الرواية الأولى

نروي لتعرف

حسين خوجلي - يكتب :

كريم الشِّفِت وزيرا في التشكيل الجديد

حسين خوجلي

مع اختيار كل رئيس أمريكي جديد يطلق السودانيون طرفتهم التي تأتي كل أربع سنوات ويضحكون، حكاية الولد كريم الذي طمع في أموال صاحب شركة الاسبيرات وورشة تصليح العربات، وكان يجيد التعامل مع القطاع الحكومي.. الولد كريم عمل مع صاحب الورشة بعد أن شاهد بأم عينيه نعيم الرجل ففكر في نقطة ضعفه الكامنة في معرفة الكبار فقال لصاحب الورشة إن الوالي صديقي وليس بيننا حجاب، هنا سخر منه صاحب الورشة ومضى في سبيله وبعد أقل من أسبوع جاء الوالي بشحمه ولحمه وصافح بشوق ومعرفة الولد كريم، تعجب صاحب الورشة من الحدث الخطير، وأعجب بمهارته في العلاقات السيادية وكبر في عينيه فقلّده وظيفة المدير التنفيذي.
وبعدها بأسبوع قال لصاحب الورشة أنا صديق الرئيس شخصياً
فقال له صاحب الورشة: (أما في هذه فقد بالغت وكثفت كمية السرتية)..!!
وفعلاً بعد أسبوع مرّ السيد الرئيس أمام الورشة وترجّل وسلم على كريم سلاماً حاراً ومعه بعض العبارات الهامسة التي لم يسمعها أحد، جحظت عينا صاحب الورشة وانهار تماماً أمام المشهد، وزادت من مقدار الولد كريم، وبعدها قام صاحب الورشة بتزويجه ابنته الوحيدة خريجة الجامعة الأمريكية ومنحه نسبة مقدرة من أرباح الورشة ومعرض الإسبيرات، وجعله المسئول الأول عن المبيعات والمشتريات وعمليات التطوير.

وبعد أن عاد الولد كريم من رحلة شهر العسل قال لنسيبه وشريكه هل تعلم يا أسطى بأنني صديق شخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
هنا صرخ صاحب الورشة، وقال: أما هذه فهي الطامة الكبرى وثالثة الأثافي.

فرد كريم قائلاً دعنا نجرّب، وفعلاً أكملا الإجراءات وسافرا لبلاد العم سام ووقفا أمام أسوار البيت الأبيض، وقال كريم للحسيب النسيب: أنا سأدخل البيت الأبيض وسوف نطل ونحييك من تلك النافذة أنا وصديقي ترمب.
وما هي إلا دقائق معدودات حتى أطل ترمب الأمريكي وكريم السوداني، وصارا يلوحان للأسطى النسيب بأيديهما المتشابكتين ويصيحان في حبور (هاي هاي) وعندما خرج كريم ليصحب نسيبه وشريكه الى فندق مجاور وجده ملقي أرضاً ومغمى عليه وبعد جهد جهيد أفاق الرجل بالمستشفى القريب للبيت الأبيض فسأله كريم لماذا أغمي عليك هل لأنك شاهدتني مع ترمب؟
فقال صاحب الورشة ليس لهذا السبب ولكن لسبب آخر أكثر خطورة
فسأله بلهفة عن السبب الخطير الذي جعله يفقد وعيه
فقال له صاحب الورشة المسكين المحتار المذهول إن السبب الحقيقي لفقداني لكامل قواي العقلية وإغماءتي أن أثنين من الخواجات (الامريكان) القيافة وقفا بجواري يسألونني..

يا أخي لو تسمح وأشارا صوب النافذة: عندك فكرة بالله الخواجة الواقف مع كريم السوداني دا منو؟

عزيزي دكتور كامل إدريس أردنا بهذه الحكاية أن نحرضك بأن تدس في قلب تشكيلة التكنوقراط (أولاد الناس المهذبين) واحد شفاتي مثل كريم السوداني. وكما يقول أهلنا في الوسط الماهل: (قبيلةً ما فيها سفيه بتنحقر).
اللهم إني قد بلغت فأشهد

اترك رد

error: Content is protected !!