فضل الله برمة لصحيفة “الإنتباهة” : نحن مع كل شيء يصب في خانة الوفاق الوطني الذي لن يتحقق الا بالوسيلة السلمية والحوار.
أجراه : محمد جمال قندول
ثمة تفسيرات عديدة ترتبت على اعلان حزب الامة القومي خريطة طريق لانهاء اجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي، فمنهم من ذهب مفسراً بانه خيار للتصعيد الشامل وآخرون اعتبروه بداية عتبات الحل, وما بين هذا الرأي وذاك حسم رئيس حزب الامة القومي اللواء (م) فضل الله برمة ناصر توجهاتهم خلال الفترة المقبلة، ونفى ان يكون تصعيداً شاملاً يعني الصراع، مشيراً الى انهم يأملون في الوصول الى حل للازمة عبر التفاهم والادوات السلمية، وانهم متمسكون بالحوار لانقاذ البلاد من الانجراف نحو الهاوية.. وغير ذلك في هذا الحوار القصير:
- حزب الامة القومي طرح خريطة لانهاء اجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر.. هل ذلك يعني تصعيداً شاملاً كما ذهب بعض المراقبين؟
ــ هل تقصد ان الحزب طرح التصعيد الشامل لانهاء الانقلاب بالصراع، قطعاً لا غير صحيح، نعم نريد انهاء الانقلاب بالتفاهم والصراع السلمي، ونريد حلاً عاجلاً لانهاء الازمة، والحزب طرح مرتكزات لانهاء الانقلاب ليس بالصراع، ولكن قطعاً بالتفاهم والادوات السلمية نأمل في الوصول الي صيغة توافقية، وذلك لانقاذ البلاد التي الآن في حاجة لكل ابنائها، وعلى الجميع الاضطلاع بمسؤولياتهم. وندعو الجميع للجلوس مع بعضهم البعض لايجاد مخرج سلمي لوضع حد لحالة الانهيار وتفاقم الازمات المعيشية، وحتى لا ينجرف الوطن للهاوية. - هل ذلك يعني الجلوس في حوار بلا شروط بين كل الفرقاء؟
ــ الحوار مطلوب، واي سوداني قلبه على البلاد دي قطعاً يفكر في ايجاد مخرج، وعلى الجميع التسامي فوق الجراحات وتعلية الشأن الوطني والتفكير في السودان لا في التوجه الحزبي والمصالح الذاتية. - ولكن المجلس المركزي مازال متمترساً في خانة رفض كل اشكال الحوار التي لا تفضي الى نتائج ما قبل الخامس والعشرين من اكتوبر؟
ــ طبيعي ان تكون مطالبهم انهاء الانقلاب ثم الانتقال للمسار الديمقراطي. - كيف تقرأ المبادرات العديدة المطروحة في شأن حل الازمة؟
ــ نحن مع كل شيء يصب في خانة الوفاق الوطني الذي لن يتحقق الا بالوسيلة السلمية والحوار. - اين وصلت خطوات خريطة الطريق المطروحة من قبل حزب الامة القومي؟
ــ لقاؤنا امس الاول مع قادة المجلس المركزي هو مواصلة لخريطة الطريق المطروحة من قبل حزبنا، وآن الاوان ان يستشعر الجميع مسؤولياتهم ويساهموا في انهاء الازمة السياسية، ونحن اول حزب طرح مبادرة للحل، وكان ذلك بتاريخ ديسمبر من العام الماضي حرصاً منا على ضرورة انهاء المشكلة واعادة المسار الديمقراطي. - كيف تقرأ الراهن السياسي في ظل انسداد الافق؟
ــ للاسف الآن واقعنا السياسي مرير، الامر الذي انعكس سلباً على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، والوضع الامني حرج جداً، وكذلك تمددت النبرة القبلية بين ابناء الوطن الواحد، ويجب على الجميع ان يستشعروا الخطر وكل الناس تقوم بادوارها، حيث ان المكون المدني لديه دور وكذلك الحال للمكون العسكري، ويجب ان يتعالى الاحساس بالوطنية، وكما ذكرت لك الموقف السياسي والامني في وضع سيئ، والحل يكمن في الوفاق الوطني. - الوفاق الوطني الذي تتحدث عنه هل يشمل القوى السياسية التي شاركت نظام البشير وهل يشمل التيار الاسلامي؟
ــ دائماً نقول بصفة عامة ان المؤتمر الوطني لا مكان له المشاركة وذلك بناءً على الوثيقة الدستورية، أما بقية القوى السياسية يجب ان تتحاور وتنقسم الى جبهتين، منهم من يشاركون في ادارة الدولة بالفترة الانتقالية والآخرون عليهم المشاركة في الشأن الوطني مثل الانتخابات وسبل الاستعداد لها والدستور، فيما تدير شخصيات وطنية الفترة الحالية. - ولكن قوى المجلس المركزي الذي انتم جزء منه يطمحون الى ان يكونوا هم الحاضنة السياسية للفترة الانتقالية؟
ــ الحرية والتغيير هي التي اسقطت النظام وتحملت المسؤولية وقدمت تضحيات.. (ما كلنا واحد) ويجب ان يكون هنالك انصاف، ولكن الوطن يجمع الجميع وكلٌ في اطاره، والكل بالعطاء ويجب ترك الانتقالية لشخصيات وطنية. - هل يعني ذلك ان رئيس الوزراء المرتقب سيكون مستقلاً؟
ــ بدون شك شخصية وطنية، وهذا النهار اذا وجدنا شخصاً وطنياً مجمعاً عليه لا مانع لدينا، ولكن ثمة تساؤل مهم ينبغي الالتفات له: ما هي معايير الضمان لعدم الايديولوجية؟ وينبغي ان نركز على ان يتم التصنيف بالعطاء وليس بالانتماء، ونركز على البرنامج الوطني الذي سيأتي به رئيس الوزراء. - هل بالامكان ان يتجاوز المكون العسكري القوى المدنية في تشكيل حكومة مدنية حال عدم وصولكم لاتفاق؟
ــ المكون العسكري هم ابناء هذا الوطن، ولكن ليسوا الوحيدين في الساحة، وهم اكثر الناس حفاظاً على الامن والاستقرار وهمهم المصلحة الوطنية، وان اقر عليهم الانتظار فسينتظرون لاجل التوافق، والقوات المسلحة دائماً ما تنحاز للشعب نزولاً لرغبته. - ولكن الشعب الآن ضاق ذرعاً بالاوضاع ويريد حكومة تدير البلاد؟
ــ الازمات خلقها الناس، ويجب على الجميع الانحياز لصالح الوطن وبنائه عبر المسار الديمقراطي. - هل تتوقع انفراجة في المشهد السياسي؟
ــ اتوقع بشريات قريباً، واي شخص لديه بصيرة قطعاً سينحاز للوطن، والحل الذي اكرره دائماً هو التوافق. - التوافق هل هو رؤية حزب الامة القومي ام الاحزاب الاربعة المنضوية تحت لواء المجلس المركزي؟
ــ هذه رؤية جميع المكونات داخل التحالف. - تتواتر الانباء عن صراع اجنحة داخل حزبك.. ما تعليق عليها؟
ــ صراعات حزب الامة في اختلاف الرأي، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وهي ظاهرة صحية وايجابية، حيث انه لا خلاف على الاسس والمبادئ والمؤسسية، وانما في الرأي ووجهات النظر، وفي خاتمة المطاف يتم الاحتكام للرأي الجماعي. - كلمة أخيرة؟
ــ ألا نصب الزيت على النار، ونجمع أبناء الوطن على كلمة سواء.