العبيد أحمد مروح
تختلف القمة المقرر انعقادها اليوم السبت في جيبوتي، لرؤساء دول مجموعة الإيغاد الثماني (السودان – جنوب السودان – يوغندا – كينيا – الصومال – جيبوتي – إثيوبيا – إريتريا) عن غيرها من القمم، كونها طارئة وبندها الأساسي أو الوحيد هو حالة الحرب في السودان، الدولة العضو والمؤسس.
وفي ضوء تعليق عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي، تبقى الإيغاد هي الآلية الإقليمية الوحيدة في القارة السمراء الموكول لها التعامل مع أمر السودان، لجهة القيام بدور الوسيط بين فرقائه السياسيين للإتفاق على مسار توافقي حول الرؤية المستقبلية للفترة الإنتقالية.
تجربة الإيغاد السابقة في التعامل مع موضوع الحرب في السودان، والتي أوكلت شأنها لما أسمته “الآلية الرباعية” كانت فاشلة بامتياز، لجهة أن تلك الآلية كانت منحازة بشكل مسبق ضد جيش البلاد وقيادتها، لكن التحركات الماكوكية التي قادها كل من رئيس مجلس السيادة ونائبه والمدير العام لجهاز المخابرات وسط دول المجموعة صححت الكثير من الرؤية الضبابية التي كانت تلف المشهد، وربما تمهد لنجاح القمة المرتقبة غداً.
أمام قمة رؤساء الإيغاد فرصة حقيقية أن تُحدث اختراقاً في جدار الأزمة السودانية من خلال دفع ملف الحوار السوداني السوداني إلى واجهة الأحداث، وأرجح أن تعمد القمة إلى إجراء بعض التعديلات على آليتها المعنية بالشأن السوداني، خاصة في ضوء إنشغال كل من الرئيس روتو ورئيس الوزراء آبي أحمد بأوضاعهما الداخلية.
في حال عدّلت منظمة الإيغاد من ترتيباتها وآليتها الخاصة بمتابعة الملف السوداني، وتولى رئيس الإيغاد بنفسه رئاسة الآلية الجديدة، أتوقع أن يجد ذلك ترحيباً من كل من السودان والإتحاد الأفريقي، المنظمة الأم، وبالتالي من المجتمع الدولي وطرفي وساطة منبر جدة، وسنكون حينها أقرب إلى الإتفاق على العودة السريعة إلى منبر جدة وتحريك المسارين العسكري والإنساني نحو وقف أطول لإطلاق النار.