تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة قمة المناخ المعروفة اختصارا بـ “كوب 27” والتي توصف بـ “كوب أفريقيا”
أبرز الملفات التي ستتطرق إليها القمة قضية الانتقال إلى الطاقة المتجددة بشكل عادل وميسور التكلفة. موضوع التكلفة سوف يكون مهماً بالنسبة للقارة الافريقية في ضوء أن فجوة التمويل المناخي في إفريقيا تبلغ حوالي 108 مليار دولار سنوياً، وفقا لتقديرات بنك التنمية الأفريقي.
حذر أنطونيو غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة من أن قادة وزعماء العالم يفتقدون للرؤى حيال مواجهة تداعيات ظاهرة التغير المناخي والتي وصفها بصراع “حياة أو موت” وقال إن الدول الصناعية الكبرى في حاجة إلى تسريع وفائها بالتزاماتها الجماعية بشكل كامل بما في ذلك التعهد بدفع قرابة مئة مليار دولار سنويا لدعم جهود مكافحة التغير المناخي في البلدان النامية. وأشار إلى أن الدول الصناعية الكبرى قطعت على نفسها هذا التعهد قبل عامين ولا يزال الهدف وراء التعهد بعيد المنال.
وفي أعقاب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت باكستان مؤخرا وأيضا موجات الحر والجفاف غير المسبوقة التي ضربت العديد من دول العالم ومن بينها السودان، فإنه من المقرر أن تدور المفاوضات خلال قمة المناخ في شرم الشيخ المصرية حيال قضايا تتعلق “بالخسائر والأضرار” وهي الفكرة التي طُرحت لأول مرة خلال قمة المناخ عام 2013 في بولندا لتعويض الدول الفقيرة والنامية الأكثر عرضة لمخاطر ظاهرة التغير. ورغم ذلك، فإن التقدم في هذا المسار ما زال بطيئا إذ أن الدول الغنية مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية لا تزال مترددة في الالتزام بسداد المليارات المخصصة التي قد تصل إلى مئات المليارات سنويا بحلول عام 2030 والرامية إلى تعويض الخسائر الناجمة عن الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
ومن المقرر أن تتطرق قمة المناخ إلى قضية تخفيف الديون المستحقة على الدول النامية خاصة في أعقاب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا
وفي هذا الصدد، ذكرت دراسة صدرت عن المعهد الدولي للبيئة والتنمية أن تخفيف أعباء الديون المستحقة على 58 دولة نامية معظمها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، يمكن أن يوفر تمويلا حكوميا يبلغ 105 مليار دولار لدعم جهود محاربة ظاهرة التغير المناخي.
نقترح على وفد السودان المشارك في قمة المناخ أن يطرق على قضية التعويضات، وأن يسعى للاستفادة من التمويل الأخضر المتاح من خلال تعهدات الدول الكبرى، وأن يثير قضية اعفاء الديون كذلك.
وفي إطار المشروعات نرى أن يتم التركيز على قطاع الكهرباء. حيث يملك هذا القطاع ثلاث مشروعات خضراء مدروسة لإنتاج الكهرباء في السودان، الأول متعلق بطاقة الرياح لإنتاج كهرباء تبلغ 375 ميجا وات، والثاني لإنتاج 357 ميجا وات من الطاقة الشمسية، والثالث لإنتاج 143 ميجا وات من المصادر المائية، بتكلفة كلية حوالي مليار دولار. والله الموفق.