الرواية الأولى

نروي لتعرف

تقارير

كامل إدريس : السلام أولوية الأولويات.. الخرطوم ستعود رمزاً للسيادة والاقتصاد ينطلق نحو النهضة الكبرى

______________

رصده وحرره : مجدي عبدالعزيز

أكد رئيس الوزراء الانتقالي د. كامل إدريس أن تحقيق السلام المستدام الذي يقوم على كرامة الإنسان، وبما يرتضيه الشعب السوداني، يمثل أولوية الأولويات لحكومة الأمل، مشدداً على أن أي تسوية مفروضة على السودان مرفوضة جملةً وتفصيلاً.

وقال إدريس، في حوار مشترك مع وكالة السودان للأنباء (سونا) والتلفزيون والإذاعة السودانيتين، إن القضايا الخدمية تأتي مباشرة بعد ملف السلام، وعلى رأسها الكهرباء والماء والصحة والتعليم، فضلاً عن أمن ومعيشة المواطن، موضحاً أن شعار الحكومة هو: “المواطن أولاً”.

الخرطوم.. عودة السيادة والرمزية الوطنية

أوضح رئيس الوزراء أن عودة العاصمة القومية الخرطوم إلى سابق عهدها، بل وأفضل مما كانت عليه، تُعد من أولويات الحكومة، لكونها رمز سيادة الدولة السودانية. وأكد أن كل أجهزة الدولة، بما فيها القوات المسلحة وكافة مؤسسات الخدمة المدنية، تعمل بانسجام من أجل تهيئة الظروف لعودة المواطنين والحكومة معاً إلى الخرطوم، متوقعاً اكتمال ذلك مع نهاية أكتوبر أو مطلع نوفمبر المقبل.

وأشار إلى أن أجهزة الدولة تتحرك بجدية لإعادة عجلة الحياة إلى العاصمة، بما يجعلها منطلقاً لمشروع النهوض الوطني.

التناغم بين مجلسي السيادة والوزراء

وشدد إدريس على أن مجلس الوزراء يعمل في تناغم كامل مع مجلس السيادة، ليس فقط لإعادة بناء الخرطوم، وإنما لإعادة إعمار الدولة السودانية برمتها، مبيناً أن الحكومة لا تواجه أي خلافات في آليات تنفيذ برامج الإعمار وإعادة الدولة إلى مسارها الطبيعي.

وأضاف أن السودان، بمكوناته الكامنة، يمثل دولة عظمى تمتلك أطول الأنهار وأثمن المعادن وأكبر الثروات الحيوانية وأكثر الأراضي خصوبة، فضلاً عن إرث حضاري ضارب في القدم وشعب كريم، مؤكداً أن هذه المقومات إذا أُحسن استغلالها فإن السودان سيصبح “الدولة المرتقبة عالمياً”.

إجراءات اقتصادية لاستقرار العملة وإنعاش السوق

تطرق رئيس الوزراء إلى الجانب الاقتصادي، مؤكداً أن الحزمة التي أقرتها حكومة الأمل ستسهم بفعالية في إنعاش الاقتصاد وتعزيز استقرار العملة الوطنية.

وأوضح أن لجنة الطوارئ الاقتصادية اتخذت قرارات مهمة، أبرزها:

▪️تنظيم عمليات الصادر والوارد،
▪️إنشاء محفظة موحدة للذهب للسيطرة على السوق،
▪️مكافحة التهريب الذي كان يحرم الخزينة العامة من إيرادات ضخمة.

ودعا إدريس جميع الجهات الرسمية والشعبية والمواطنين للتعاون في إنفاذ هذه السياسات، مشدداً على أن التكاتف المجتمعي هو حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار الاقتصادي المنشود.

حصار الفاشر.. جريمة في حق الإنسانية

وفي جانب إنساني لافت، وصف رئيس الوزراء صمت المجتمع الدولي إزاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر بـ”الجريمة الكبرى”، مؤكداً أن التاريخ لن يرحم هذا الموقف السلبي.

وأشار إلى أن الحكومة السودانية تتحرك للضغط على المجتمع الدولي لإنهاء الحصار، وكشف عن اتصالات مباشرة مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية في كولومبيا لوقف مشاركة المرتزقة الكولومبيين في القتال إلى جانب الميليشيات المعتدية.

وأكد إدريس أن حكومته انتهجت مخاطبة الشعوب مباشرة لكسر جدار الصمت الدولي، قائلاً إن الخطاب المباشر للشعوب والأمم يمكن أن يكون أكثر فاعلية من القنوات الدبلوماسية التقليدية.

نحو سلام شامل ونهضة كبرى

ختم رئيس الوزراء حديثه بالتأكيد على أن السودان يقف اليوم في موقف قوي، وأن البلاد تقترب من وضع اللمسات الأخيرة لتحقيق السلام الشامل، بشرط التوافق الوطني حول رؤية تحفظ كرامة الأمة.

وقال إدريس: “نحن الآن نقترب من نهاية القتال، ونريد أن نحقق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة، للانطلاق نحو النهضة الكبرى”.

اترك رد

error: Content is protected !!