قبل يومين كتبت على هذا العمود مرحباً بعودة الأستاذ أحمد عثمان حمزة كوالي مكلف لولاية الخرطوم، وقلنا إن من أهم المشكلات المزمنة التي يتعين عليه معالجتها مشكلة النظافة بالولاية، حيث تكدست الولاية بأطنان من النفايات التي تتراكم كل يوم ولا تنقص أبداً بسبب عجز آلية النظافة. واقترحنا جهداً شعبياً مسانداً للجهد الحكومي يتمثل في مشروع أو مبادرة (الجوار السعيد). فما هي هذه المبادرة؟ وكيف تعمل؟
الجوار السعيد مبادرة اجتماعية/ اقتصادية أطلقتها شركة المثال للتمويل الأصغر بعد دراسة استمرت أربعة سنوات. تقوم المبادرة على رفع الوعي بنظافة البيئة لدى المواطنين، وتنويرهم بأن نفاياتهم يمكن أن تشكل مصدر دخل لهم إذا تمت معالجتها بصورة معينة. وفي هذا الإطار تعمل المبادرة على ترسيخ تقاليد وفنيات فرز النفايات، وحفظها داخل البيوت، وتسليمها بمواقيت محددة لجامعي النفايات. كما تتضمن المبادرة توفير آليات النقل للنفايات، والتصنيع وإعادة التدوير بأشكال مختلفة لهذه النفايات.
وانطلاقاً من هذا النشاط المركزي، وهو جمع وفرز وتدوير النفايات، تعمل المبادرة على تقديم خدمات اجتماعية للحي الذي تعمل في اطاره، منها إنشاء سجل للتعليم، وآخر للصحة، وسجل للزكاة، ومركز للتدريب، ومركز للاستشارات القانونية والأسرية، وغيرها من الخدمات.
بنيت المبادرة على أساس دراسة جدوى اقتصادية سليمة، غير أن الصعوبة فيها اشتراط مشاركة ألف أسرة في المبادرة حتى تكون كل عناصر المبادرة مجدية واقتصادية. ولهذا لا بد أن يبادر الوالي وحكومة الولاية بتقديم دعم خاص لأي حي يشرع بصورة جادة في تنفيذ المبادرة بعدد معقول من الأسر.
يتمثل دعم الولاية في إلزام وزارة المالية والاستثمار بالولاية بتوفير 4 آليات (تكتك) لنقل النفايات، مع التكفل بقيمة 4 مصانع أو معامل صغيرة لتدوير النفايات في كل حي، أحد هذه المعامل لإنتاج الأسمدة العضوية من بقايا النباتات والمأكولات، وثانيها لإنتاج الأعلاف من متبقيات المأكولات الأسرية النظيفة، وثالثها لإنتاج شرائح وقطع البلاستيك من القناني البلاستيكية التي ترمى بعد الاستخدام، ورابعها لإنتاج أطباق البيض من بقايا الأوراق والكرتون التي تجمع من البيوت. بالمناسبة تكلفة المصنع الصغير أو أي من المعامل أعلاه لا تتجاوز 1000 إلى 1500 دولار.
يتوقع أن يؤدي هذا الدعم لتشجيع عدد كبير من الأحياء لتكوين جمعياتهم التعاونية، وتبني مشروع الجوار السعيد من خلالها، وبانتشار الفكرة، وتبني عدد كبير من الأحياء للمبادرة، سوف تختفي مظاهر النفايات والأكياس المتطايرة والزجاجات البلاستيكية المهملة في الطرقات، ونصل بإذن الله ل (زيرو كوش)، هذا فضلاً عن تحقيق الأسرة لدخل إضافي من خلال مصانع تدوير النفايات التي سيتم تشغيلها لصالح الأسر. وسوف يكون الشعار (نظف حيك وأربح). والله الموفق.
من الذي يضمن لهذه الشركة حقوقها؟ ومن الذي يحاسبها على التقصير؟ في ظل حالة اللاحكومة التي نعيشها
كل الحلول المطروحة تحتاج لوجود حكومة محلية مؤهلة ولها الار ادة السياسية للتنفيذ