اسامه عبد الماجد
¤ (اندحر) حميدتي بمشروعيه الفاشلين السياسي والعسكري.. مصدقاً سهولة انتقاله من منصب النائب.. ليصبح الرجل الاول بالبلاد خلفا لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.. ناسيا ان البرهان يعتمر طاقية الجيش.. ظن ان الامر لن يستغرق سوى ساعات معدودات.. وابتلع الطعم معتقداً – بكل سذاجة – ان (الجيش جيش البرهان ما السودان).. ولذلك في اول تصريح له بدأ مطمئناً للغاية.. وبشر السودانيين بسيطرته على كل المرافق الاستراتيجية مع وعد بتسليمها لهم.. وتقديم البرهان الى محاكمة.. ولم يدر انه قاتل (جيش ما بتداوس).
¤ حشد آلاف بمقر اقامته.. واحتلال القيادة والانقضاض على البرهان بهدف وقف نبض الجيش.. وبعدها يصله الامداد من المدينة الرياضية والاسناد من مقر رئاسة قواته ،القريب جداً من اسوار القيادة.. وقبلها كان مأمول اسناد خارجي عبر مطار مروي.. ثم تلاوة البيان ومباركة من (قحت).. وتكون قوات حميدتي، نواة الجيش الجديد كما اعلن ياسر عرمان.
¤ لكن قحت هي من بدأت الحرب قبل سنوات.. اطلقت الرصاصة الاولى في ابريل 2019 صوب صدر خصومها تحت غطاء محاربة الاسلاميين.. (اي كوز ندوسو دوس).. ثم نشرت قوات في الشوارع – فيهم شباب صادقين لكن غرر بهم – مارست الترهيب والتتريس والفوضى.. كان الموت البطئ مصير الكثيرين، ممن فشلوا في الوصول للمستشفيات.. من نساء حوامل واصحاب امراض مزمنة.. وتعطل معاش الناس.
¤ ثم شنت قحت حرباً نفسية شرسة تجاة القوات النظامية بهدف تدميرها.. (معليش ماعندنا جيش).. (الجيش جيش الكيزان).. اما الشرطة ، (وصموها) بالخائبة عبر الشعار التافة والمنحط (كنداكة جات بوليس جرى).. بينما الحرب الاعنف كانت في مواجهة جهاز المخابرات.. كسروا عظمه بحل هيئة العمليات في يناير 2020 والتي كانت تحارب تهريب الذهب والوقود وغيرها من الجرائم خاصة المدمرة للاقتصاد والمجتمع.. ووصفوا منسوبيها الشرفاء بالمتمردين.. وسلموا مقارها وعتادها (صرة في خيط) لحميدتي.. ولك ان تعلم ان المخطط قديم.
¤ ثم شكلت قحت قوة جديدة باطشة استخدمت اسلحة اكثر فتكًا وتخريبا للخدمة المدنية.. وهي مليشيا (ازالة التمكين).. زجت بالابرياء في السجون وشردت الآلاف من العاملين بالدولة.. ودخلت المنازل وفتحت خزائن التجار ورجال الاعمال.. مارست عمليات ابتزاز رخيصة لا تشبة اخلاق اهل السودان.
¤ تمددت مليشيا (ازالة التمكين).. واسست شرطة ومعتقلات خاصة بها واحتلت دور النيابة وجندت وكلاء نيابة رخيصين لصالحها.. تلصصت على الحسابات البنكية.. والمعاملات المالية وعمليات الاستيراد لرجال الاعمال والتجار.. فساهمت في تدمير البنوك بسحب الآف المودعين لاموالهم وتحويلها للخارج.. واحجام الكثيرين عن التعامل المباشر مع المصارف.. واطلقت الخونة في كل مكان ،مدوها بالمعلومات.. ودونكم تجار الذهب الذين تمت مساومتهم.. بعد ان اشهرت في وجههم سلاح الترهيب.
