
Kameir@yahoo.com
تورونتو، 8 نوفمبر 2025
مقدمة
على خلفية المساعي الإقليمية والدولية الجارية لوقف الحرب، خاصة تحركات (اللجنة الرباعية) بقيادة الولايات المتحدة، وهي على أعتاب عامها الثالث، أصبحت عملية “التفاوض” بين الحكومة/الجيش وقوات الدعم السريع الموضوع الرئيسفي النقاشات السياسية المكتوبة والمرئية، وحتى فيالجلسات الاجتماعية، رغم تباين وجهات النظر بينالمتحاورين. ويرافق هذا الاهتمام المتزايد بالتفاوض تساؤلاتحول دور دولة الإمارات العربية المتحدة، المتهمة بالعدوانوالدعم المباشر لقوات الدعم السريع، وكيفية التعامل معها. فقد انتقلت الإمارات من موقع “المراقب” في مفاوضات جنيفالتي لم تُعقد في أغسطس 2024، إلى صفة “الوسيط” فياللجنة الرباعية منذ يونيو 2025. وينقسم الرأي السياسيحول دور الإمارات بين من يصفها بالعدوان ويرفضوساطتها، ومن يرى أن وجودها داخل اللجنة يمكن توظيفهلصالح السودان.
سعيت إلى توسيع دائرة الاستشارات للإجابة على السؤالينبطرحهما على مجموعة موسعة من أصحاب الرأي المهتمينبالشأن السياسي، بهدف الوصول إلى خيارات تصب فيمصلحة البلاد. استصحاباً لهذه المشاورات، أهدف من هذاالمقال (من جزئين) إلى إلقاء مزيد من الضوء علىالموضوعين المترابطين، وطرح أسئلة مُهمة تُثير النقاشوالحوار الموضوعي مما يُقرِّب من وجهات النظر المُتباينة، حتى يصل السودانيون وصفةٍ توافقية إلى وقف وإنهاءالحرب.
سلطت الضوء في المقال الأول على قضية التفاوضبين الجيش والدعم السريع، وأتناول في هذا المقالالثاني موضوع كيفية التعامل مع دولة الإمارات.
كيف يتم التعامل؟
الرأي الغالب في المشاورات التي أجريتها يدعو للتواصلengagement مع دولة الإمارات، بالرغم من وصفها بدولةعدوان ضد البلاد بدعمها الموثق لقوات الدعم السريع منالعتاد والسلاح ولوجستيات الحرب والمقاتلين. فهناك أولويةللتفاوض مع دولة الإمارات على أساس براغماتي. ففضلا عنالحاجة لتفكيك تحالفات الدعم السريع، يحتاج السودان لدولةالأمارات في الحرب و السلم، مقدار ما تحتاج الإماراتللسُودان وفقا لقاعدة المصالح المُشتركة. الهدف من التواصلمع الإمارات هو قطع الحبل السري بينها وبين الدعمالسريع، كيف؟ الإمارات لها مصالح وتلعب لعبة المصالح، فبالرغم من عدوانها فهي كدولة لا تملك المقدرة على احتلالالسودان كفاحاً أو تفرض حكماً مباشراً. بل، وحتى لو كانتتهدف إلى فرض حكومة موالية لها في الخرطوم، فقد فشلتهذه المحاولة، ولكن تبقى لها مصالحها ومشاريعهاالاستثمارية وما تحصلت عليه من امتيازات.
فالتفاوض مع الإمارات ينحصر في التركيز على مصالحهاالاقتصادية (مثل الاستثمارات في الموانيء والزراعةوالتعدين) ودون أي سماح بالتطرق الي الشؤون الداخليةالسودانية مثل كيف ومن يحكم السودان. فإن كانت الإماراتصادقة في دعوتها إلى وحدة وسيادة السودان، فعليها أنتتخلى عن دعمها لوجود جيش موازٍ يتعارض مع تطلعاتالشعب السوداني إلى جيشٍ وطني واحد ومُوّحد القيادة. ذلك، بجانب ضرورة المطالبة بتعويضات لضحايا الحرب(مقدرة بمليارات الدولارات). بمعنى آخر، يجِب فصلالانخراط مع الإمارات في المصالح الاقتصادية عن أي نقاشحول العملية السياسية الوطنية السودانية، بما في ذلك فصلمخاوفها الأمنية تجاه النفوذ الإسلامي عن التدخلالسياسي.
