الرواية الأولى

نروي لتعرف

الرواية الأولى / مجدي عبدالعزيز

كامل إدريس.. صوت السودان الذي دوّي في الأمم المتحدة

مجدي عبدالعزيز

▪️بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ،، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، دوي صوت السودان عاليًا كما ينبغي له ويستحق ، عبر رئيس وزرائه المدني د. كامل الطيب إدريس، صوتًا مهيباً وقويًا ،، عبر عن أمة ما زالت تنزف دمًا و تفيض كرامة، وترفض أن تموت أو تُمحى من ذاكرة العالم.
لقد كان هذا الظهور حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس، ليس لأنه مجرد خطاب روتيني في هذا المحفل الأممي، وإنما لأنه أول خطاب باسم حكومة مدنية مستقلة في لحظة استثنائية من تاريخ السودان، وسط حالة حرب طاحنة وانتقال عسير، ووسط صمت دولي طال أمده.

▪️ ذات يوم اتيحت لي شخصيا فرصة نادرة للتدريب داخل اروقة مقر الامم المتحدة – وحيا الله الأيقونة الدبلوماسية السفير عبدالمحمود عبدالحليم الذي كان سبباً ومرشداً ،، وكذلك امتدّت الفرصة لحضور إحدى دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ،، ما زلت أستحضر الأجواء المهيبة لتلك القاعة الكبرى، حيث تتلاقى أصوات العالم كل سبتمبر في مشهد فريد. إنها لحظة تختلط فيها المشاعر بين الفخر بالانتماء إلى هذا المحفل الأممي، وبين إدراك ثِقل ما يُقال من على منبره. لذلك، حين تابعت خطاب رئيس الوزراء د. كامل إدريس عبر شاشات التلفاز هذا العام، عادت إليّ تلك المشاعر بقوة. شعرت وكأنني أعيش من جديد رهبة القاعة وأصداء التصفيق، لكن هذه المرة كان الصوت صوت بلادي، وكان الحضور باسم السودان الذي يقاوم ويأمل. إنها لحظة جعلتني أذرف دمعة فرح وحزن في آن، دمعة فرح لعلو الصوت السوداني، ودمعة حزن على ما يمر به وطننا من غدر الغيلة وخيانة بنيّ الجلدة .

▪️إن وقوف د. كامل إدريس أمام المجتمع الدولي ليس تفصيلًا عابرًا، بل هو تأكيد على أن السودان ماضٍ في خيار الحكم المدني الذي وعد به رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وأن صوت السودان الحقيقي هو صوت شعبه وحكومته المدنية التي جاءت لتبني لا لتهدم، ولتوحد لا لتفرق، ولتُعلي قيم الكرامة والسيادة الوطنية. هذا الظهور يحمل دلالات عميقة:

٠أن السودان يرفض الوصاية والتدخلات الأجنبية.
•أن حكومة الأمل المدنية ليست مجرد حكومة تكنوقراط، بل تجسيد لوفاء بالعهد، ولحظة فارقة في معركة الوجود.
•أن المجتمع الدولي لم يعد بمقدوره أن يتغافل عن قضية السودان، بعد أن وُضعت أمامه بلغة واضحة وحقائق دامغة.

▪️في خطابه، مزج رئيس الوزراء بين العمق الإنساني والوضوح السياسي، فخاطب الضمير العالمي بالصور الموجعة لقرى محروقة ومدن صامتة وطفولة مسلوبة، ثم عاد ليرسم صورة الأمل المتجدد في وحدة السودانيين وقوة سلمهم. لم يكتف بالإدانة، بل طرح رؤية واضحة للحل: وقف تدفق السلاح والمرتزقة، تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن فك الحصار عن الفاشر، وتهيئة الأجواء للعودة الطوعية والانتخابات الحرة.

▪️لقد تناول الخطاب أيضًا قضايا العدالة الدولية، ورفض العقوبات الأحادية، وإدانة خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا، ثم ربط بين معركة السودان ومعاناة شعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الذي أكد أنه لن ينعم أحد بالسلام دون أن ينال حقوقه المشروعة.

▪️بلا شك، فإن وقع خطاب د. كامل إدريس على العالم كان قويًا ومؤثرًا، لكنه بالنسبة لنا نحن السودانيين كان أكثر من مجرد رسالة للخارج؛ كان تعبيرًا صادقًا عن نبض الداخل، عن عزيمة شعب يقاتل على جبهات الأرض والكرامة والسيادة.

▪️إن حكومة الأمل برئاسة د. كامل إدريس لم تأتِ لترف سياسي ولا لمرحلة عابرة، بل جاءت لقيادة السودان نحو الخلاص، لترميم الجراح، وبناء الدولة على أسس جديدة من الشفافية والعدالة وسيادة القانون. وهي تستحق منا اليوم أن نصطف خلفها، وأن نحشد كل سند شعبي وجماهيري لدعمها، لأن معركة الكرامة لن تُحسم إلا بسواعدنا موحدة وبصوتنا واحدًا.

▪️لقد كان خطاب السودان في نيويورك صرخة في وجه الغفلة العالمية، وتنبيهًا للغافلين أن في السودان شعبًا حيًا يرفض الاستسلام. وكما قال رئيس الوزراء: لن نقبل أي إملاءات تمس سيادتنا أو تنال من ملكيتنا الوطنية لقرارنا.

▪️إنها لحظة فارقة، تستدعي منا أن نطور موقف لحمة الكرامة الوطنية التاريخية التي صنعها السودانيون وواجهوا بها استهداف وجودهم جيشاً وشعباً تحت القيادة الملهمة ( واقعاً وفعلاً ) للفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان – التي قادت الي الانتصارات وهزيمة اكبر هجمة استعمارية علي بلد في هذا القرن ،،
وان نرفع الصوت عاليًا: كلنا خلف حكومة الأمل المدنية ، برئاسة د. كامل إدريس، حتى يعود السودان حرًا معافى، وحتى نعيد كتابة تاريخنا بأيدينا لا بأقلام الآخرين ..
والي الملتقي ،،،

اترك رد

error: Content is protected !!