نص خطاب السودان أمام القمة العربية (31) المنعقدة بالجزائر ،والذي قدمه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان
الخرطوم : الرواية الأولى
الجزائر ٢-١١-٢٠٢٢م-
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد/ عبدالمجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
السادة أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي، قيادات الدول العربية ورؤساء الوفود.
معالي السيد/ أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يطيب لي مخاطبة جمعكم الكريم، في هذا البلد العزيز ، الذي إرتبط إسمه بالتضحية الوطنية فعُرف بأرض المليون شهيد. فالمجد والخلود لشهداء الجزائر، ولشهداء الأمة العربية في كل مكان والتحية للشعب الجزائري وقيادته بمناسبة ذكرى أول نوفمبر، تاريخ إنطلاق الثورة الجزائرية المجيدة، والتي تتزامن مع إلتآم هذه القمة في دورتها الحالية الحادية والثلاثين، بعد ثلاثة أعوام.
الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي والسمو ورؤساء الوفود:
جميعنا يعلم الجهود الكبيرة التي بذلتها الجامعة العربية ، ممثلة في أمينها العام، معالي الأخ/ أحمد أبو الغيط، وحكومة الجزائر ممثلة في فخامة الأخ الرئيس/ عبد المجيد تبون، لإنجاح هذه القمة والتي تنعقد في ظروف إقليمية ودولية معقدة. الأمر الذي يضع هذه القمة أمام تحدي الوصول الى معادلة ، توازن بين تطلعات أمتنا ، وبين مواجهة تعقيدات الواقع الإقليمي والدولي .
الحضور الكريم بمقاماتكم السامية :
لقد أظهرت المتغيرات الدولية والتقلبات المناخية الكثير من مظاهر الأزمات وفي مقدمتها أزمة الغذاء العالمي ، فالأمة العربية تنتظر مِنا الفعل الناجز، والتخطيط العلمي، والتنفيذ المُلتزم بالروح القومية، وفق منهج العمل الجماعي الذي يُراعي ضرورات مصلحة الأُمة لتجاوز هذه الازمات .
إننا في السودان نؤكد جاهزيتنا لتحقيق الشعار القديم المُتجدد ليكون السودان بالفعل سلة غذاء العالم، ونضع كل إمكانياتنا مرة أخرى ومرات قادمة تحت تصرف الجامعة العربية لتحقيق مبادرة الأمن الغذائي العربي .
وبهذا الإلتزام المُعلن، فإن نداء السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي، يظل مفتوحاً للحكومات العربية وقطاع الأعمال العربي الخاص علـى الســـواء، ومـــــن جانبنا فقد شرعنا بالفعل في تنفيذ هذا المشروع وفق إمكانياتنا القُطرية المحدودة، ونأمل أن تتبنى هـذه القمة ، قرارات تحُث منظمات الجامعة العربية والدول والحكومات العربية، لدعم مشروع الإكتفاء الذاتي لأمتنا العربية من الحبوب والغذاء بأعجل ما تيسر.
السيد الرئيس:
يعلم الجميع أن السودان يمُر بمرحلة إنتقالية إستثنائية في تأريخه تقتضي أن يعمل الأشقاء كافة، مع القوى الوطنية السودانيـــة، لإنجاز مهام الفترة الإنتقالية، والعمل على ترسيــخ دعائـــم الســـلام والإستقــــرار والتنمية. كما نأمل أن تتخذ قمتكم الموقرة ، قرارات من شأنها دعم وحدة وسيادة وإستقلال السودان. ومن جانبنا نؤكد إلتزامنا الكامل بتوفير المناخ الملائم للحوار الوطني، ودعم المبادرات المطروحة من القوى السياسية والمجتمعية، وتشجيع الجهود التي تبذلها الآلية الثلاثية لتسهيل الحوار بين الأطراف والجهود الأخرى التي يبذلهــا الأشقـــاء والأصدقـــاء، آمليـــن أن يؤدي كل ذلك إلى وفاقٍ يُمهد الطريــق لتشكيــل حكومــة كفــاءات مدنيــة مقبولــة محلياً وإقليمياً ودولياً تُدير مؤسسات الدولة، وتُهيئي البلاد لإنتخابات حرة نزيهة وشفافة بنهاية الفترة الإنتقالية.
السيد الرئيس:
لقد شكل السلام أولوية مُلحة للثورة الشعبية في بلادي، وأثمرت جهودنا في ذلك التوقيع على إتفاقية جوبا للسلام في أكتوبر 2020م، والتــي أسهمت الي حد كبير فـــي إنهـــاء النــــــزاع المسلــــح فــي دارفــــــور ، إلا أن تنفيــــذ الإتفاقية يواجه تحديات كبيرة، نعمل على تجاوزها بإرادة صادقة من قِبل الدولة وأطراف السلام. ولتعزيز هذه الإرادة المُشتركة، ندعو هذه القمة والمانحين من الأشقاء والأصدقاء، إلى دعم تنفيذ الإتفاقية ليُعم السلام ربوع بلادنا ، ولا يفوتني هنا أن أُثمن بكل تقدير جهود ودعم الأشقاء والمانحين الذين وقفوا مع بلادنــــا فــــي محنــــة تقلبــــات المنـــاخ والسيـــول والفيضانــــات ، فلهم منا جميع الشكر والثناء والتقدير .
السيد الرئيس:
رغم التحديات الوطنية التي تعمل بلادنا على تجاوزها، ظل السودان يلعب دوراً إيجابياً وداعماً للسلام والإستقرار والتنمية في الوطن العربي من خلال دوره الاقليمي الفعال خـــلال ترؤســـه الحالــي لمنظمة الإيقاد ، في دعم الإستقرار في كل من جمهورية جنوب الســـــــودان الشقيقـــــة ، و فـــــي جمهوريــــــة الصومـــــال.
كما ينشط السودان كذلك في مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة والإتجار بالبشر في منطقة الساحل والصحراء والبحر الأحمر.