الخرطوم : الرواية الاولى
عقب المحادثات التي جرت بينهما بالكرملين في موسكو امس التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين معا بالصحفيين
قال شي إن زيارته الراهنة تعد أول زيارة إلى موسكو بعد فترة غياب عنها دامت ثلاث سنوات، وهي أيضا أول رحلة خارجية له وأول زيارة دولة يقوم بها إلى روسيا عقب إعادة انتخابه رئيسا للصين. وأضاف شي أنه على مدار السنوات العشر الماضية، أقام هو وبوتين علاقات وثيقة، وحافظا على تواصل استراتيجي، وحققا نتائج مثمرة عبر التنسيق الاستراتيجي بين البلدين.
وأشار شي إلى أنه وبوتين أجريا محادثات صريحة وودية ومثمرة، مضيفا أنهما أجريا تبادلا متعمقا للآراء حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية الكبرى محل الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى تفاهمات مشتركة مهمة وجديدة في العديد من المجالات.
وقع الرئيسان وأصدرا البيان المشترك بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي بشأن تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد، والبيان المشترك بين رئيس جمهورية الصين الشعبية ورئيس الاتحاد الروسي بشأن الخطة التنموية للمجالات ذات الأولوية للتعاون الاقتصادي بين الصين روسيا قبل عام 2030، اللذين وضعا التصميم والخطط لتطور العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين في كافة المجالات في المرحلة القادمة.
وشدد الرئيس الصيني على أنه وبوتين استعرضا إنجازات العلاقة الثنائية المتنامية على مدى السنوات العشر الماضية، مضيفا أنهما اشتركا في الرأي بأن تلك العلاقة قد تجاوزت كثيرا النطاق الثنائي واكتسبت أهمية بالغة بالنسبة للمشهد العالمي ومستقبل البشرية.
أوضح شي أن الصين وروسيا اتبعتا مبادئ حسن الجوار والصداقة والتعاون المربح للجانبين في تعزيز التبادلات والتعاون في مختلف المجالات، مشددا على أن الظروف التاريخية الجديدة تستلزم من الجانبين النظر إلى العلاقات الصينية – الروسية وتناولها عبر رؤية واسعة ومنظور طويل الأمد، سعيا إلى تقديم إسهامات أكبر في التقدم البشري.
وأشار شي إلى أنه منذ العام الماضي، حقق التعاون العملي الشامل بين الصين وروسيا نتائج مثمرة، وواصل هذا التعاون إظهار جوانب القوة التي يتمتع بها، المتمثلة في الأسس القوية والتكامل الشديد والمرونة البالغة. وأضاف أن التجارة البينية نمت بنسبة 116 بالمئة على مدى السنوات العشر الماضية، الأمر الذي عزز الأساس المادي للعلاقات الثنائية، ومنح أيضا دفعة مهمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في كل من البلدين. وأكد شي أن هذا كله لم يكن إنجازا تم تحقيقه بسهولة.
واتفق شي وبوتين على أن البلدين بحاجة إلى تعزيز التصميم الشامل والتخطيط رفيع المستوى، وتعزيز التجارة في الطاقة والموارد والمنتجات الكهروميكانيكية، ودعم القدرة على الصمود في سلاسل الصناعة والإمداد لدى كل منهما، وتوسيع التعاون في مجالات تشمل تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي والزراعة وتجارة الخدمات، ودعم تحقيق تكامل أكبر وتنمية مشتركة للتجارة التقليدية ومجالات التعاون الناشئة، ومواصلة تيسير اللوجستيات العابرة للحدود والنقل العابر للحدود.
واتفق الرئيسان على أنه يتعين على الجانبين مواصلة تعزيز الركيزة المتمثلة في التبادلات الشعبية، وحثا على بذل الجهود لتشجيع المزيد من التفاعلات بين المقاطعات الصينية وشقيقاتها من الولايات الروسية وكذا التفاعلات بين المدن الشقيقة في البلدين، وضمان نجاح أعوام التبادل الرياضي، وتيسير حركة الأفراد بين البلدين.
وأوضح الرئيسان أن الصين وروسيا، باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، ستواصلان العمل مع المجتمع الدولي من أجل التمسك الشديد بالأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية القائمة على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح الجانبان أن الصين وروسيا ستعملان على نحو أوثق ضمن الأطر متعددة الأطراف، ما يشمل منظمة شانغهاي للتعاون، ومجموعة بريكس، ومجموعة العشرين، وستمارسان التعددية الحقيقية، وستعززان التعافي الاقتصادي في ما بعد كوفيد-19. كما تعتزم الدولتان تعزيز القوة البناءة لإقامة عالم متعدد الأقطاب وتحسين نظام الحوكمة العالمي، وكذا تقديم المزيد من الإسهامات في الحفاظ على أمن الغذاء والطاقة على الصعيد العالمي وفي الحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد، والعمل معا في سبيل إقامة مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وشدد شي على أن الصين أصدرت الشهر الماضي وثيقة حملت عنوان “موقف الصين بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية”، مضيفا أنه في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، التزمت الصين طيلة الوقت بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، واتخذت موقفا موضوعيا وحياديا، ونشطت في تشجيع محادثات السلام. وأضاف أن الصين بنت موقفها استنادا إلى حقائق الوضع، وأيدت بشدة السلام والحوار، مؤكدا وقوف بلاده في الجانب الصحيح من التاريخ.
وقال شي إنه يتطلع إلى الحفاظ على تواصل وثيق مع بوتين عبر مختلف الوسائل لتوجيه النمو المطرد والمستدام للعلاقات الثنائية.