ياسر محمد محمود البشر
الإنتشار العشوائى لملشيا الدعم السريع بين أحياء العاصمة السودانية ومؤسساتها يعنى أنها قد شُرِدت من مقراتها البالغ عددها تسعون موقعا بالعاصمة وأصبحوا مجرد تائهين فى طرقات مدن الخرطوم الثلاثة متناثرين من دون أن يكون بينهم تواصل أو إتصال أو هناك قيادة تتحكم فى سيرهم وتحركاتهم مما يدل على أن هذه التحركات ما هى إلا وسيلة من وسائل حفظ حياتهم من الموت والهلاك وهم يختبئون من القوات المسلحة بين الأزقة وتحت البنايات ما هو إلا إعتراف صريح وواضح بهزيمة قوات المليشيا الذين أصبحوا ينتهكون حرمات البيوت دون موافقة أهلها يدخلون من أجل قضاء حاجتهم ومن الحصول على لقمة تسد رمق بطونهم الجائعة وبذلك يمثلون أدنى درجات الانحطاط وعدم النخوة والرجولة وسقطوا فى حرب الشرف والأخلاق بعد هزيمتهم من القوات المسلحة التى باتت تحاصرهم كما يحاصر الأسد قطيع من الحمير.
مع الوضع فى الإعتبار أن مليشيا الدعم السريع فقدت مصادر الإمداد ونفد الوقود الذى يمكنهم من الحركة وأصبحت عرباتهم فى عداد الهالكة وتحت سيطرة القوات المسلحة التى مارست اقصى وأقسى درجات ضبط النفس وهى تقدم أرتالا من الشهداء والجرحى من أجل القبض على هؤلاء التائهين بأقل الخسائر وسط المدنين من المواطنين ومراعاة للقانون الدولى الإنسانى ولا سيما بعد أن أقر مجلس الأمن الدولى أن ما يجرى بالسودان هو شأن داخلى لا يهدد الأمن والسلم الدوليين بالإضافة الى إعتراف فولكر بأن مليشيا الدعم السريع تستخدم المرتزقة من بعض دول الجوار مما يعطى الضؤ الأخضر للقوات المسلحة الشرعية فى مواصلة إنتصاراتها على مليشا الدعم السريع بكل الوسائل المشروعة.
الخيار الوحيد أمام ما تبقى من مليشيا الدعم السريع هو تسليم أنفسهم للقوات المسلحة السودانية ضمانا لسلامة أرواحهم حتى يعودوا الى أهلهم سالمين لأن الحرب فى الخرطوم شارفت على نهاياتها وإتضحت معالم إنتصار القوات المسلحة وإستبانت مرحلة إستصطفاف الشعب السودانى خلف قواته المسلحة وليس من العيب أن تسلموا انفسكم لكن من العيب أن تموتوا فى معركة من دون عقيدة قتالية فتسلميكم اليوم يختصر عليكم طريق النجاة والخروج الآمن من الخرطوم لمواصلة العيش الكريم مع اهلكم لأن الخرطوم لا تصلح سكنا لكم فى هذه الظروف ولن تعاملوا معاملة أسرى الحرب بقدر ما أنكم تجدون التقدير والإحترام من الشعب ومن قواته المسلحة وعليكم أن تعلموا أن من ألقى سلاحه فى الأرض فهو آمن ومن خلع ملابس الدعم السريع فهو آمن ومن دخل المساجد وأقسام الشرطة أو سلم نفسه للقوات المسلحة فهو آمن غير مغضوب عليه.
هناك المئات من بل الآلاف من مليشيا الدعم السريع قرروا تسليم أنفسهم للقوات المسلحة ليس خوفا من الموت إنما انهم قد عرفوا أن الحرب الدائرة التى يخوضونها من أجل حماية آل دقلو حتى وقع صراع مفتوح بين قيادات المليشيا من أولاد منصور وبقية بطون الرزيقات وقد تمت عملية تصفية عدد من الراغبين فى تسليم أنفسهم للقوات المسلحة بأيدى رفقائهم بمليشيا الدعم السريع مما جعل مسألة تسليم أنفسهم للقوات المسلحة مسألة وقت وإنتهاز فرصة فقط وكل عاقل من المليشيا لن يفكر إلا فى التسليم والإستسلام أو الموت وهنا لابد من التدخل من حكماء وعقلاء وأهل الرأى من ذوى جنود الدعم السريع الذين ما زالوا على قيد الحياة ولهم تواصل مع ذويهم والنداء أن احقنوا ما تبقى من دماء ابنائكم فهم يموتون فى حرب بلا عنوان ومن دون عقيدة قتالية يموتون وهم مازالوا فى ريعان شبابهم تحدثوا مع ابنائكم بالخرطوم أن لا يلقوا بأيديهم الى التهلكة وحدثونهم عن مقاصد الشريعة فى حفظ الحياة وأعلموهم أنهم لا طاقة لهم بالقوات المسلحة ولا قبل لهم بعدتها وعتادها ورجالها فهى حرب المنتصر فيها القوات المسلحة والإنتصار فيها حتمى ومسألة وقت.
نـــــــــــــص شـــــــوكــة
لم يتبق لمليشيا الدعم السريع معسكر بولاية الخرطوم إلا وتم تدميره وقتل معظم جنوده وفرار ما تبقى منهم هائمين على وجهوهم وها هى القوات المسلحة تحكم قبضتها على العاصمة وتحول جنود المليشيا الى عصافير داخل قفص العاصمة عليهم التسليم أو الإستسلام أو الموت ولا خيار ثالث لهم.
ربــــــــــع شـــــــوكـة
كل من تحدثه نفسه بإنتصار مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة فليراجع وطنيته وليراجع أنستجته الإستذكارية لمسيرة القوات المسلحة.
yassir.mahmoud71@gmail