فالحكومة تدرك هواجس ومخاوف دولة الإمارات من نفوذالإسلاميين مما يمكن مخاطبتها ومعالجتها من خلالالتواصل والتفاوض الثنائي وفي سياق المصالح المشتركة بينالبلدين. فقد مرت العلاقة بين دولة الإمارات ونظام الإنقاذالإسلامي بمراحل من التوتر والتقارب، فجوهر العلاقة كانبراغماتيًا ومصلحيًا أكثر من كونه أيديولوجيًا أو عقائديًا. فالإمارات تعارض الإسلاميين عندما يتعارضون مع مصالحها، وتتحالف معهم أو تتغاضى عنهم إذا خدموا أهدافها. فمنذ عام2015، ألم يكن هناك تقارب سياسي واقتصادي وعسكريبين الإمارات ونظام الإنقاذ، بل طلبت من رئيس نظام الإنقاذالمشاركة بقوات من الجيش في التحالف العربي بقيادةالسعودية والإمارات ضد الحوثيين؟
وهناك رأي بأن يكون التواصل مع الإمارات سابقاً للتفاوضمع الدعم السريع. فالإمارات دولة ينبغي التوصل معها إلىمنطقة وسط، بغض النظر عن رعايتها للدعم السريعومشاركتها في التمويل المباشر للحرب وإطالة أمدها، وماأحدثته من مرارات في نفوس قطاعات واسعة من السودانيين. لكن واقع الحال يقول إنّ الإمارات تظل من نوع الدول التيلن تدخل معها الحكومة في حرب عسكرية مباشرة بغرضهزيمتها أو تحييدها سياسياً هكذا، أو التأثير عليها بقدرتأثيرها هي على السودان. وربما الأثر الأقوى والأكبر هوتأثير الإمارات على كل الدول، بما في ذلك تلك التي منشأنها الوقوف مع، ومناصرة السودان، فأي دولة لديهامصالح مع الإمارات من الصعب أن تتنازل عنها أو تساومحولها لإرضاء ودعم السودان والسودانيين في مواجهةالإمارات. وإن أمعنا النظر، نجد أن موقف الإمارات شبيهبموقف تشاد من الحرب في دارفور (2003-2009)، ومشابهأيضاً لموقف إثيوبيا وكينيا ويوغندا خلال فترة الحرب السابقة(1983-2005)، والتي كانت تستضيف وتفتح المعسكراتلكل فصائل الجيش الشعبي لتحرير السودان. ومع ذلك، لميرفع السودان يده من هذه الدول أو يعاديها بشكل صريح،بل تم سعيٌّ حثيث للتوصل معها جميعاً إلى تفاهمات وإلىتسوية في نهاية المطاف، قادتها كينيا الدولة التي كانت أكثرمُعاداة لحكومة السودان حينذاك. وطالما شريان الحياة الذييغذي الحرب يأتي للدعم السريع من الإمارات، فإنّ التواصلوالتفاوض مع الإمارات سيساعد بصورة كبيرة في وقفالحرب بإيقاف شريان الحياة هذا. وإن كانت الحكومة/الجيش ستتفاوض مع الدعم السريع، فما الذي يمنعالتفاوض مع راعي المليشيا؟ فإن تم التفاوض مع”القساوسة”، فلماذا لا يكون مع “البابا”؟
وفي مقالٍ سابق، قلت بالحرف “أنَّ وجود الإمارات كمراقب لايضير السودان في شيء، طالما ظلت مُتهمةً بإذكاء نارالحرب لإسنادها قوات الدعم السريع، مما يجعلها صاحبةمصلحة بغض النظر عن المواقف المُتباينة حولها. إنّ مفاوضات جنيف ليست هي المكان لحسم أمر العلاقاتالثنائية معها، وليس من شروط التفاوض وقف الحكومةلاتهاماتها المشفوعة بالشواهد والتقارير الدولية لضلوعالإمارات غير المباشر في الحرب ومطالبتها بتحمُل النصيبالأكبر في تعويضات خسائر الحرب وإعادة البناء