ولكن بعد سَحق أولئك القوم الذين تَعَمَّمَت عاصمتنا بكداميلهم القَذِرة وأضحت بلادنا وكأنَّها فريسة لاحقَتَها ضِبَاعُ الصحراءِ فأدمَتَها ، فجذبَت رائحة لحمَهَا المَنهوش ذئاباً ضارية مِنْ الجِوار فالتَحَقَتْ بجَوقة القطع والسلخ والنهش ، ثُمَّ إنحَطَّ عليها سِربٌ من النسور الجائعة الطامعة فى الغنيمة الباردة لعلها تَرجِعُ بقَضمة أو قضمتَان ..!! ( ولايهم الموديل ولا النوع .. المهم رضا أم قرون عنهم ) ومِنْ ثَمَّ تكالب الذباب على بقية الفريسة وأتَوا على ما تَبَقَّى منها ولعلَّهم حَملوها إلى ( أم قرونهم ) فى أطراف العاصمة .. نعم لا للحرب ونَعمْ لِلسِيَادَة الوطنية التى مِنْ أجلها يُضَحِّى أبطال القوات المسلحة وسَنَدَهُمْ مِنْ أبطال الشرطة وجهاز المخابرات ، ويُقَدِّمون التَضحِياتْ والدِماء .
نعم .. لا للحرب ولكن وفق تقديرات القوات المسلحة التى نَثِق بها ونَدعمها سِلمَاً وحَربَاً ، ونُناصِحها سِرَّاً وجَهراً حينما يستوجب الأمرُ ذلك ، ولن يمنَعنا ماضيها الحاضر فى الإنقلابات العسكرية وإفسادها للحياة السياسية المعطوبة أصلاً بسبب أدعياء السياسة من النُخبْ التى أدمنت الفشل حسب توصيف دكتور منصور خالد رحمه الله .. لن يمنعنا ذلك الاَّ نفعل وأن نبذل النصح وفق ما نعتقد معذرةً إلى الله .. ولن يدفعنا ذلك للتحامل على ضباطنا وجنودنا الأبطال أو لتثبيط عزائمهم وهممهم وإن تأخر النصر .
نعم .. لا للحرب ولكن بعد أن نُوارِى سوءاتنا فقد أخطأنا جميعاً كُلٌ مِنَّا من موقعه وموقفه فى حق سوداننا ، ومِنْ ثَمَّ الإعتراف بذلك إلى أنْ يحين أوان المثول أمام محكمة التأريخ .. فقد كانت الأحداث التى شهدتها بلادنا بعد ثورة ديسمبر من تظاهرات مستمرة وتخريبٍ للممتلكات العامة والخاصة وتعطيلٍ لمصالح الناس وإستهدافٍ لأقسام الشرطة وحرقها بدعوى أنَّ الثورة مستمرة لأنها لم تؤتى أُكُلها ولإستردادها من الإختطاف .. وأنَّ ما قام به حُكَّامنا من تمكين آل دقلو من ملحَفَة بلادنا ليمزقوا أكمامها ويُدَنِّسوا وجناتها ويعبثوا بأرضها وسمائها ، وما قام به الذين يدَّعون الوصاية على هذا الشعب والعَوَانُ الذى بينهما .. كُلُّ ذلك كان ( قيدومة ) لأحداث سبت الخامس عشر من أبريل الدَّامى .
نعم .. لا للحرب ولكنْ بعد القضاء على دابّة الأرض والإنتصار للبسطاء من أهل السودان الذين أذَلَّتهم المليشيا بصنائعها الإرهابية ولم يذوقوا طعماً للفرح لأكثر من عام وكيف لهم بأن يفرحوا وجراحهم تنزف .. !!؟ وبلغ بهم الرهَقُ مبلَغاً عظيماً وهم ينظُرون من عين الإبرة يرقُبون الفجر الصادق الذِّى تأخر طلوعه .
نعم .. لا للحرب ولكن بعد أن تعود إلينا كرامتنا المفقودة وحُريتنا الموؤدة ، فإنَّ للحرية والكرامة ثمناً غالياً دفعه جميع أهل السودان ، وأنَّ بعَضَهُم حملوا أرواحهم على أكُفِّهم يطلبون الشهادة فى مَظَانِّها فإرتقى منهم من إرتقى شهيداً إلى الله ، وبَعضَهُم قَدَّم بَعضَهُ مهراً وفِداءًاً لهذا الوطن العزيز .. وما الرائد البطل غسان أحد فرسان الإحتياطى المركزى إلاَّ نموذج للتضحية والفداء والصبر والثبات ومواجهة المخاطر بشجاعة قلَّ نظيرها ليفقد ذراعه ( بل ليكسبها ) فنال الشرف إن لم ينل الشهادة والدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول .. ومعه إخوةٌ له لا يزالون يقاتلون ويرابطون فى ميدان الكرامة .. وإن سألتهم عن هذا اليقين والثبات قالوا لك كُلُّ شئٍ يهون مِنْ أجل الوطن وسلامته وأمنه وإستقراره .
حفظ الله بلادنا وأهلها من كُلِّ سوء .
✍️ لواء شرطة (م) :
د . إدريس عبدالله ليمان
الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠٢٤م
نعم سعادة اللواء اوافقك الراي في كل قلته وهذه وجهة نظر الغالبيه العظمي من السواد الاعظم من الشعب الذي نالت منه هذه الحرب اللعينه التي فرضت عليه فرضا لك التحية والتقدير سعادتك