تغادر البلاد اليوم بعثة هلال الملايين متجهةً صوب بحر دار الأثيوبية وهي تضرب موعداً مع البطل الإثيوبي سانت جورج يوم الأحد المقبل في أولى جولات الفرقة الزرقاء الرسمية تحت الإدارة الفنية للخبير الكنغولي الفرنسي فلوران أبينجي.
أنجز مجلس الإدارة مهمته بكل نجاح إبتداءً من إقامة المعسكر الإعدادي للفرقة الزرقاء إستعداداً للموسم الرياضي التنافسي الجديد داخل البلاد مع إستقدام أندية من العيار الثقيل للتباري معها.
ذلك إضافةً للتعاقد مع جهاز فني مقتدر ومحترفين على أعلى مستوى وهذه الإضافات النوعية جعلت جماهير الهلال تعود إلى مدرجات جوهرتها الزرقاء وتدفع أكثر من 60 ملياراً من الجنيهات خلال الأربع مباريات الإعدادية التي جرت بواقع مباراتين أمام الأشانتي كوتوكو الغاني ومباراة أمام سيمبا التنزاني وأخرى أمام هلال الساحل.
لاحظت أن هنالك أنباء راجت عن إبداء المدير الفني إمتعاضه من صافرات الإستهجان التي إنطلقت من مجموعة من الجماهير خلال لقاء الفريق الإعدادي الأخير أمام هلال الساحل ولست أدري هل هذه الأنباء حقيقية أم مشتولة ومفتولة .
وإذا كانت حقيقية وأنا على الصعيد الشخصي أستبعد ذلك أولاً كيف خرج إمتعاض المدير الفني للإعلام فهل هنالك جواسيس يوصلون حركات وسكنات الجهاز الفني واللاعبين إلى الإعلام والأسافير ؟
وليس من المنطق أن يطالب الجهاز الفني بالتحكم في عاطفة الجماهير والمعروف أن لعبة كرة القدم تقوم على العاطفة التي تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم وهي حتمية ولا يمكن التحكم فيها .
وأعرف أن المدير الفني الكنغولي الفرنسي رجل محترف بمعنى الكلمة وهو قليل الكلام كثير الأفعال ولا تحركه إنفعالات الجماهير.
نعم كانت الجماهير تمني نفسها بالوقوف على التشكيل الأساسي الذي سوف يعتمد عليه فلوران أبينجي خلال لقاء الأحد أمام سانت جورج بعد إنضمام لاعبي المنتخب ولكن كان للمدير الفني رأي آخر فهو يرى تفاصيل لا يستطيع الجمهور ولا الإعلام رؤيتها بحكم قربه من اللاعبين وتخصصه فهو الأقدر على التقييم والتقويم.
ومن الواضح أن فلوران قد وقف على كل صغيرة وكبيرة بالفرقة الزرقاء خاصةً البيئتين الداخلية والخارجية المحيطتين بها ولا يمكن أن يبدي غضبه من جماهير الهلال.
ندرك أن بعض المكونات الهلالية تسعى لإبعاد الجمهور عن التدريبات وإذا وجدت يدها سوف تسعى لإبعاده حتى عن المباريات .
جمهور الهلال هو الفاعل الأساسي وهو ملح البطولات ويستحق الإحترام من جميع مكونات البيت الهلالي .
حماية مكتسبات الهلال هي مسؤولية جماهير الهلال فهي خط دفاعه الأول وقد أثبتت ذلك طوال السنين وهي تعلم دورها جيداً وقد نالت الإشادة والتقدير من الإتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) الذي وصفها بالجمهور الأفضل في القارة السمراء.
لم تبعد المظاهرات وتتريس الشوارع والغاز المسيل للدموع ولا زمهرير الشتاء ولا حر الصيف القائظ ولا الحال الإقتصادي المائل جماهير الهلال من تشجيع هلالها والوقوف مع لاعبيه بالتشجيع والمؤازرة.
واليوم يرفعون أكفهم بالدعاء حتى يعود هلال الأمة منتصراً من الهضبة الأثيوبية ويكمل المهمة بجوهرته الزرقاء.
الهلال قادر على إستعدال الصورة المقلوبة والعودة أقوى من ذي قبل وبأسرع مما يتخيل البعض.