مع تحفظي علي طريقته المندفعة في ممارسة السياسة يظل القيادي خالد سلك اقرب (القحاتة) للوعي والواقعية رغم تسرعه الموروث من خلفيته كناشط سياسي .
في واحدة من تجلياته الواقعية كتب خالد علي حائطه في الفيسبوك امس مقالا حمل رؤية متعقلة لواقع الحال وتشريحا دقيقا لاسباب اطالة عمر حكومة البرهان وعدم تمكن قوى الثورة من ازاحتها حتي اليوم، سلك اشلر الي استحالة تحقق ذلك في ظل عدم وجود مركز موحد للقوى المدنية.
ماذكره خالد سلك هو عين ما ظللنا نردده في كتاباتنا ومقابلاتنا الفضائية في البرامج التحليلية وهو عدم وجود قيادة مدنية متفق عليها حتي اذا اراد العسكر التنحي عن الحكم والاستجابة لصوت الشارع، هذه الملاحظة تجعل من العسير جدا تحقق شرط الدولة المدنية الكاملة التي ينادي بها الثوار.
حينما يقول المحللون مثل هذا الحديث فانهم يشتمون بلا رحمة و(تردمهم) الاسافير وتسير بلعناتهم الركبان، ويوصفون بانهم (كيزان) و(قوى ردة)، فهل يمكن ان يجد خالد سلك هذا التصنيف، اذن فليستعد الرجل الي ( الردم) لكنهم لن يفعلون لانهم لاينظرون للحديث -عادة- من زاوية عقلانيته ومصداقيته وانما يلونونه حسب مواقفهم النفسية والمزاجية من القائل.
في مقاله امس عدد خالد سلك اسباب ( اطالة عمر الانقلاب)، وكان الرجل دقيقا وصادقا وموضوعيا وهو يسرد العديد من الملاحظات التي بح صوتنا ونحن ننبه إليها قوى الثورة ونؤكد ان عدم توافق الشارع المدني علي قيادة متفق عليها سيؤجل الانتقال الذى تنادي به المواكب ويجعل من شعاراتها ( بندق في بحر).
قال خالد سلك في مقاله( في هذا المقال أريد أن أسطر بعض الملاحظات على المسار الذي نسلكه الآن في مقاومة الانقلاب، وبعض الآراء التي يجب أن تقال بوضوح وصراحة حول المشهد الراهن
أولاً: قيام المركز المدني الموحد لمناهضة الانقلاب هو شرط لازم لهزيمته، وبدونه من غير المرجح حدوث أي تغيير مدني ديمقراطي، وتأخير قيامه هو السبب الرئيسي في إطالة عمر الإنقلاب.
هذه الحقيقة لا يمكن الهروب منها باستخدام أي فذلكات لغوية أو التسربل بشعارات طهرانية! المنطق البسيط يقول أن انتقال السلطة بأي طريقة متصورة يتطلب وجود هذا المركز الذي يمتلك المشروعية الحصرية)
هذه شجاعة فائقة ومنطق سديد ظل يصم المعارضون اذانهم عنه ،لابد من ان تلتف القوى المدنية حول مركز موحد، التشطى الماثل الان سيجعل من هذه الرؤية مهمة لبلورة ( قيادة متفق) عليها ونحن نتابع مثلا الازمة الماثلة الان بين الحزب الشيوعي وقوى الحرية والتغيير والتي بين مكوناتها كذلك ما صنع الحداد.
استطيع الادعاء انني كنت سباقا في تنبيه قوى الحرية والتغيير الي اهمية توحيد الرؤى والاهداف خلال الفترة الانتقالية وتذكيرها دوما بان خلافات القوى المدنية ستكون القشة التي تقصم ظهر (بعير الفترة الانتقالية) وقد كان..
اصدق ما كتب سلك كذلك ان
( الحزن الآن سيد المشهد فما من قلب حي لا يعتصره الألم على فقد هؤلاء الشباب الأخيار.. ولكن الحزن وحده لا يكفي للوفاء لما مضوا من أجله، فأسمى صور تخليد ذكراهم تكون بتحقيق غاياتهم التي استشهدوا من أجلها، الأمر الذي يتطلب مزيداً من العمل والتضحية والتفكير في أنجع الطرق وأفضلها لهزيمة هذا الانقلاب وتأسيس نظام مدني ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان وكرامته).
سنعيد ذات التساؤل الذي طرحناه في رؤانا التحليلية قبل ما خطه خالد سلك عليهذا النحو :
(فلو قرر الجيش الانحياز لمطالب الشعب على سبيل المثال فإنه يحتاج لطرف مدني محدد يعبر عن أوسع قطاع من قوى الثورة ليسلمه السلطة.
ولو قررت المجموعة الحاكمة تسليم السلطة تفاوضياً من تلقاء ذاتها فهي تحتاج لطرف مقابل لا تنازع حول مشروعيته).
اخطر ما خطه ( كيباد) خالد سلك وسيرشحه لان يكون كوزا يستحق الردم الاسفيري ان (ما يعطل قيام المركز الموحد بكل أسف هو الصراع حول من يحوز السلطة عقب سقوط الانقلاب.).
صدق خالد سلك في كل ما كتب من افكار خطها بموضوعية ومصداقية تتطلب من كل القوى المدنية التعامل معها باهتمام ودراسة تصحح مسار العمل المدني .
خالد سلك يقول لكم ولست انا: لا توجد الان قيادة مدنية موحدة حتي وان ارتضي الجيش تسليم السلطة، وان الصراع حول من يستلم الحكم بين القوى المدنية بات مكشوفا وواضحا.. وان مثل هذه الملاحظات وغيرها لن تؤدي الي التغيير..
اذن هلموا لردم الكوز خالد سلك..