✍️ هيثم الطيب
- في حياتنا هناك من يضع صوته ومسيرته وعينيه على الجمال الإنساني،فيتحرك بذلك دفاقا ومنثالا ومتدفقا على الصحراء والصخرة والناس..
كان كذلك،سودانيا يربط بين قلبه وعقله وشيجة رحم منطلقها روح إنسان الشمال وتوافق المجتمع هنالك،بتلك الصفة انطلق في الحياة بمتوالية عددية على فعل الجمال وبمتوالية هندسية على رؤى الجلال..
كانت حياته زاوية ظلها مابين أن تكون مستنيرا وتعمل بهذه الاستنارة الواجب الوطني والمجتمعي،وأن تدفع بالتي هي فيض علم وابداع لتساهم في الحضارة الإنسانية كلها وتكتب بحرف من المؤشرات الحضارية أنني من أرض لم تكون الحضارة عابرة فيها ومن قادم بعيد وإنما من أهلها وعمقها وعقلها وأنا أحاول أن أكون كذلك،مثل أرضي تلك،انسانا وبحضارة علم وإبتكار وفكرة غير التي يعرفها الناس،فكرة ترتكز على حضارة راسخة،تلك الحضارة وضعت في الراحل أبوبكر سيد أحمد،صوتها،لمحاتها،
عزتها،نقاء وصفاء روحها،الابداع والفعل الإبداعي،كل ذلك،كان الدم الذي يحيا به ولذلك كانت حياته مثل حياة أرضه الأولى في الشمال،فما أفصح الحياة وما أوضح تجلياتها وما أجمل خطواتها..
لنقرأ بعض خطواتها تلك،في سنوات كتاباته في المواقع والمنتديات كنا نلمح قيمة الذي يرى المشكلات الكبيرة والصغيرة،المجتمعية والوطنية،يرى بالعين التي تبحث عن حلول وليس على ملامة وغضب على واقع ماثل،تفجير شحنة غضب على سلطة ونظام حكم تأريخي أو زماني،كان عنده بسؤال وماذا في أيدينا من مدافعة لهذا الظلم وماذا في عقولنا من حلول،وفي قلوبنا من روح توحد لعلاج ومقاومة ونضال ،وصياغة روح البلد كلها في عبارة (نستطيع فعل ثامن المستحيلات لو تواثقنا وتوحدنا)،كنت أقرأ في موضوعاته القيمة التي تهتم بانسان البلد عامة وخاصة،يهتم لدرجة مذهلة وينادي للجميع ، أن علينا العمل،تلك صفة المثقف الذي تتحرك فيه الاستنارة كمؤشرات إيجابية عاملة وفاعلة من أجل قضايا وطننا والوطن هناك في الشمال..
ربما منذ طفولته كان يصنع ذات الشيء،البحث عن حلول لكل مشكل أمامه ومضى بذلك لبقية حياته، لأن الميكانيزم المتحرك به ميكانيزم الربط بين وطن وطن،وطن الجذور في الشمال ووطن المشتركات بيننا كسودانيين،وقليل منا يستطيع ذلك ويفعل ذلك..
استطاع بحس روحي واستمتاع صوفية بمقامها أن يجعل الربط بين وطن في ذاكرته المضاءة شمالاً،وبين وطن في الذاكرة السودانوية،كان كمنحنى بينهما،ولكل منهما النصف في حياته،والميزان بينهما،أن وطني في الشمال صنع لي ثلاثية العشق،الارتباط،الإنتماء لوطني وسودانيتي..
- ولعلنا اليوم ونحن في تأبين له،نضع الحياة والفعل كخريطة إنسانية،ونحدق بأعيننا،ماذا كان فيها،من فعل حقيقي وايجابي،وماذا كان عليها من خطوط مجتمعية كان الراحل يعمل عليها،حياة جديرة بالإحترام لأنها تشكل القدوة للأجيال القادمة في كيف تصنع لنفسك خط حياة تمارس فيه إدارة الفعل الجميل،في مناخ دفاق بمسارات متعددة،ربط بين المفترض منه كمثقف نحو وطنه وأهله والإنتماء للأرض السمراء،كتب لنا بالفعل،ماذا يعني أن تكون مثقفا فعلاً ومثقفا فاعلا،بين الجميع،كلنا يقول بغياب المثقف السوداني عن الفاعلية وأنه لا يستطيع أن يكون متحركا وفاعلا بقناعاته وواجبه نحو مجتمعاته الصغيرة والكبيرة وكيف أنه لا يمارس مهمة وطنية،في كيف يناقش ويكتب،يتفق بعشق ويختلف باحترام،ويتكلم بحق المجتمعات في الحياة الحقيقية وحقوق المواطنة كلها،يكتب عن إدارة التنوع الثقافي في بلادنا،وعن إننا فاعلين في الدنيا بحضارة حقيقية وراسخة بأصالة،كان يكتب ويتحرك بكل ذلك،يناقش القضية ويدفع بحلول،لا يصرخ على الباب ويقول نحن في أزمة وأزمات،صرخاته كانت في تحشيد المجتمعات نحو الأزمات والوعي بها وبكل مناخها، لأن الوعي في حد ذاته حلا حقيقيا يصنع بقية الحلول المعرفية والمهنية،كان يقول بأن الوعي في بلادنا مطلوب لأنه المفقود في كل تأريخنا، ينقص فينا الوعي بأنفسنا وتأريخنا،والوعي بمقدراتنا والوعي بأننا نستطيع لو حاولنا،يكتب عن الوعي بالقيام والنهضة الذاتية المرتبطة بدافع وطني..
وعلى تواثقنا في تأبين هذا الرمز ليكن تواثقنا على قيادة فعل يرتبط به ويضع روحه بيننا،ليكن مشروع يقوم على خدمة المجتمع والبلد في إتجاه من اتجاهات الحياة،مشروع بناء الإنسان السوداني،وذلك ما كان ينادي له ويناضل من أجله،لنضع مشروع يساهم في تقديم معرفة وتنمية لمنطقة كانت في حياته كان يحلم بها،ويكتب عنها..
لنضع مشاريع توثق لجهده العلمي، إشارة للأجيال القادمة ولقراءة نجاحه
الأكاديمي المتعدد الأوجه،وتميزه العملي وروح الإبداع في عقله،فتلك حياة المفترض أن تكون نموذجا ملهما للإنسان السوداني..
لنضع قيمته الفكرية المنثالة كغيمة على بلادنا كرؤية قائدة وراجحة،مفكرا يناقش قضايا بلاده في الفضاءات وفي كل مكان،كان حالة فكرية لوحدها بين الناس،اقترابا منهم واغترابا عن كل مناخ يصنع الإقصاء للمختلف معه وفي ذلك نجاح لو تعلمون عظيم..
نتذكره عندنا نمضي على طريق مضى فيه،نتعلم من خطواته وأصواته وما بينهما عهد بيننا بالدعوات له أن رحمتك ومغفرتك وجناتك يا رب العالمين، آمين ، آمين..