيس لها ، وهو قصر نظر واضح اذ ليس من المعقول ولا المقبول ان نبحث عن كل سانحة او فرصة لنثبت شرعية الدولة بعد نحو عامين ونصف من الحرب شهد فيها العالم على قوة الدولة السودانية وشموخها . صال وجال خلالها البرهان وقيادات الدولة بقاع الارض.
دعوة المؤتمر استلمها البرهان من الامين العام للامم المتحدة ( وهي ليست المرة الاولى) وكذلك من رئيس وزراء الدولة المضيفة لاهم محفل دولي معني بالتنمية وليس بامور السياسة.او لزيارة مواقع تاريخيّة في الاندلس والبكاء على الحضارة الاسلامية في عصرها الذهبي عند برج الخيرالدة التي كانت في الأصل مئذنة المسجد الكبير في إشبيلية.
المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FfD4) هو حدث دولي هام يهدف إلى معالجة التحديات المالية التي تواجه التنمية العالمية، وإيجاد آليات تمويل مبتكرة وفعالة لدعم جهود التنمية، خاصة في البلدان النامية.ومن اهم القضايا التي ناقشها إصلاح التمويل على جميع المستويات ويشمل ذلك دفع هيكلة التمويل الدولي ورفع التحديات التي تعيق الاستثمار.
وإقرار إطار جديد لتمويل التنمية: بهدف تعبئة التمويلات اللازمة للتنمية المستدامة والاستجابة للاحتياجات التمويلية المقدرة بتريليونات الدولارات سنويًا.
وناقش ايضا تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز الموارد اللازمة لتسريع تحقيق هذه الأهداف قبل 2030.
وتعزيز التضامن الدولي من خلال تبني نهج متكامل لدفع التنمية العادلة والمستدامة.
من اهم الموضوعات التي نوقشت ، إصلاح النظام المالي الدولي لجعله أكثر شمولًا وفعالية وتمثيلًا، ومعالجة قضايا مثل أعباء الديون المتزايدة وعدم المساواة.
وزيادة وتحسين فعالية المساعدة الإنمائية الرسمية والالتزام بأهداف محددة لزيادتها وضمان استخدامها بفعالية مع التركيز على الشفافية والمساءلة.
ايضا تشجيع نمو شامل والقضاء على الفقر من خلال تعبئة الموارد المحلية وتحفيز النمو الاقتصادي، وإقرار دور القطاع الخاص في هذا الصدد.
الالتزامات الرئيسية (وفقاً لوثيقة “التزام إشبيلية” تمثل وثيقة تفاوضت عليها الحكومات تضع الأساس لإطار عالمي متجدد لتمويل التنمية. تتضمن الالتزامات الرئيسية
- سد فجوة التمويل البالغة 4 تريليونات دولار لأهداف التنمية المستدامة من خلال تحفيز الاستثمارات على نطاق واسع.
- معالجة أزمات الديون خصوصاً في البلدان النامية التي تعاني من أعباء ديون متزايدة.
- إصلاح قواعد النظام المالي الدولي لجعله أكثر عدلاً وشفافية، مع التركيز على تلبية احتياجات الشعوب.
- تعزيز التعاون الضريبي الدولي بما في ذلك من خلال الانخراط في عملية نحو اتفاقية إطارية للأمم المتحدة بشأن الضرائب، بهدف الحد من التهرب الضريبي وبناء نظام ضريبي عالمي أكثر شمولاً وعدلاً.
- تمويل الحماية الاجتماعية من خلال تحديد هدف قابل للقياس للدول النامية لزيادة تغطية الحماية الاجتماعية بنقطتين مئويتين سنويًا.
- ضمان تمويل يمكن التنبؤ به وكافٍ وغير منقطع للحماية الاجتماعية خلال الصدمات والأزمات، مع الاعتراف بأهمية آليات التمويل الدولية لدعم البلدان منخفضة الدخل في سد فجوات تمويل الحماية الاجتماعية.
- إطلاق “منصة عمل إشبيلية”: والتي ستطرح 130 مبادرة عالية التأثير لدعم التمويل العالمي الجديد، وحشد الموارد، وبناء قدرات البلدان النامية، والمساعدة في معالجة أزمة ديون التنمية المستدامة.
- المساءلة عن التمويل الخاص: يجب ألا تعتمد سياسات التنمية الحكومية على مصالح الشركات .
شارك في المؤتمر أكثر من 200 وفد رسمي، وقرابة 60 رئيس دولة وحكومة، وما يصل إلى 150 وزيرًا، إلى جانب عدد كبير من ممثلي المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص. هذا الحشد الدولي الكبير شكل فرصة جيدة للبرهان للحديث حول المؤامرات التي تعرض لها السودان ولازال ، والى مطلوبات التنمية وإعادة الإعمار التي تحتاج إلى تمويلات ضخمة .. البرهان في كلمته لمخاطبة المؤتمر قال ان السودان لا يطلب تعاطفا او مساعدات مؤقتة بل لابد من دعم مستدام قائم على إنصاف حقيقي ونظام دولي عادل يمكنه من النهوض والوفاء بالتزاماته التنموية . اهمية حديث رئيس مجلس السيادة عبر منصة دولية امر في غاية الاهمية لدولة تتعرض لحرب ولعدوان ممنهج ويحتاج إلى تمويلات للتنمية المستدامة . ايضا كانت فرصة شرح عبرها التطورات السياسية التي تشهدها البلاد من خلال تعيين رئيس وزراء مدني لتشكيل حكومة مدنية تضطلع بمهام الدولة السودانية .كذلك إشارته إلى الأزمات التي تهدد الامن الغذائي في معظم دول العالم . من المداخلات الموضوعية حول مشاركة البرهان اطلعت على ما خطه السفير عبد المحمود عبد الحليم على قروب وادي النيل الذي يشرف عليه الاستاذ مصطفى عبد العزيز البطل المستشار الإعلامي السابق لسفارتنا بلندن .
السفير عبد المحمود يقول ان مؤتمرات تمويل التنمية من المؤتمرات الموضوعية الهامة التي تهتم بها الامم المتحدة ويعقدها على المستوى الرئاسي حسب قرارات الجمعية العمومية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والمنشأة لها بهدف توفير الزخم السياسي المطلوب لموضوع تمويل التنمية من ارفع المستويات السياسية .
السفير عبد المحمود يضيف ( ان كنا نشكو ويردد الكثير منا ما يرونه عزلة تعاني منها البلاد فالاوجب ان نهتبل مثل هذه السوانح التي تعطي بدورها رسالة ايجابية للفاعلين الدوليين في مجالات تمويل التنمية حول الاهتمام الذي توليه البلاد لقضايا تمويل التنمية ، علما بان بلادنا ستلج مراحل اعادة التعمير والبناء عندما تضع الحرب أوزارها وسوف توفر اجتماعات أشبيلية الفرصة لاجراء اتصالات ولطرح هذه التحديات )
اهمية حديث السفير عبد المحمود في الرد على منتقدي سفر رئيس المجلس السيادي وايضاً في اهمية الحضور لمؤتمر تمويل التنمية هو ما جعلني انقل مداخلته من قروب مغلق إلى فضاء اوسع .. فله مني اعتذار مستحق