✍️ عمار العركي
- سيُعقد اليوم الإثنين 20 يونيو بالعاصمة الأثيوبية أديس ابابا مؤتمر الصين لسلام القرن الافريقي بمشاركة كل من ” السودان ، اثيوبيا ،الصومال ، جيبوتي ، جنوب السودان،كينيا، يوغندا ” ، حيث يعُد هذا المؤتمر بمثابة تدشين رسمي لحضور الصين السياسى فى منطقة القرن الإفريقى ، بعد إعلان حضورها الإقتصادي الناجح خلال القمة الصينية الإفريقية الأولى في العام 2000م.
ياتي هذا المؤتمر كإستشاف وتلمس صيني لمنطقة القرن الافريقي التى تمر بظروف وأزمات سياسية وأمنية وإقتصادية بالغة التعقيد على مستوى داخل كل دولة ، وبين دول المنطقة فيما بينها،إضافة إلى تصاعد حدة التنافس والتسابق الأمريكي من جهة ،والصيني الروسي من جهة أخرى ، تزامنا مع تطورات ومتغيرات بالمنطقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية،كما أن لفشل السياسة الأمريكية في المنطفة رغم إبتعاثها لثلاثة مبعوثين فى أقل من العام بغرض اطفاء حريق الأزمات وتسوية الأوضاع المأزومة بالمنطقة ، خاصة السودان وأثيوبيا.
من الواضح أن الصين إستفادت من الفراغ السياسى والغياب الأمريكي بالمنطقة ، فإبتدرت خطوات إقامة مؤتمرها الإقليمي لسلام القرن الإفريقي بتعيين مبعوث لاول مرة في يناير الماضي ، ووجهت الدعوة لكل دول المنطقة ، والتي بدورها تحمست وقبلت الدعوة والمشاركة .
كذلك ، نجد أن الصين واءمت بين مبدأها الإستراتيجي الصارم بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وبين تأمين وحماية مصالحها فى منطقة القرن الإفريقي ، من خلال جمع دول المنطقة فى منبر واحد، من أجل معالجة الأزمات الداخلية فى كل دولة ، والأزمات الخارجية بين دول الإقليم.
تلوح للصين فرصة تاريخية لترسيخ نفوذها السياسي،بعد تجاوزها خطر تدمير مصالحها في القرن الأفريقي بسبب الحروب المتكررة، فتتقدم خطوة أخرى بمبادرة عقد قمة لدول القرن الأفريقي للسلام والتنمية، بعد أن عيّنت مبعوثا خاصا للمنطقة لخص المبادرة الصينية في التالي:
اعتبار القمة منصة رئيسية لتنسيق الإجراءات بشأن معالجة الخلافات وحل النزاعات الداخلية من خلال التشاور.
تسريع إنعاش المنطقة للتغلب على تحديات التنمية. وتقترح المبادرة لذلك 3 أجنحة: خط سكك حديد مومباسا- نيروبي في كينيا، وخط سكك حديد أديس أبابا-ـ جيبوتي، إلى جانب تسريع التنمية على طول ساحل البحر الأحمر وشرق أفريقيا من أجل تعزيز التنمية.
استكشاف طرق فعالة للتغلب على تحديات الحوكمة باتباع مسارات تنموية تناسب ظروف البلدان.
دعم دول المنطقة في التعامل الصحيح مع النزاعات الإقليمية والعرقية والدينية بالطرق الأفريقية، وبناء بنية موحدة ومستقرة ومتناغمة
أعتقد بأن إقامة المؤتمر فى اثيوبيا سلاح ذو حدين ، فى ظل تأثير صقور الأمهرا المسيطرين على وزارة الخارجية الأثيوبىية وقاموا بتطويعها لخدمة مصالح قوميتهم ، سيما وأنهم المتسببين الرئيسيين فى الأزمات مع السودان.ووجبهة التقراي ،
اما فى حال تمكن آبي احمد من فرض رويته الجديدة.على المؤتمر ،و الرامية للحوار المحلي الشامل ، والتفاوض مع السُودان ، والحد من النفوذ الامهراوي الإرتري
السُودان بدوره ظل يعانى من أزمة سياسية حادة فشلت معها كل المحاولات ، فلربما يكون الإختراق وبداية الحل بيد مؤتمر الصين ، فالسودان وبحكم موقعه الإستراتيجي وأهميته القصوى لأي مساعى ومشاريع تهدف لإستقرار وأمن منطقة القرن الإفريقى ، بإمكانه الإستفادة من سانحة المؤتمر فى تحقيق العديد من المصالح والأهداف الداخلية والإقليمية.