الرواية الأولى

نروي لتعرف

قبل المغيب / د. عبدالملك النعيم

فاشر السلطان..فك الحصار…




ظلت مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور والرمزية الإدارية لاقليم دارفور بولايته الخمس محط أنظار المتمردين والمليشيا ورافعتها السياسية من تقدم وصمود بأمل ان تكون عاصمة لحكومتهم المزعومة التي أطلقوا عليها حكومة التأسيس وإستقر رأيهم بعد خلافات عاصفة أن يستبدلوا رئيس وزرائها المرشح محمد حسن التعايشي بحفيد المراغنة ابراهيم الميرغني التي جاءت به حكومة الانقاذ مصادفة الي كرسي الوزارة في الاتصالات التي لا يفقه فيها شيئا ولكنه أيضا كان زمن الترضيات الذي جاء بالكثيرين الي مواقع لا يستحقونها وغير جديرين بتقلدها..
ظلت مدينة الفاشر محاصرة لما يقارب العاملين ومن كل الاتجاهات وظلت عصية علي التمرد أن يدخلها رغم العدة والعتاد التي جاءته من دولة الإمارات وتواطؤ دول الجوار جميعها مع المرتزقة من لدن تشاد التي عضت يد السودان التي امتدت اليها والي دولة جنوب السودان التي خرجت من رحم السودان ولم تراع أبسط حقوق الأمومة دع عنك حق الجوار او المصالح المشتركة فظلت ترفد التمرد بالمرتزقة وتفتح مدنها وقراها لتدفق السلاح من الإمارات ثم الي ولايات دارفور وازكاء نيران الحرب..
مدينة الفاشر ظلت هدفا كبيرا لداعمي التمرد واصحاب التأسيس ورافعي شعار حكومة المنفي باعتبار رمزيتها بمعني ان سقوطها في ايديهم يعني السيطرة علي كل اقليم دارفور ولكن أنا لهم ذلك مع قوات مسلحة قوية ومتماسكة ودعم شعبي قل أن يتوفر لأي بلد آخر في مثل هذه الظروف..
ظلت الفاشر محاصرة وبها مواطنون أبرياء لاذنب لهم وعجز المجتمع الدولي أن يقدم الإغاثة عبر منظماته التي اعتدت عليها المليشيا مع الصمت التام عن ادانتها…قبلت الحكومة السودانية والجيش اعلان هدنة لدواع انسانية لادخال الاغاثة لمواطني الفاشر الا ان التمرد هو من خرق الهدنة وعطل دخول الإغاثة ولا حياة لمن تنادي لمجتمع يزعم انه يحمي حقوق الانسان..
الاصرار علي اقتحام الفاشر من قبل المليشيا المتمردة هو اولا بسبب ان كل مدن الاقليم اصبحت تحت سيطرتهم وثانيا لرمزيتها وثالثا لعشمهم في ان تكون عاصمة حكومتهم المزعومة بعد رفض الكثيرين من انصار الحلو بان تكون كاودا هي مقر حكومة داعمة للمليشيا التي أذاقتهم الأمرين..
رصدت القوات المسلحة 223 هجوما من المتمردين علي الفاشر خلال سنوات الحصار وكان آخرها قبل يومين وجميعها فشلت في دخول المدينة بل كبد الجيش السوداني المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات..
فالجيش بكل مكوناته من جهاز المخابرات العامة والقوات المشتركة والمستنفرين لهم ماضون في تحرير كل شبر من ارض الوطن بخطة واستراتيجية محكمة ليس فقط لفك الحصار عن الفاشر وانما لتحرير كل اقليم دارفور وبسط سلطة الدولة رضي المجتمع الدولي ام لم يرض…لا صوت يعلوا الآن فوق صوت معركة الكرامة…

اترك رد

error: Content is protected !!