هوامش / د. كرار التهامي

معجزة الهلال ثبات السودان في وجه المصاعب

كتب د كرار التهامي

يقول خبراء الكرة ان ٦٠ ٪؜ من نتائج الذهاب لم تكن في صالح الفرق التي تلعب خارج ارضها حتى لو توجت هذه الفرق بالبطولة في الختام وتتعدد الأسباب فعلي الرغم ان الميدان هو الميدان والشروط هي الشروط والقانون هو القانون والجماهير لا تدخل الملعب لكن يبقى هنالك العامل النفسي وتأثيره في الاداء وعوامل اخرى مؤثرة

🖍️ يعدد دكتور أوزوالد بيغوفيتش وهو من أميز خبراء علم النفس الرياضي مجموعة من الأسباب التي ترجح هزيمة الفرق التي تلعب خارج ارضها وتعطي ميزة افتراضية لأصحاب الارض ومنها
1- عدم الألفة مع البيئة:
قد يواجه اللاعبون صعوبة في التكيف مع ظروف الطقس المختلفة، أو الارتفاعات، أو طبيعة أرضية الملعب. على سبيل المثال، قد يجد الفريق الذي اعتاد اللعب على العشب صعوبة في اللعب على العشب الصناعي.
2- ميزة اللعب على الأرض:
يستفيد الفريق المضيف من دعم الجمهور، مما يعزز معنوياته ويشكل ضغطاً نفسياً على الفريق الزائر.
3- إجهاد السفر:
السفر لمسافات طويلة يمكن أن يكون مرهقاً جسدياً وذهنياً، مما يقلل من أداء اللاعبين.
4-قلة الدعم:
الفرق التي تلعب خارج أرضها لا تحصل على دعم جماهيري كبير، مما قد يؤثر على معنويات اللاعبين.
5- تحيز الحكام:
أظهرت الدراسات أن الحكام قد ينحازون بشكل غير واعٍ لصالح الفريق المضيف بسبب ضغط الجمهور.
6- استراتيجية الفريق والتحضير:
قد تعاني بعض الفرق من صعوبة في تعديل تكتيكاتها للمباريات الخارجية، أو قد تقلل من شأن التحديات التي يفرضها اللعب في ملعب الخصم.
7-العوامل النفسية والعاطفية:
اللعب بعيداً عن البيئة المألوفة أو العائلة أو الروتين اليومي يمكن أن يشتت تركيز اللاعبين ويؤثر على ثقتهم
ولعلني ارجح العامل الأخير فهو الأكثر تاثيراً في اداء الإنسان إذا كان في الرياضة او اي منشط تنافسي آخر في الحياة
🖍️ومن باب المثال فقد كشفت إحصائية عن أن النادي الاهلي خسر في أخر 5 سنوات فى البطولات الأفريقية ما يزيد عن ٤٧ % من إجمالي مبارياته التى لعبها فى أفريقيا خارج أرضه ، حيث خاض الأهلي ٢٨ مباراة أفريقية خارج الأرض خسر فى ١٣ لقاء ، بينما فاز فى  ٧ فقط و تعادل فى ٨ مواجهات.
🖍️وعلى الرغم من تتويج الاهلي بأكثر من ٢٧ بطولة قارية لكنه لم يستطيع الصمود امام عامل الجمهور واللعب خارج الارض وذلك يبدو موضوعاً محيراً. و يحتاج إلى المزيد من الدراسة والمعالجات التربوية والنفسية
🖍️أما الهلال فقد اجترح المعجزات حيث ظل محروما من اللعب في ارضه لسنوات بسب تعسف الاتحاد الأفريقي في اعتماد ملعبه رغم كل الجهود وبسبب غيابنا من دوائر الاتحاد الأفريقي الذي تحكمه مافيا علاقات أفريقية و اصبح أسيرا لبعض الاشخاص ذوي النفوذ الذين قاموا بتجيير قراراته لانديتهم ومصالحهم الخاصة
🖍️مع كل ذلك الحرمان وغياب الجمهور واللعب في ارض الغرباء اوشك الهلال ان يطيح بأقوى و أغنى فريقين في افريقيا وان بحرم الاهلي من تلك الكاس لولا رعونة لاعب الهلال اطهر الذي أضاع اهم ضربة جزاء في تاريخ الملاعب وأحرز الهلال مع ذلك عشرة نقاط أسوة بالبطل في نفس المنافسة
🖍️الهلال الان يقود كل هذا التطور في الرياضة السودانية لانه خلق ثقافة الانتصار التي كثيرا ما كنا نفتقدها في صعدنا التنافسية وهنالك رابط قوي بين انتصارات الهلال وتأهل منتخبات السودان في المنافسات القارية الاخيرة وهذه لها مبحث آخر
🖍️والرياضة عموما ليست بمعزل عن استقرار المجتمعات والنهوض الاقتصادي بل لعبت في بعض البلدان قاطرة لاقتصادياتها و نافذة إعلامية مشرعة نحو العالم تعرف بالبلد وأحواله
🖍️واليوم العالم ينظر بإعجاب للحراك الرياضي الذي يتقدم رغم انتكاسات الحرب ويقاوم آثارها السالبة مما يعكس ثبات المجتع السوداني وقدرته على الصمود والتمسك حتى وسط أزيز المدافع بل ويرفع القبعات للرياضيين والإعلاميين الذين شاركوا في الحرب في الميدان وبالقلم فلم تعد الرياضة تنفصل عن واقع الناس وحيواتهم

٥-١-٢٠٢٤

اترك رد

error: Content is protected !!