د. كرار التهامي
يقول العارفون بعلم الحروب وفنونها ان هنالك اربعة عوامل تحسم الحرب وتحقق الانتصار وترجح الكفة
- • الاول :
اعدادالجيش بالسلاح وأدوات القتال دون نقصان - • والثاني :
معنويات المقاتلين وعقيدة الجيش وهدف الحرب هل لمصلحة خاصة او دفاعا عن وطن ومبادئ عليا - • والثالث :
تماسك الجبهة الداخلية والالتفاف حول الجيش بالتطوع والاستنفار للقتال والتضحيات الجسام من الشعب - • والرابع :
قوة الجبهة المدنية ودورها في الحرب وهذا هو الاهم بحيث لا يتوقف التواصل مع الآخرين على جهود جهاز الدولة التنفيذي المتمثل في الوزارت المختصة بالعمل الخارجي والإعلامي والتعاون الدولي لضيق هذه المواعين ولكن يعتمد على الحراك المهني المنظم خارج الاطر الرسمية ليس داخل دار الحرب فقط ولكن في الخارج و للغير
▪️ولكي تكتمل دايرة النصر فلابد من دبلوماسية شعبية متعددة الوسائل لاتعتمد على الحماس والهتاف والوسائط الاجتماعية فقط تعتمد على قدرة المجتمعات المهنية في التواصل مع الدول والشعوب والمنظمات الدولية
▪️ولكل مرحلة مستلزماتها النضالية وأدواتها لكن في مرحلة المدافعة الدبلوماسية والتعريف بجرائم الاعتداء والحرب يمثل المحامون في كل بلاد العالم عصبة مهنية ذات تاثير كبير في الاحداث السياسية لارتباط القانون المفاهيمي بالسياسة والحقوق دون غيره من العلوم والمعارف لذلك فالقانونيون هم الأكثر انتشارا في مساحات العمل الحزبي والسياسي حتى في الظروف العادية ناهيك عن الظروف التي تنتهك فيها الحقوق و وتتفاقم الجريمة السياسية بلاحدود كما يحدث في السودان اليوم
▪️ولكن بكل صراحة ببدو دور اهل القانون ضعيفاً و في حدود البلاد ماعدا حالات قليلة وفردية رغم ان الدور المناط باهل القانون والعشم الوطني المناط بهم كبيران في مثل هذا الصراع
▪️في السودان اكثر من أربعين الف محامي غير القضاء الجالس والعاملين والباحثين في حقل حقوق الإنسان والصفوة من علماء الاجتماع وغيرهم من النخب
▪️لقد تعاطفت اتحادات قانونية إقليمية ودولية مع السودانيين واخر حالة كانت عندما اصدر الامين العام لاتحاد المحامين العرب في ٢٢-يناير ٢٠٢٤ قرارا بتشكيل فريق عمل قانوني (للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها المليشيات الخارجه عن الشرعية “الدعم السريع”والغريب في الأمر بدلا من يتصدى المحامون السودانيون لهذا العمل ويدعمونه ويرسلون نتائجة لكل سفارات العالم ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة
▪️حدث العكس حيث اعترضت لجنة تسيير نقابة المحامين السودانية وطعنت في شرعية نقابة المحامين السودانيين في نزاع انصرافي واعتبرت ان موقف اتحاد المحامين العرب (انحياز لاحد الطرفين !!!)
▪️كذلك انتقد (محامو الطوارئ )موقف اتحاد المحامين العرب لإعلانه تشكيل لجنه تقصي حقائق حول انتهاكات الدعم السريع، ووصفت موقفه بغير المهني ويعزز لثقافة الإفلات من العقاب وذلك لتعمده (اتهام طرف دون الآخر )في الحرب الدائرة الآن بين الجيش وقوات الدعم السريع
▪️وخاطبت الجبهة الديمقراطية للمحامين السودانيين (طرفي النزاع) ! وطالبتهم بعدم المساس بالمؤسسات العدلية التي تتعرض للتدمير
▪️كذلك أعلنت (هيئة محاميي دارفور )مخاطبة المكتب الدائم لإتحاد المحامين العرب لمراجعة قراره، القاضي بتشكيل فريق عمل قانوني بحصر التحقيق في الإنتهاكات والجرائم المرتكبة (على أحد طرفي الحرب الدائرة بالسودان واستثناء الطرف الآخر، ) ولوحت بالتصعيد بمخاطبة للإتحادات القانونية والحقوقية الإقليمية والدولية حال عدم الاستجابة لمراجعة هذا القرار ورغم ان الكثيرون لا يعرفون عن هذه الواجهات الكثير من ناحية الشرعية و مدى تمثيل قاعدة المهنة العريضة لكن يمكن القول ان محاميي السودان بغض النظر عمن هم الذين دسوا المحافير من الجهة التي ارادت ان تساعدهم على حفر قبر أبيهم في غياب النقابة الأم ،،بأمكانهم الاتفاق على الثوابت الوطنية لحماية الوطن
▪️يبقى السؤال اين الخمسة واربعين الف محامي في هذه المعركة الايوجد بينهم فقط الف محامي ملتزمون بقضية الوطن ليجوبوا بها الآفاق ويشرحون عدالتها ؟!؟ المطلوب اليوم قبل غدٍ ان يقوم الف محامي وبكل الوان طيفهم السياسي والفكري بالاتي :
🖍️اولاً
جمع توقيعات ما لا يقل عن عشرة الف محامي
ورفع مذكرة باسمهم لاتحادات المحامين العربية والأفريقية وبقية القارات
🖍️ثانيا
الذهاب إلى المنظمات العدلية و منظمات حقوق الإنسان والاتحادات النظيرة في دول القارة الأفريقية وشرح أبعاد القضية بالوثائق والصور والبراهين
🖍️ثالثا
رفع شكوى لمحكمة العدل الدولية بالتعاون مع الاتحادات التي تتعاطف مع السودان ضد الدول المتورطة في الحرب والتدمير الممنهج للدولة السودانية
🖍️رابعا
المطالبة القانونية بالتعويضات عما اقترفت هذه الدول في حق السودان واستقطاب العون القانوني من المختصين في الداخل والخارج
🖍️خامساً
رفع مذكرة بالتنسيق مع اتحاد المحامين الأفارقة للاتحاد الأفريقي وكشف تواطؤ بعض المنظمات الأفريقية و الإقليمية مع المتمردين
🖍️سادسا
الذهاب إلى الدول المتهمة بالتعاطف مع المتمردين والحديث إلى المسئولين والقيادات السياسية بصورة مباشرة وشرح حجم الانتهاكات والأضرار التي حاقت بالبلاد والعباد
🖍️ختاما
ذكر لي البعض بان الامكانات غير متوفرة لهكذا حراك لكن اقول لهم ان الوطنيين من الميسورين الذين دعموا المجهود الحربي بلا حدود قادرين على دعم هذا الجهد الذي لايقل اهمية .
١٢ – ١١ – ٢٠٢٤