اسامة عبدالماجد
¤ لا استبعد ان يكون المتمرد عبد الرحيم دقلو هو مُشْعِلُ الحرب – الحربة على حد تعبيره – والمحرض لشقيقه الاصغر ، المتمرد الاكبر حميدتي.. وذلك من خلال شواهد كثيرة وتدخلاته السافرة في كل شأن.. ظهر امس في حوار تلفزيوني.. لا يهم من اين اجرى معه ، فكل بلد تاوي المتمردين هي راغبه في استمرار الحرب.. كان الحوار بغرض تجميل صورته بعد ان لفت واشنطن الحبل حول رقبته.. لكن كان خصماً عليه.
¤ اشعل دقلو نار الحرب منذ اساء للقوات المسلحة وبدأ عداءهم لها في تنامي.. سعى لاظهارها بالراغبة في السلطة، ومتمسكة بها.. ولا تريد ردها لحلفائه القحاتة – وهم لا يستحقوها – خلق فتنة بين الجيش والشعب.. هتف المتمرد قبل الحرب بنحو شهر في لقاء محضور (عندنا رسالة لإخواننا في السلطة، سلموا السلطة للشعب بدون لف ولا دوران،).
¤ وكأن المليشيا لم تكن جزءاً من السلطة.. وتبلغ هنا (الصفاقة) السياسية الأوج في طريقة تعاطي دقلو مع القوات المسلحة وقائدها.. مثل ماحدث بعد قرارات 25 اكتوبر.. وسعيه الخبيث لاعادة افشل رئيس وزراء يمر على البلاد.. تنفيذا لاجندة الخارج.. وتراجعهم في المليشيا من الاتفاق مع الجيش والقاضي باهمية تصحيح المسار.. واصدار قرارات لحفظ امن واستقرار البلاد.. من حالة الانحطاط السياسي التي وصلت اليها بسبب رعونة قحت وانصارها.
¤ ظهر عبد الرحيم ، في الحوار امس ذليلا ومنكسرا.. وعجز عن الدفاع عن نفسه في مواجهة العقوبات التي فرضتها عليه الادارة الامريكية.. والتي بكل (بجاحه) مليشاوية وصفها بـ (المجحفة).. وهي تتعلق في المقام الاول بجرائم تطهير عرقي.. تيقن العالم باسره ان عصابات الدعم السريع بقيادة اولاد دقلو ارتكبتها بتلك الطرق الوحشية الدموية.. وخير مثال عملية مقتل والي غرب دارفور.
¤ لا يزال دقلو بذات السطحية والسذاجة في الحديث والتقييم لمجريات الامور منذ عرفناه عن قرب قبل سنوات.. لم يتغير خلال مرحلة مابعد ابريل 2019.. اعرفه جيدا من خلال مرافقتنا سويا لنائب الرئيس السابق حسبو محمد عبد الرحمن في كثير من جولاته في ولايات كردفان ودارفور.. ذات مرة امتدت الرحلة لشرق دارفور لثمانية ايام زرنا خلالها جميع محليات الولاية التسع.. كان الوالي حينها الفارس/ انس عمر – فك الله اسره – والذي قامت الولاية على اكتافه.
¤ كان دقلو يخاطب اللقاءات الجماهيرية بكل محلية.. لم يكن يصعد المنصة، الا بعد تلقي التوجيهات من حسبو وهو جاثيا على ركبتيه قرب كرسيه.. ويؤمي براسه على كل حديث يقوله.. حيث لم يكن يجلس قريبا منه.. عملية مواقع (التجليس) في الانقاذ مقامات.. لم يتقدم المهرجين الصفوف يوما، ظلوا بعيدين عن الاضواء.. كان دقلو في كل لقاء يكيل المدح لانس عمر الذي يسئ اليه اليوم واعتقلوه ظلما.. كان دقلو يقسم (فتحو عينكم يا اهلنا والله مابتلقوا والي ذي انس دا.. امسكوا فيه قووووي).. لعلها المرة الاولى التي يبدو فيها صادقا.
¤ هو وشقيقه حميدتي و(عرمان المليشيا) يوسف عزت ظلوا يكذبون على الدوام بترديد الحديث السمج عن الاسلاميين ووصف الفلول.. وغيرها من الاكاذيب التي لم تعد تنطلي على احد.. او تنسج حول الرئيس البشير على شاكلة قتل المتظاهرين.. وعلى ذكر البشير فان عبد الرحيم – وهو غير رحيم – هو القائل (ترشيح البشير في انتخابات 2020 على رأس اي زول).. و: (الرئيس عايزنو ومبتهجين منو وعاوزين كل المؤتمر الوطني).. كنا في زيارة لمحلية الفردوس بشرق دارفور في يناير 2018.. برفقة نائب البشير.. كان الحديث سابق لاوانه.. لكن ذلك نهج آل دقلو.
¤ في ذات شهر يناير قال حميدتي في حفل تخريج للمليشيا (نسمع أن بعض الجهات تعمل ضد الرئيس البشير الا أننا لهم بالمرصاد).. وابدى تحمسه ودعمه لتعديل الدستور من أجل ترشيح البشير وقال (ان الدستور ليس قرآنا منزلا.).. وبالتالي هم اقرب للاسلاميين من البرهان ولا ادري على ماذا يزايدون خاصة عبد الرحيم.. الذي ظل يسعى وبكل ما اوتئ من جهد للتقرب للرئيس وآل البشير.. وفشلت مساعيه.
¤ مثلما خاب مشروع تقديمه كقائد بديل او محتمل لشقيقه.. وقد ظهر امس مثل طفل صغير (يشخصن) القضايا، ولم يغادر محطة البرهان.. منذ زمن يلاحق الفشل عبد الرحيم،اجتمعت حوله شخصيات ولعبت براسه وماله، لاجل تقديمه لمجتمعات الخرطوم المرموقة من عائلات معروفة واسماء لامعة ورجال اعمال.. كان مهووساً بالتعرف والتقرب اليها.. خسر الكثير في تلك الافكار الضحلة، معتقدا ان المال كل شئ.. ولذلك قام بشراء عقارات ضخمة في ثلاثة احياء معروفة بالخرطوم. بملايين الدولارات.
¤ لم تطرح القناة التي استضافته السؤال حول احتلالهم للمنازل والمستشفيات.. وسرقة البنوك والمقار الحكومية وكل اموال وممتلكات المواطنين.. ولا انتهاكات عصاباتهم لانها لا تريد احراجه ولا اجابة شافيه لدقلو.. سوى الاتهام الفطير ان الاسلاميين من فعلوا ذلك.
¤ ومهما يكن من امر.. شكرا لتلك القناة.. وهي تكشف للعالم ضعف وقلة حيلة من ارادوا ان يحكموا السودان بقوة السلاح.