¤ شرعت قحت المجردة من ثياب المدنية في اشعال حرب الشوارع تحت غطاء التظاهرات.. بغرض الهاء القوات النظامية والامنية ربما عن تحركات حميدتي.. لكن المؤكد عمدت لانهاك تلك القوات.. ثم تعطيل عمل دواوين الدولة.. وكانوا يكذبون بهتاف (سلمية سلمية).. دمروا الشوارع وحطموا اعمدة الانارة والارصفة وحصبوا مؤسسات الدولة بالحجارة وارتكبوا ابشع عملية تلوث بصري في السودان.. وعطلوا حياة الناس.. وغرسوا روح التمرد والتفلت وسط الشباب.
¤ اما كبيرهم الذي علمهم التدمير والخراب ، (دقلو الآخر) عبد الله حمدوك.. فتح ابواب البلاد للغزاة الجدد بقيادة فولكر.. كان له سهم مقدر في الحرب.. اعاد بذلك ذكرى الاحتلال الذين قاتلته الثورة المهدية (وياحليل) آل المهدي.
¤ ثم قادت قحت حرباً مسمومة كانت الاخطر والاشرس بنشرها قوات الفسوق والفجور والعهر.. تشكلت عقب تعديل القوانين وتشويهها بقيادة وزير العدل.. وللمفارقه اسمه (نصر الدين).. المحور الثاني في هذة الحرب كان قائده القراي.. بئس الرجل.. الذي شن غارات على عقول الطلاب لتغيير المفاهيم حول مقاصد الدين والشريعة.
¤ كانت اثار حروب القحاتة مدمرة.. احدثت شللاً في كل مؤسسات الدولة.. خدعوا الشعب برفع اسم السودان من قائمة الارهاب وبالمقابل افرغوا خزائن البلاد بتحويل اكثر من (400) مليون دولار لواشنطن.. تسببوا في موجة غلاء كادت تسحق المواطن.. مما زاد من عمليات النزوح خاصة من ولاية الخرطوم وزادت جرائم السرقة والنهب.. وسمع العالم بعصابات (تسعة طويلة).
¤ نذكركم بواحدة من الاسلحة القاتلة التي استخدمتها قحت.. قصفت بطائرة الاشاعات كل من خالفها الرأي بصواريخ (الكوزنه).. حيث عملت على محاربته ومعاداته حتى في الحي والقرية بتلك الصواريخ.. مما احدث شرخا في المجتمع السوداني.
¤ لكن اكثر الاسلحة التي اظهرتها قحت في حربها ضد الذين اكتشفوا مكرها كحميدتي.. واشتموا رائحة العمالة والارتهان للاجنبي.. كان سلاح (البل).. وقد ظلوا يتوعدون اي شخص بـ (البل).. وهو سلاح خطير ومدمر.. باشاعة تلك الكلمة البذيئة للغاية وجعلها على كل لسان.. يا للوقاحة.
¤ حسنا.. خسر رؤوس الافاعي كل تلك المعارك لسببين صبر الشعب السوداني وتمسكه بتقاليده وموروثاته ويقظة القوات المسلحة.. فبدأوا حرب الكيماوي بالعمل على تفكيك الجيش عبر منصة الاتفاق الإطاري وورشة الهيكلة المزعومة.. واقامت قحت خطتها الشيطانية على تقوية قوات حميدتي بالتقنين لوجود جيشين في البلاد.. مع محاربة شركات القوات النظامية.. وغض الطرف عن ثروات حميدتي المشبوهة.. ولكن كان الجيش يقظا لما يجري.
¤ ضاقت قحت ذرعا بانكشاف مخططها الخبيث الملئ بالخسة والدناءة وفي لحظة (لاوعي) كشفت عن نواياها المدمرة ووضعت الشعب – لا الجيش – امام خيارين اما (الاطاري او الحرب).. وفضحهم حميدتي الاسبوع قبل الماضي عندما قال (قبل الاتفاق الاطاري ماكان عندنا اي مشكلة مع البرهان)!!.
¤ ومهما يكن من أمر .. وبعد اربعة سنوات عجاف وصلنا الى ما ارادت قحت، السبت الاسود. لكن (لي خير) ليتم القضاء على الباغي الشقي.