الرواية الأولى

نروي لتعرف

الرواية الأولى / مجدي عبدالعزيز

هل المقصود بالعزل الوزارة أم شخص الإعيسر ؟

مجدي عبدالعزيز

فوجئت، كما كثيرون غيري، بما يتم تداوله الآن في الأسافير عن صدور قرار بفصل وظيفة الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية من وزير الثقافة والإعلام والسياحة الأستاذ خالد الاعيسر ، وذلك عقب إعادة تعيينه في الموقع نفسه وآداءه للقسم .

وإن صحّ ما يتم تداوله – وأتمنى صادقاً ألا يكون كذلك – فإن أستنكاري وأنتقادي لهذا القرار وبشدة، سيكون من زوايا موضوعية وتاريخية قبل أن تكون سياسية أو شخصية.

فعلى امتداد تاريخ العهود السياسية الوطنية والحكومات في السودان، لم يكن هناك أدنى شك في أن وزير الإعلام هو الناطق الرسمي باسم الحكومة، ليس فقط لأنه مسؤول عن الإشراف على مؤسسات الدولة الإعلامية، بل لأنه ايضاً عضو أصيل في مجلس الوزراء، ومطّلع بصورة مباشرة وعميقة على السياسات العامة والخطوط الاستراتيجية والقرارات المفصلية للدولة، فضلاً عن إشرافه التنسيقي على خطاب الدولة الإعلامي عبر وزاراتها وأجهزتها العسكرية والأمنية والشرطية، من خلال الناطقين الرسميين ومكاتب الإعلام ذات الصلة ،، فلذلك هو المناط به التعبير والتحدث بإسم الحكومة

السؤال المشروع هنا:

هل القرار – إن ثبت – يُقصد به فصل وظيفة “الناطق الرسمي” عن وزارة الإعلام؟ أم المقصود به هو عزل الوزير خالد الإعيسر شخصياً من أداء هذا الدور؟

فإن كان المستهدف شخص الإعيسر، فالمعنى السياسي والوطني لهذا القرار سيكون مؤسفًا ومخيبًا للآمال، لأنه ببساطة لا يخدم سوى أعداء السودان، وعلى رأسهم المليشيا الإرهابية التي تفتك بالوطن، وحلفاؤها السياسيين في الخارج، والدولة المعتدية الإمارات وفق قرارات مجلس الأمن والدفاع الوطني ، والمفضوحة دولياً وإعلامياً بأنها راعية الحرب في السودان ، ومصدّرًا رئيسًا للعتاد والذخائر والدعم المالي والإعلامي لتلك المليشيا.

ولأن خالد الإعيسر لم يكن يوماً مسؤولًا عادياً، بل كان ولا يزال صوتًا وطنيًا موجعًا لأعداء الوطن، فقد لقبه الشعب السوداني – داخل السودان وخارجه – بـ”السوخوي”، ليس لأنه يطلق الشعارات، بل لأنه كان يقصف بالحقائق والوقائع والإفصاحات، منذ أن كان خارج المنصب، يجابه الإعلام المعادي ويصليه بنيران الحقيقة والوعي التي كانت تنعكس برداً وسلاماً علي جموع السودانيين في الداخل والمهاجر .

فهل يُعقل أن تكافئه الحكومة بعزله من وظيفة هو الأجدر والأكفأ والأحق بها؟

وهل تريد حكومتنا – عن قصد أو غير قصد – أن تقدم هدية مجانية لأعداء الوطن بعزل “السوخوي” من موقع الدفاع والتوضيح والمواجهة والمجابهة ؟

في هذا التوقيت الحرج بالذات، حيث المعركة الإعلامية لا تقل ضراوة عن ميادين الحرب، فإن التراجع عن تمكين خالد الإعيسر من هذه الوظيفة الحيوية يُعد، في تقديري، تقهقراً مؤسفًا عن جبهة الوعي، وهو ما لا نحتمله اليوم في ظل تكالب الأعداء على الوطن.

ثم قل ان الحكومة وفق استراتيجيتها او تكتيكاتها او تحركاتها في ظل عالم السياسة الذي لا يعرف الثبات استناداً علي المصلحة الوطنية قامت بتغيير سياساتها او قررت رفع او خفض تصعيدها في بعض الملفات ، هل سيكون وزير الاعلام والناطق الرسمي يغرد خارج سرب المسئولية التضامنية للحكومة ؟ او غير ملتزم بخط او سياسات الدولة حينها ؟ –

اي تطفيف هذا وازدواج كيلٍ ان صدق ما يتداول بصدور هكذا قرار ؟؟؟

أخيراً، إنني لا أكتب هذا دفاعًا عن شخص الوزير، بل عن رمزية الوظيفة وأهميتها في هذا الظرف الحرج، وعن القيمة الوطنية لرجل أثبت بالفعل قبل القول، أنه سلاح في معركة الوعي لا يقل ضراوة عن الطائرة السوخوي في ميادين القتال.

فهل تدرك الحكومة ذلك ؟

،، وإلي الملتقي ..

تعليق واحد

  1. أتمني ان لا يكون هذا صحيحا…خالد الإعيسر هو الوزير الوحيد الذي وجد اجماعا ليس له نظير من الشعب السوداني…
    فهلا تركوه ليؤدي مهامه علي اكمل وجه ؟

اترك رد

error: Content is protected !!