ما حكاية الطبيب المصري الذي آثر الإنضمام الي الجهود الطبية بالسودان رغم الحرب علي العودة لبلاده
الخرطوم : الرواية الاولى
• أوردته : الإمارات اليوم
قرر طبيب مصري قضاء عيد الأضحى المبارك وسط متضرري الحرب في السودان، وفي ظل مخاطر وصفها بأنها تصل إلى 100%، رغم إمكانات عودته إلى القاهرة، معتبراً قراره الأنسب مهنياً وإنسانياً في ظل الظروف التي يتعرض لها أبناء الشعب السوداني حالياً بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكان الطبيب المصري، أخصائي المسالك البولية، ومسؤول ملف السياحة العلاجية في وزارة الصحة المصرية سابقاً، عبد العاطي المناعي، في مؤتمر طبي في السودان تزامن مع سعيه لإقامة مراكز طبية هناك، وأراد العودة إلى مصر بعد أن أنهى رحلته حين اندلعت الحرب الجارية في الخرطوم، فاتخذ قراراً إنسانياً بعدم العودة، والانضمام إلى الجهود الطبية الموجودة لعلاج ضحايا الحرب.
وقال المناعي في تصريحات لوسائل إعلامية مصرية إن «عيديته هي قضاء إجازة العيد في معسكرات النازحين، وشعوره لا يوصف عند قضاء حوائج المرضى المرتاحين والمغتبطين لوجود طبيب يحتاجونه». وأنه «لم يكن لديه خيار سوى اتخاذ الموقف الصحيح وهو البقاء في السودان في هذه الظروف».
وقال المناعي للقاهرة الإخبارية «كيف أترك مرضى في بلد انعدمت فيه الخدمات الطبية لأدنى حد، والناس في حاجة لأي طبيب من أي تخصص، والمستشفيات متوقفة بنسبة 80%، والوضع في حاجة إلى كل من يعمل في المجال الصحي ولو في غير تخصصه، وأن أكثر ما يزعجه الآن هو اقتراب الأدوية التي تم توفيرها من النفاد، وعدم استطاعة توفير بدائل، ووجود 5% فقط من الصيدليات في الخرطوم داخل الطاقة التشغيلية».
وكشف المناعي عن وفاة والدته في مصر في هذه الأثناء وقال إنه كان يتمنى أن يراها قبل رحيلها، وحزنه عليها بلا حدود، ولا يملك الآن إلا الدعاء لها بالرحمة.
وأوضح المناعي أنه كان أنهى إنشاء عيادات طبية قبل اندلاع القتال، لكنه وضعها الآن جميعها بإمكاناتها ومعداتها وأدواتها رهن خدمات الطوارئ العاجلة المجانية بالطبع، كما أنه خصص خطين تليفونيين متحركين ليتيح للمرضى الاتصال به في أي مكان، والوصول إليه رغم الاشتباكات المتواصلة والمتحركة من منطقة إلى أخرى.
وروى المناعي لوسائل الإعلام أن أبرز القصص المأساوية التي واجهها، تعرض رجل ستيني لغيبوبة سكر كان من الممكن علاجها بسهولة، لكن أسرته لم تستطع الوصول بالمريض إليه، ولا إلى أي مركز إسعاف آخر بسبب الاشتباكات، لينتهي الأمر بفقد الرجل حياته، لافتاً إلى أنه تمكن من علاج 40 شخصاً منذ اندلاع الأحداث، وأنه على الرغم أنه أخصائي مسالك بولية، كعمل أساسي، إلا أنه عالج حالات لمرضى السكري والضغط وصعوبات التنفس وبعض الجروح، استناداً إلى خبرته الطبية العامة.