من زاويةٍ أخري / محمد الحاج

(من يقرأ يفهم) سلسلة من البحوث والدراسات المهمة لفهم ما يدور من حولنا من مخططات.



النظام الدولى المعاصر وحقوق الإنسان

يرتكز النظام الدولى المعاصر على العديد من المعايير والمفاهيم التى تؤدى دور فعال فى فتح مسارات تساعده فى تحقيق أهدافه التى يرمى إلى تحقيقها وفقاً لنظرية المجال الحيوي التى يستند عليها, ووفقاً لهذه النظرية نجد أن الولايات المتحدة التى تسيطر على النظام الدولى الراهن ترى أن حدودها وفق هذه النظرية هي حدود مصالحها الحيوية التي تتمثل في الموارد والثروات الحيوية بكل أنواعها فى أى مكان فى العالم, وعليه نجد أن النظام الدولى المعاصر يسعى لتحقيق أهدافه العالمية عبر خطاب فكرى أيدلوجى يرتكز على ثلاثة محاور ذات أهمية قصوى بالنسبة له لتحقيق سيطرته العالمية أولها تحقيق الديمقراطية وثانيها عولمة إقتصاد السوق وثالثهما وهو ما يعنينا فى هذا الموضوع حماية حقوق الإنسان,والدعوة لإحترام حقوق الإنسان فى الخطاب الأيدلوجى للنظام العالمى الجديد يعبر عن إستخدام هذا المبدأ (حقوق الإنسان) كأحد أدوات سياسته الخارجية لفرض الهيمنة والنفوذ ضد الشعوب والدول الرافضة للهيمنة الإمبريالية والتى تسميها الولايات المتحدة الأمريكية تارة الدول الشريرة وتارة أخرى الدول الراعية للإرهاب,والمتابع لوقائع الأحداث العالمية الحالية يرى أن المشهد الدولى الراهن يعطينا صوراً لا حصر لها عن إنتهاكات حقوق الإنسان فى العديد من البلدان وبالتحديد البلدان الإسلامية مثل أفغانستان والعراق والصومال وباكستان واليمن وليبيا و مؤخراً السودان وكيف يقتل المواطنين العزل فى هذه الدول بحجة مكافحة ما يسمى بالإرهاب بمحاربة بما يسمي بالتطرف الإسلامى (محاربة الكيزان ودولة ٥٦ ) بينما يبرر قتل المدنين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية فى حروبها السابقة والحالية التى تقودها بالوكالة بأنه دفاع النفس,وبنفس القدر يتم تبرير قتل الجيش الإسرائيلى للفلسطنيين ومنع إيصال المعونات الإنسانية عن قطاع غزة الذى يتنافى حصاره مع مبادىء القانون الدولى وحقوق الإنسان بأنه دفاع عن أمن إسرائيل وشعبها,كل هذا يدل على أن مبدأ حقوق الإنسان الذى يتضمنه الخطاب الأيدلوجى للنظام الدولى المعاصر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية هو مبدأ موظف فى إطار فرض الهيمنة ومصالح القوة الصهيونية العالمية التى تدير المعركة للهيمنة على العالم من خلال إستخدام قدرات الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية او بحروب الوكالة كما هو الحال في السودان لتحقيق عولمة العالم عبر فرض نمط أيدلوجى أحادى عليه,أما تحقيق العدالة الإجتماعية على المستوى العالمى وتحقيق رفاهية الإنسان وفقاً للدعاية التى تروج لها الآلة الإعلامية للنظام العالمى الجديد فهى مجرد شعارات ليس إلا يراد بها فقط تجميل صورة النظام العالمى الجديد حيث أن إتساع رقعة الفقر بين شعوب دول الجنوب وتزايد أعداد الفقراء فى دول الشمال نفسها على ضوء ما نشاهده فى اليونان وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية (مظاهرات اسقطوا وول إستريت) يدل عدم العدالة الإجتماعية للنظام الدولى المعاصر وعدم إلتزامه إتجاه تحقيق متطلبات وحقوق الحد الأدنى من شعوب العالم للعيش بكرامة وإنسانية مما يدلل على أن هذا النظام العالمى الجديد نظام مصلحى نفعى طفيلى منحاز لأقلية مسيطرة على الإقتصاد الدولى بينما ترزخ أغلبية شعوب العالم تحت وطأة الفقر.
ولذلك وجب علينا كدولة سودانية الانتباه في اتخاذ خطواتنا التالية و التي يجب أن ترتكز علي القراءة الصحيحة لتموضع النظام العالمي الجديد في منطقة القرن الأفريقي من خلال استقراء ورصد و تحليل جميع تحركاته و التي يجب حصدها من خلال المختصين في مراكز الدراسات لينم دراستها لتحصين السودان من الوقوع في الشراك التي نصبتها الحركة الصهيونية السياسية لتفتيته فمخطط تفتيت السودان هو مخطط قديم تم استحداث تنفيذه بالالية جديدة مستخدمين في ذلك سياسة التفكيك من الداخل باستخدام أدوات مصنوعة مثل مليشيات الدعم السريع الأرهابية ومجموعات سياسية داخلية لخدمة مشروع التفكيك و الذي يجري تنفيذه حالياً بدعم من وكالات اقليمية ودولية بعد فشل تموضع النظام الدولي من خلال استخدام وسائل الديمقراطية في السيطرة علي السودان البوابة الأفريقية ( The Greatest African Corridor).

١٠ مارس ٢٠٢٥ م

اترك رد

error: Content is protected !!