والتعمير. كما أنَّ حضور المفاوضات لا يمنع الحكومة في خطابهاالافتتاحي من تعرية دور الإمارات في توسيع نطاق الحرب، وتوجيه الأسئلة إلى الولايات المتحدة بشأن موقف الإدارة منقوات الدعم السريع والإمارات، بل وممارسة الضغوط علىالجانبين بحضور وشهادة كافة أطراف المجتمع الدولي لوقفدعم قوات الدعم السريع فوراً واتخاذ التدابير والآلياتاللازمة لضمان ذلك. يوفر منبر جنيف فرصة للحكومة لتنبيهالولايات المتحدة لِفَهم وتَفَهُّم الخطر الحقيقي الذي يمثلهالإسناد الخفي لقوات الدعم السريع على أمن واستقرارالسودان وأمن واستقرار المنطقة بأكملها (الواثق كمير، “تحرير الخلاف بين الحكومة السودانية والإدارةالأمريكية“، سودانايل، 18 أغسطس 2024). إنّ سوءتقديرات الحكومة بمقاطعتها لمنبر جنيف ورفضها القاطعللمشاركة، حتى بعد زيارة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، توم بيريللو، إلى بورتسودان، واجتماعاته الثنائية مع وفدالحكومة في جدة والقاهرة، هو ما دفعّ بترقية الإمارات منموقع “المراقب” إلى خانة “الوسيط”.
وللمفارقة، أثناء مراجعتي لمسودة هذا المقال عثرتعلى تصريح للرئيس اللبناني، جوزيف عون، قالفيه “ليس أمام لبنان إلاّ خيار التفاوض (معإسرائيل)….والتفاوض لا يكون مع صديقٍ أو حليفبل مع عدوٍّ، وأنّ لغة التفاوض أهم من لغة الحرب”. حقاً، العداء والعدوان بين لبنان وإسرائيل استمربشكلٍ متواصل منذ عام 1948، مع فترات اشتباككبرى وفترات هدوء نسبي دون سلام أو تطبيع. فعداء وعدوان دولة الإمارات لا يُبْطِل التفاوض معها.
ومن منظورٍ آخر، يمكن للتفاوض بين السودان والإمارات أنيخرج باتفاقية تماثل ” اتفاقية نكوماتي Nkomati Accordبين نظام بريتوريا وموزمبيق بقيادة سامورا ميشيل وقتها(مارس 1984) الذى التزم بايقاف دعمه للمؤتمر الوطنيالأفريقي ANC مقابل إيقاف نظام بريتوريا دعمه لحركةرينامو المتمردة في موزمبيق، بمعنى أن تلتزم الإمارات برفعيدها عن الدعم السريع مقابل أن يُطمئِن السودانانشغالاتها ومصالحها. وبالرغم من أنّ السودان والإماراتليس ببلدين متجاورتين، إلاّ أنّه من الممكن أن تسعىالدولتان إلى اتفاق يهدف إلى وقف دعم طرف مسلح مقابلضمانات اقتصادية وسياسية.
ففي هذا السياق، على دولة الإمارات التخلي عن سياسة”الإنكار” التي تتبعها. فبالرغم من التقارير الحقوقيةوالصحفية الإقليمية والعالمية والأدلة المتزايدة، ظلت الإماراتتنفي رسمياً تورطها في دعم مليشيا الدعم السريع. إنّ علاقةدولة الإمارات مع الدعم السريع تشير إلى نمطٍ مشابهلاستخدام “شركة فاغنر الروسية”، كقوة غير رسمية تخدممصالح الدولة في مناطق النزاع دون تحمل المسؤوليةالمباشرة. هذه السياسة تسببت في إدانات متتالية لدولةالإمارات وشوهت صورتها لدى قطاعات مُعتبرة من شعوبالعالم، مما يستدعي إعادة النظر ومراجعة المواقف. ولعلقيادة دولة الإمارات تستدرك ما فقدته من إعجاب شعبي فيالدول التي تدخلت في شئونها الداخلية كاليمن وليبيا وسورياوليبيا والصومال.
