جهات عديدة اجتهدت في دعوتى وصديقي الصحفي الرقم الاستاذ طارق شريف لزيارة جناح السودان في معرض اكسبو بدبي..
كان الاعتذار هو الرد الحاضر لكل من وجه لنا الدعوة لان الهدف وراء الكتابة لم يكن بالطبع الحصول علي تذكرة سفر قيمتها اقل من مية الف جنيه مع اقامة لا اظنها تعجز اي سوداني في امارات الخير حيث البيوت والقلوب المفتوحة.
كما اننا والحمد لله سافرنا اكثر من الطائرات مثل ما كان يداعبني صديقي الراحل الصحفي الكبير كمال حسن بخيت طيب الله ثراه، (دبي) التي نحبها كان لها الحظ الاكبر من هذه الرحلات فقد هبطنا ارض زايد عشرات المرات والحمد لله، كما واننا وبعد خمسة وعشرين عاما في بلاط صاحبة الجلالة اصابتنا (تخمة من الاسفار ) والحمد لله.
لا اعتقد ان الكتابة عن (اكسبو) او اية تظاهرة عالمية يحتاج الي ان تكون موجودا في مكان الحدث خاصة وان مقالاتنا لم تكن مرتبطة بتفاصيل وطقوس وانشطة داخلية ترفعنا كثيرا عن اثارتها في مقالاتنا التي حكت عن فشل مشاركة السودان وما لازمها من ضياع زمن واموال كثيرة تم تبديدها في ما لايفيد… والعائد صفر.
اكبر دليل علي فشل مشاركة السودان في اكسبو عدم تمكن الجهات المنظمة من افتتاح الجناح رسميا طوال الست اشهر الماضية وحتي موعد اطلاق صافرة النهاية الوشيك بعد اسبوع.
كما ان الكتابات التي رشحت من هناك ومستوى الاداء المخجل وحجم الخلافات والحديث النتواتر عن التبديد الذي لازم اموال السودان وعدم وجود عائدات معلنة حتي الان من هذه المشاركة وما رشح عن مخالفات ادارية وضياع لبوصلة الاشراف والادارة الي جانب اسباب اخرى كلها عوامل تجعلك موقنا من حديثك عن فشل مشاركة السودان في اكسبو..للاسف.. كل ذلك بخلاف شهادة اعلاميين كثر زاروا المعرض وكتبوا وتحدثوا عن السقوط الكبير.
الاحد الماضى اطمان قلبي اكثر الي اننا كنا علي حق في انتقادنا للاوضاع هناك واراحني تطابق ما خطه الباشمهندس الزميل الكاتب عثمان ميرغني مع ما كتبناه من مقالات عديدة تحكي عن فشل جناح السودان المكسور في اكسبو.
وللحق فانني كنت حريصا علي قراءة انطباعات وملاحظات الباشمهندس عثمان ميرغني عن جناح السودان لثقتي في ما يكتب الرجل ومعرفتي بانه لن يجامل في حال راي الخلل الكبير والحال المايل، واتمني ان اقرأ لبقية الزملاء الاعلاميين الذين وصلوا الي هناك رايهم بصدق حتي تتكامل الرؤي ونصل الي حكم قاطع يحملنا علي تصحيح المسار مستقبلا وسد كافة الثغرات التي تنفذ منها الاخطاء بلا تحيز او عصبية او انتصار للذات..
في مقاله المقروء (حديث المدينة) بتاريخ الأحد الماضي 19 مارس 2022 كتب الباشمهندس عثمان ميرغني مقالا يكفيك منه العنوان. (جناح “أعذار” السودان بمعرض “اكسبو).. العنوان وحده ينبئك عن ما حدث هناك من فشل تسير به الركبان.
كتب عثمان ( زرت نهار أمس معرض “اكسبو 2020″ بأمارة دبي الجميلة، كل العالم حضور وكأنه قرية صغيرة من صلب رجل واحد، الغالبية العظمى من الدول لا تعرض صور ماضيها وحاضرها بل تركز على مستقبلها.. أما السودان في هذه اللوحة العالمية الفريدة فشيء رابع غير الماضي والحاضر والمستقبل.. شيء أشبه بـ”الغياب عند الحضور”.
إستمعنا من الأستاذة الفاضلة “نبوية محجوب” مفوضة جناح السودان بـ”اكسبو”، وهي المسؤولة المختصة بحكم وظيفتها الرفيعة في وزارة التجارة بالسودان.. ولا أريد أن أحملها وزر ماحدث ولا يزال يحدث لكن مجمل ما قالته كأني بجناح السودان تحول من معرض صور ومنتجات السودان إلى “أعذار السودان”.. فالمرافعة الاعتذارية التي تفضلت بها نبوية هي في الحقيقة “حال البلد” .. بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.)
يتابع الباشمهندس: (حقيقة الذي يزور جناح السودان –خاصة الأجانب- لن يفهم مطلقاً ماذا يريد السودان أن يقول للعالم، ليست هناك رؤية ولا فكرة معروضات لبعض الأجهزة كمثال لاختراعات سودانية و صور أخرى عن جبل مرة ربما هي الحسنة الوحيدة للجمال الآخاذ الذي لا يمل الناظر اليه ، وقد أبدع من التقط صوره، بينما أخرى للثروة الحيوانية السودانية وقد ظهرت فيها ماشية هدها طول الترحال كأنما تشكو للعالم بهزالها إهمالنا لها و “كفرنا” بالنعم المهداة لنا).
