في حواره مع «الشروق» امس “توت قلواك” : قمة مرتقبة لرؤساء دول الجوار السوداني .. و الأزمة السودانية تعاني من تدخل أيادٍ خارجية بوسائل مختلفة ..
- مصر وجنوب السودان تسعيان لوقف نزيف الدم
- •الدعم السريع يمكن أن يكون جزءا من الجيش السوداني بعد دمجه بصورة ترضى جميع الأطراف.
حاورته بالقاهره -سمر إبراهيم
أكد المستشار الأمنى لرئيس جنوب السودان توت قلواك، أن رؤساء دول الجوار السودانى سيعقدون لقاء قمة قريبا للتباحث حول كيفية إحلال الأمن والسلام فى السودان، مشددا على أن بلاده تقف على مسافة واحدة من طرفى النزاع فيها.
وأوضح قلواك فى حوار خاص لـ«الشروق» على هامش زيارته إلى القاهرة، أن لقاءه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى شهد استعراض تطورات الأوضاع السودانية، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظا على سلامة وأمن الشعب السودانى الشقيق، مشددا على وجود توافق بين القاهرة وجوبا على نفس الإطار بشأن إحلال السلام فى السودان. وإلى نص الحوار:
* بداية.. ما هى أبرز الملفات التى تم نقاشها خلال لقائكم مع الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
ــ جئت فى زيارة رسمية إلى مصر، للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وتسليمه رسالة من أخيه رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت، حول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، فضلا عن استعراض تطورات الأوضاع فى السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظا على سلامة وأمن الشعب السودانى الشقيق.
فالدولة المصرية محور رئيسى فى حل قضايا السودان، وكذلك دولة جنوب السودان، حيث يتفق البلدان على نفس الإطار بشأن إحلال السلام فى السودان.
وقد وجدنا توافقا كبيرا بين رؤية الرئيسين، وفى نفس السياق، أرسل الرئيس السيسى وزير الخارجية سامح شكرى إلى جوبا، للقاء الرئيس سيلفا كير، تأكيدا على نفس التوجهات والأهداف. كما أن رؤساء دول الجوار سيلتقون قريبا للتباحث حول كيفية إحلال الأمن والسلام فى السودان.
* ما هو موقف جنوب السودان من طرفى الصراع؟
ــ «جوبا» تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف فى السودان.
* ماذا عن آليات حلحلة الأزمة الراهنة فى السودان؟
ــ المشهد العام فى السودان قبل الحرب الدائرة الآن يختلف كليا عنه عقب اندلاعها، فالأزمة كانت تتمثل فى خلافات سياسية بين المكونات المدنية، وكذلك خلافات بين المكونين المدنى والعسكرى، ولكن الآن هناك نزاع عسكرى فى المنطقة، لذلك أولويتنا هى وقف الحرب لإنقاذ المواطنين، ثم يكون هناك وقت للجلوس لبحث جذور الأزمة السودانية، لاسيما أنها معقدة وكبيرة للغاية.
فالأزمة السودانية تعانى من تدخلات أيادٍ خارجية بوسائل مختلفة، ومن ثم السودان يحتاج لمن يفهم كيف يفكر الشعب والقوى السياسية السودانية، ولذلك نسعى لنزع فتيل الحرب ووقف نزيف الدم.
* تستضيف مدينة جدة السعودية حاليا مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.. كيف ترى تلك المفاوضات؟ وهل يمكنها التوصل إلى حل للأزمة؟
ــ أى دولة تسعى لتحقيق السلام بالسودان مرحب بها ونحن نشيد بدور السعودية، فهى طالبت الطرفين بالجلوس على طاولة المفاوضات، وقد وافقا على الحوار بصورة غير مباشرة، ونرى أنها تحركات جيدة من الممكن أن تسفر عن نتائج.
وأود الإشارة هنا إلى أن الجميع يجتهد فى سعيه نحو تحقيق السلام، ولا نعرف من بإمكانه النجاح، إذا كانت مباحثات «جدة» تستطيع ذلك، سوف نبارك لهم، وإذا كانت دول الجوار «مصر وجنوب السودان وتشاد» أو «إريتريا وإثيوبيا» نحن نرحب بكل الجهود، وكل ما نريده هو الاستقرار.
* ماذا عن التحركات الإقليمية لوقف الحرب وإحلال السلام؟
ــ هناك قمة مرتقبة يُمكن أن تكون فى مصر أو جنوب السودان أو تشاد أو فى آى موقع آخر يتفق عليه رؤساء دول الجوار السودانى. والهيئة المعنية بتنمية دول شرق أفريقيا «الإيجاد» ترى أن أقرب رئيس للملف السودانى هو رئيس جنوب السودان، سيلفا كير. وعقب ذلك، سنبدأ الحوار بين طرفى الصراع فى السودان بمساندة رئيسى كينيا وجيبوتى.
وهناك اتصال مطول جمع بين الرئيس سيلفاكير ورئيس مجلس السيادة السودانى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان تناول دور دول الجوار فى جهود إحلال السلام.
* ما هو مستقبل قوات الدعم السريع، من وجهة نظرك؟
ــ فى الوقت الراهن هدفنا الوحيد هو وقف نزيف الدم فى السودان، بعدما نصل لهدفنا، كل ذلك بمثابة تفاصيل، فالدعم السريع ممكن أن يكون جزءا من القوات المسلحة بعد دمجه بصورة ترضى جميع الأطراف.
* هل ترى أن ذلك الصراع يُمكن أن يؤثر سلبا على اتفاق «سلام جوبا»؟
ــ بالطبع سيكون هناك تعطيل فى تنفيذ بنود اتفاق السلام فى ظل عدم وجود حكومة ومؤسسات مستقرة.
* هل تعتزم القيام بجولة أخرى فى دول الجوار سعيا لحل الأزمة؟
ــ أعتقد سنقوم بجولة لدول الجوار وأبرزها «تشاد» وكذلك للدول الأعضاء بـ«الإيجاد» فكل ذلك شىء وارد، ولكن حسب توجيهات الرئيس سيلفاكير ميارديت ورؤيته لحلحلة الأزمة السودانية.
* كيف تأُثرت جنوب السودان بهذا النزاع؟
ــ معظم الأسواق بجنوب السودان تعتمد على منتجات مستوردة من السودان، ومن ثم تأثرت حركة التجارة بالنزاع، هذا بجانب تدفق أعداد كبيرة من السودانيين إلى جنوب السودان، ونحن نفتح أبوابنا للأشقاء بالسودان ونتقاسم معهم كل شىء لأنهم «أهلنا».