ومع ذلك، يبدو أنّ القيادة الإماراتية في ظل منتواجهه من انتقادات وضغوطات دولية، خاصة بعدمجازر سقوط الفاشر، قد استدركت أمر تورطها فيالحرب. ولعل تصريحات أنور قرقاش الأخيرة(الحساب الشخصي منصة إكس) تحمِلُ أولّ إشارةضمنية من مسؤول إماراتي رفيع إلى مراجعة موقفأبوظبي، بعد شهور من الإنكار الرسمي لأي دعمعسكري للدعم السريع، وصفتها صحيفة الغارديانبأنها “لحظة اعتراف نادرة“، تشير إلى أن الإماراتبدأت تدرك أن دعم المليشيا بات عبئًا سياسيًاوأخلاقيًا. وطبعاً، رغم أن الإمارات لم تعلن رسميًاالتخلي عن الدعم السريع، إلا أن تصريحات قرقاشتمثل تحولًا في الخطاب السياسي، وتفتح البابأمام إعادة التموضع السياسي. وهذا التورطالمشهود للإمارات وما لقيّه من استنكار وتنديد منالمجتمع الدولي، ومن زخم شعبي عالمي، وحملةإعلامية شرسة، يوفِرُ فرصة كببرة للحكومة فيتعزيز مواقفها التفاوضية معها.
ومع ذلك كله، يتوجب علينا أن نُدرك أنّ تحييد الإماراتعسكرياً وسياسياً تحديٌ كبير ليس بالأمر اليسير أومضمون النتائج، لكنه يظل الخيار الأفضل من العداءالمستمر. فالنقاش حول “مخرج” للإمارات فيما يتعلق بدعمقوات الدعم السريع كان يمكن أن يكون أكثر قابلية للتنفيذ لوكان ميزان القوى أكثر ميلاً لصالح القوات المسلحة السودانيةعلى حساب قوات الدعم السريع نتيجة للتطورات العسكريةعلى الأرض، كما كان الحال في وقت سابق من هذا العام. لكن ديناميكيات الصراع الأرض قد تغيّرت، وربما تكونالإمارات قد زادت من احتمالات تفوق قوات الدعم السريععلى الأرض خلال موسم الجفاف لعام 2025. ما إذا كانتهذ التقديرات صحيحة أم لا تبقى محل جدل، لكن هناكبالفعل زخم وراء التقدم العسكري لهذه القوات، ولو أنالبندول أيضاً قد يتأرجح لصالح الجيش مرة أخرى.
خيارات وسائل التواصل
بطبيعة الحال، فإنّ هذا التفاوض مع دولة الإمارات يحتاجإلى دولة كبرى، أو مجموعة دول، راغبة لجعله أمرا مُمكناً، أوبحضور ضامنين ذوي ثقل مثلا الولايات المتحدة والسعوديةوقطر. وفي هذا السياق، يبدو أن أمريكا هي الدولة الأكثرنفوذاً leverage على الإمارات، مقارنة بالسعودية وقطر، دون التقليل من دورهما في أي وساطة. فأمريكا هي صاحبةالمصلحة في تهدئة الضغط على الإمارات نفسها وهيالحليف الإستراتيجي الأكبر. وبالتالي، فالإدارة الأمريكيةحريصة على إيقاف الحملة الضارية ضد الإمارات حتى لايستغلها الكونغرس لانتقاد ومهاجمة الإدارة بسببها. فوساطةالولايات المتحدة هي الأهم لترتيب مفاوضات عبر القنواتالخلفية بين الدولتين كشرط مسبق للموافقة على مشاركةالإمارات لاحقاً كوسيطٍ. بجانب أنّه في هذه المرحلة الراهنة، تحتاج الحكومة إلى دعمٍ سياسي مُقدر وبحجم كافٍ داخلالسودان يمكنه ضمان تنفيذ نتائج القنوات الخلفية للتفاوض، عبر الوساطة الأمريكية. ومن ناحيةٍ أخرى، يثور سؤالاٌ: لماذاتثق الإمارات في مفاوضيِ حكومة السودان بأنهم قادرونعلى تنفيذ نتائج اتفاق خلفي في ظل ما يبدو من الانقساماتالداخلية تجاه قضية الإمارات؟
وكخطوة أولى فإن ابتدار التواصل الثنائي هذا يتطلب تمهيداً إعلامياً مشتركا من الطرفين لوقف التصعيد الإعلاميوالتحشيد السالب.