الباشمهندس عثمان ميرغني ختم مقاله بتساؤل موجع وخطير يلخص واقع الحال الاسيف الذي يعايشه جناح السودان في اكسبو.. سؤال عثمان جاء حارقا ومعبرا ومؤكدا صدق كافة الاقلام الوطنية التي نبهت الي فشل مشاركة السودان في معرض اكسبو ، كتب عثمان في الخاتمة (لا أعرف لماذا تتكلف الدولة كل هذا المال لنعرض للعالم جناح “اعتذارات” السودان.).
سنظل نذكر السادة المسؤولين قبل ان يتم ( رفع الفراش) وينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن بحملات العلاقات العامة التي تسعي لتغبيش الوعي وطمس الحقائق بالاسئلة الحائرة التي مازالت تنتظر الاجابة كما نتمني ان نقرأ من كتابات زملائنا الاعلاميين الموجودين في اكسبو ما يشفي غليل الاسئلة الحائرة والمتناسلة ونذكر بها مرة اخري…
1- لماذا لم يتم الافتتاح الرسمي ل(جناح اكسبو) حتي الان وقد اوشك الزمن علي الانتهاء..؟!
2- لمصلحة من تعمل شركة ( وديان ) التي تعاقدت معها المنتدبة من وزارة التجارة ( نبوية محمد محجوب)، لتشغيل المعرض، ومن يقف وراءها وهل نالت هذه الحظوة عبر عطاء شفاف وقانوني؟!.. وهل لديها سابق خبرة في التعامل مع مثل هذه الانشطة.؟!.
3- هل صحيح أن الشركة شغلت متطوعين بمبلغ اثنين مليون درهم متجاوزة لتفويضها الذي ينحصر فقط في تقديم الاستشارات الفنية، وباية معايير يتم تشغيل المتطوعين وتحدد اجورهم التي التهمت مبالغ طائلة جاءت خصما علي مشاركة السودان بالشكل المرضي.
4- هل صحيح مندوبة السودان وقعت مع شركة وديان علي نص يتحدث علي ( التزام الطرفان بالحفاظ علي سرية المعلومات الواردة دون افشائها للغير ودون الحصول علي موافقة خطية من الطرف الاخر)؟
5- ترى ما هو دافع الطرفين لتوقيع علي هذا الشرط في شان يتصل بمشاركة وطنية في معرض دولي ينبغي أن تكون قائمة علي الوضوح والشفافية وماذا اراد أن يخبئ الطرفان ؟!..
6- من هما رشا سلمان وشقيقتها (هبة) اللتان تهيمنان علي المعرض وتسيطران علي مقاليد الامور.. وما علاقتهما بالعمل .. وبتنظيم المعارض. ومن يقف وراءهما ؟!
7 – ما حقيقة الشقق التي تم استئجارها لمصلحة جناح السودان ولمن تتبع ومن الوسيط ، ولماذا استؤجرت علما بان (ادارة اكسبو) وفرت وفرت سكنا لكافة المشاركين المعتمدين وبالقرب من المعرض؟!
8- ماهو طبيعة الخلاف بين مندوبة وزارة التجارة وبين الاستاذة شادية جنيدابي المبتعثة من وزارة الاعلام والتي عادت علي اثره للخرطوم؟!
9 – كيف تم التعامل مع الملف الاعلامي، وما مصير الجهات التي رست عليها العطاءات هل مازالت تعمل ام انزوت بفعل ممارسات مشبوهة قفز بها البعض الي الواجهة ولمصلحة اخرين؟!..
9- ما هو حجم الانفاق علي الاعلام وهل نال احد الاجانب لوحده مليون دولار نظير خدمة كان بالامكان ان تقدم بافضل مما كان وبواسطة خبرات يمكن ان تصرف اقل من هذا المبلغ؟!
10- هل صحيح أن المال العام هان علينا للحد الذي ندفع فيه مبلغ (9) ملايين درهم فقط للتصميم الداخلي..
11- لماذا تصر مندوبة وزارة التجارة عبر الكثير من الخطوات علي ان تظل المشاركة في (اكسبو ) محاطة بغموض وسرية تامتين ولمصلحة من يتم كل هذا التعتيم؟!..
12- هل بامكان مندوبة وزارة التجارة تقديم فواتير بالمبلغ الذي تم صرفه علي تصميم المعرض حتي الان؟!
13- هل صحيح انه وفي ظل كل اللغط الدائر ان نبوية محمد محجوب مفوض السودان في (جناح اكسبو) رفضت تنفيذ قرار وزارة التجارة الخاص باستدعائها الي الخرطوم لمراجعة حصاد التجاوزات وللرد علي الاسئلة التي تثور هنا وهناك.. وما هو رد وزارة التجارة علي مثل التمرد؟!
اخيرا: شكرا عثمان ميرغني علي الشهادة المحترمة..