اسامة عبدالماجد
¤ مايبدر من بعض دول الجوار لا يحتاج لتفسير.. فتحت تشاد ابوابها للدعم القادم للمليشيا الاجرامية.. وتمضي في اتجاة التصعيد الدبلوماسي بمطالبتها لسفيرنا على اراضيها الاعتذار عن الاتهامات التي وجهها لها مساعد قائد الجيش ياسر العطا.. بينما مرتزقة من دولة الجنوب يشاركون في الحرب ولا تعلن جوبا عن عقوبات قاسية تنتظر كل من يثبت تورطه.. ويغيب سلفاكير عن قمة إيغاد وكنا ننتظر دعمه.
¤ اما اثيوبيا لم تظهر الدعم الحقيقي تجاهنا.. عاصمتها محطة رئيسه للمليشيا.. وزعيمها آبي احمد كان قد دعا الى اتخاذ إجراءات فورية في السودان تشمل فرض منطقة حظر طيران ونزع المدفعية الثقيلة.. يريد تجريد الجيش من حقه الدستوري.. ويمكن للمليشيا.. واتوقع ان تقلق مضاجع الجيش في الفشقة في الايام المقبلة..اما اريتريا، توقعنا مشاركة رئيسها اسياس افورقي في قمة إيغاد اكراما للخرطوم التي اوصلته الحكم.. رغم علمنا مقاطعته للمنظمة غير المحايدة.. ويتوقع ان يخفت صوته الايام القادمة.
¤ بينما افريقيا الوسطى، تنكرت للسودان الذي طوى صفحة صراعاتها.. وجمع فرقائها في مقرن النيلين، وظلت ترسل لنا المرتزقة.. وكذلك ليبيا التي ساعدناها من كابوس القذافي.. الذي ارهق بلادنا بدعمه غير المحدود للحركات المسلحة الدارفورية.. ومليشيات جون قرنق.. لكن الشقيقة مصر هي الوحيدة التي تتقاسمنا الهم ومشغولة بما يحدث في السودان واطلقت مبادرة هي الاقوى حتى الان.. لكن نعلم ظروفها وانها تحملت فوق طاقتها.
¤ مايحدث هي سياسة شد الاطراف.. ولا تعي الحكومة خطورة المشروع التآمري بدليل ان الامر موكل الى وزير الخارجية علي الصادق.. الذي (غطس حجر) الدبلوماسية السودانية.. محطات اديس ابابا ،اسمرا وبانغي دون سفراء.. والسفير بجوبا كانه غير موجود.. وفي طرابلس قليل التجربة والحيلة.. ولولا وصفه للباغي الشقي حميدتي ب (البعاتي) ماسمع به احد.. وفي القاهرة حيث اضخم جالية سفير اسمه مكتوب بقلم الرصاص.
¤ كانت الحرب ضد السودان إبان حقبة الانقاذ، عبر سياسة شد الاطراف من الداخل.. اشعال الحرب في الجنوب ، جنوب كردفان ، النيل الازرق ودارفور.. ومناوشات في الشرق.. واحتقان سياسي في الخرطوم.. لم يكن يجرؤ خصوم السودان على تاليب دول الجوار ضدنا.. كان الجيش يكشر عن انيابه في وجة المتآمرين، وكان جهاز المخابرات حاضر لرد (الصاع صاعين).. كما قال الفريق اول ياسر العطا..
¤ نحتاج وبشكل عاجل لتفعيل الدبلوماسية الرئاسية.. لكن ليس بالطريقة التي تمت خلال الشهرين المنصرمين.. والتي وضح جليا انها لم تحقق النتائج المرجوة بدليل مخرجات قمة إيغاد.. وذلك ان البرهان يصطحب معه وزير الخارجية غير المبالي لخطورة الاوضاع او ينتظر غرق السفينة.. ومدير المخابرات احمد مفضل.. والذي يبدو ان ملفاته لم تنضج بعد.
¤ يحتاج الرئيس الى تقوية مكتبه.. والى فريق ادارة ازمة، متمرس من اعضاء اصحاب خبرة ويتمتعون بالذكاء والمكر السياسي.. وليس بالضرورة ان يكونوا من الشخوص ممن هم حوله.. او يعملون بالخدمة المدنية.. يكفي ان يكونوا سودانيين.. ولا يتم الاعلان عنهم، حتى لايصبحوا وكانهم حكومة ظل.
¤ ان بلادنا في حاجة ماسة الى انتهاج سياسة تركيا الخارجية القائمة على تصفير المشاكل مع دول الجوار.. وهي استراتيجية منصوص عليها (زيرو مشاكل مع دول الجوار).. ترتكز على رغبة تركيا في ازالة كافة المشاكل من علاقاتها مع الدول المجاورة لها.. او على الاقل تقليص هذة المشاكل وتخفيضها، إلى ادنى المستويات.. ونجحت وبشكل كبير في مشروع تصفير العداوات مع جيرانها.. حيث اعتمدت على عدم اتخاذ قرار ينعكس سلبا على الشعوب المجاورة.
¤ ويتابع العالم العلاقة القوية بين الجارتين روسيا وبيلاروسيا.. وكيف عالجت الثانية قضية مليشيا فاغنر.. حتى لو قيل ان الاولى تحرك الثانية.. واجد نفسي معجبا للغاية بالوقفة الصلبة لجيران النيجر واصدقائها.. ورفض الجزائر ، مالي، بوركينا فاسو، نيجيريا وغينيا كوناكري لاي تدخل عسكري في العاصمة نيامي.. موقف الجوار النيجري جاء مبكرا عقب اطاحة الرئيس بازوم.. وان تاخر موقف نيجيريا الذي خضع لتصويت البرلمان.
¤ ومهما يكن من امر.. نحتاج لعلاقات قوية وودية مع دول الجوار قائمة على الندية وتبادل الاحترام.
مع بداية عام جديد بدون جنجويد.