وها هو قد تم التواصل مع الإمارات على مستوى عالِ، إذالتقى وزير الخارجة السوداني، محي الدين سالم، بنظيرهالإماراتي ووزير الدولة للخارجية، الشيخ شخبوط آل نهيان، بواشنطون، في 26 أكتوبر الجاري. وفي نفس الإطار، منالممكن تحريك المبادرة والوساطة التركية، خاصة بعد كيلالرئيس ترامب الثناء على الرئيس التركي أردوغان، من ناحيةٍ، والعلاقة القوية بين السودان وتركيا، من جِهةٍ أخرى.
ومن الممكن أن يكون لرئيس مجلس السيادة خط تواصل غيرمعلن (وقد سبق الاتصال بينه وبين رئيس دولة الإمارات فييوليو 2024)، يُطمئن من خلاله الإمارات بأن مصالحهمالمشروعة تضمنها مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، وأنتعود العلاقات إلى طبيعتها بالرغم من الأذى الذي أصابالبلاد وأهلها عبر الدعم الذي تقدمه للدعم السريع، مما منشأنه أن يدفعها للإقلاع عن استمراره في التعنت حالما توقفعنها هذا الدعم . فإذا لم تعُد الإمارات ظهيراً مؤّمناً للدعمالسريع فيمكنها أن تمارس ضغطاً على المليشيا، ولذلك ربمايكون وجود الإمارات في “الرباعية” مكسباً وليس مسلبة، بدون التعامل معها ك“وسيط“، بل التواصل معها فيسياق العلاقات الثنائية، وهذا ما حدث في واشنطون.
إن كانت الإمارات تسعى من خلال هذا الدعم إلى تأمينمصالحها المتنوعة، فإن الاستمرار في دعم الميليشيا قديحقق مكاسب قصيرة أو متوسطة المدى، لكنه يحمل علىالمدى البعيد تكاليف أخلاقية وسياسية جسيمة قد لا تستطيعقيادة الدولة تحمّلها. في المقابل، فإن الحوار والعلاقاتالثنائية يفتحان الباب أمام شراكات استراتيجية طويلة الأمد، ويعززان صورة الإمارات كقوة استقرار، لا كقوة تسعىلفرض نفوذٍ لا يفضي إلا إلى سيناريوهات تقسيم البلاد فيأحسن الأحوال، أو إلى تفكيك الدولة
لم يكن هدفي من نشر هذين المقالين سوى إذكاء النقاشوتعميق الحوار بين المعنيين والمهمومين بإنهاء الحرب، منخلال طرح موضوعين يشغلان بالهم ويثيران جدلاً مشروعاً. فالمسألتان المطروحتان ترتبطان بمواقف سياسية متباينةحول قضايا جوهرية، ما يستدعي من القوى السياسيةوالمجتمعية، على اختلاف توجهاتها وتحالفاتها، أن تجلسمعًا للتداول الصريح والحوار المسؤول بشأنهما. إذ لا يمكن، بل يكاد يكون مستحيلًا، أن تنجح هذه القوى في بلورة “رؤيةمشتركة أو توافقية” لوقف الحرب وإنهائها، ما لم تنخرط فيحوار جاد لتقريب وجهات النظر حول قضايا مركزية: 1) الموقف من الجيش وقيادته، 2) وضع ومستقبل قوات الدعمالسريع، 3) موقع الإسلاميين في المرحلة المقبلة، و4) العلاقةمع، ودور المجتمعين الإقليمي والدولي.





