لم يوفق الحبيب المهندس عمر الدقير في مقاله اليوم (١٥ نوفمبر)، والذي يرد فيه على رئيس تحرير صحيفة “القوات المسلحة” العقيد ابراهيم الحوري، عندما توسل الى حجته باستخدام عبارة شهيرة لرئيس أركان الجيش الأمريكي مارك أليكساندر ميلي جاء في نصها: “اؤمن ايماناً قوياً بخضوع الجيش للسلطة المدنية كمبدأ أساسي”. ويتمثل عدم التوفيق في أن الاحتجاج بمقولة القائد العسكري الأمريكي لا تنهض الى جانب الحجاج الذي ابتدره الدقير ولا تسنده، فكأنما يطلق صاحبنا الرصاص على قدميه كما في قول الفرنجة.
والجنرال أليكساندر ميلي إنما يعني بمقولته تلك خضوع الجيش الأمريكي لسلطة الرئاسة التنفيذية ولسلطة الجهاز التشريعي بغرفتيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب. وكل اولئك رئيساً وشيوخاً ونواب منتخبون انتخاباً حراً مباشراً من شعب الولايات المتحدة وفقاً للدستور والتقاليد الديمقراطية.
فأين الحبيب الدقير وقومه من كل ذلك؟ الواقع يقول ان تجمع احزاب الحرية والتغيير (قحت) الذي يرى أحقيته بالحكم والسلطة، بعد إنهاء انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر، ويطالب القوات المسلحة بالخضوع لها اقتداءً بالجيش الأمريكي تجمع سياسي غير منتخب لم تنعقد له السلطة ولم يتقلد مقاليد الحكم إلا بإرادة القوات المسلحة ورغبتها، بعد ان ركنت اليها وتحالفت معها عقب انقلاب اللجنة الأمنية في العام ٢٠١٩، وصدر قرار تشكيل حكومتها بقرار من القائد العام للقوات المسلحة بعد أن أجلس نفسه في مقعد رأس الدولة. والحال كذلك فالأقرب الى منطق العقل هو أن يخضع تحالف (قحت) للقوات المسلحة وليس العكس، فالقوات المسلحة هي والدة قحت الشرعية، والأجدر ان يخضع المولود للوالد!
نسأل الله أن يهدي حبيبنا عمر الدقير الى ما يحب ويرضى، وأن يلهمه الصواب، وهو من قلة من الأخيار ذوي العقل الراجح ينعقد عليها الأمل في أن تقود سفينة الوطن المضطربة الى بر انتخابات عامة حرة تدفع الى مواقع الحكم بممثلين شرعيين لشعب السودان يخضع لهم الكولونيل ابراهيم الحوري وجيشه، تماماً كما خضع الجنرال مارك اليكساندر هيلي وجيشه لممثلي شعبهم المنتخبين.