
في مثل هذه الأيام وتحديداً في 14 يوليو من العام 2024م ، هاجمت مليشيا الدعم السريع المتمردة قرى شمال كردفان وخاصة حول الرهد أبو دكنة ، ونهبت وسلبت وروعت آمنين ، وهذا سلوك معتاد وجزء من خطط وتحركات هذه العصابة المتوحشة ، فكلما عزمت على تنفيذ هجوم شامل على منطقة استراتيجية ، تتحرك عصاباتها في القرى والريف لتشتيت الإنتباه وشغل الراي العام ، هكذا كانت في للخرطوم والجزبرة وسنار والنيل الأبيض وشمال دارفور وكردفان ، وكل مجازرها ارتبطت بتحرك عسكري آخر ، سوى في ود النورة أو التكينة أو الهلالية والسديرة أو فنقوية ، وهذا ما يفسر هجومها الآن خلال الأيام الماضية على قرى ومناطق دار حامد بشمال كردفان ، فهذا مخطط مدروس وسلوك بربري مقصود..
واما الدرس الثاني ، فهو الحديث عن تداعيات المعركة وخلاف بين (حميدتي وعبدالرحيم) ، هذا إلهاء لا أكثر ، وهو حديث مكرر ، من يقود عمليات كردفان تحديداً هو حميدتي وعبدالرحمن جمعة وعثمان عمليات وادريس حسن ، وليس عبدالرحيم ، والذي تتركز مهمته في التعبئة ومناورات في الفاشر وعقد صفقات مع المرتزقة الاجانب وتجار الحروب..
وثالثاً: فإن المليشيا ومن ورائها لا تألوا في مخططها ، وحربها ضد السودان وأهله ، وستوالي هجماتها ، وهناك كثر من المغرر بهم ، فقد كشفت معارك الفاشر وأم صميمة عن جيل جديد من المستنفرين اختبروا المعارك للمرة الأولي وهم جمع كثر ، ومن تحركاتهم تكتشف قلة خبرتهم بالمعارك وصدمتهم من الخسارة في صفوفهم..
ورابع الدروس: أن المعركة المستمرة ، ولا علاقة لها بما يجرى في الخرطوم ، ومع ذلك لابد من الإنتباه إلى وحدة الصف فهناك من يبذل جهده في التخذيل والترويع..
وخامس الدروس: هذا العدو هو ذاته بعتاده وسلاحه من كان يهاجم القيادة العامة والمهندسين والمدرعات وسلاح الإشارة وكبري الحلفايا بما يتراوح ما بين 120-200 عربة قتالية وعلى موجات ، وهو ذاته من كان يتمترس في مصفى الجيلي والشبارقة وجبل موية وصالحة وسوق ليبيا ، وهرب من كل هذه المناطق ، بعد صبر وانكسار وصمود وابتلاء ، ومع كل هذه المراحل ، فإن ذات البعض ما زال في (هلعه) و(هياجه) ، واستعداده لإلقاء اللوم والتهم ، دون أن ينتبه أن الرجال يقدمون ارواحهم ودماءهم مهراً للقضية ولا يبالون ، فأصبروا وأكثروا لأخوانكم من الدعاء وأعينوهم بحسن التقدير وتمام النصح..
وسادس الدروس: أن خسائر كبيرة لحقت بالمليشا في هذه المعارك ، وهى ذات تأثير مختلف عن سابقاتها حيث الاستنفار عام ومجموعات متباعدة ومتنوعة ، بينما المجموعات التي دخلت الميدان العسكري هم ابناء الاستنفار القبلي والمناطقي ، واغلب القوة المهاجمة على ام صميمة هم ابناء المسيرية من ام دخن ، وهى المجموعة التى زارها ادريس حسن وحبيب حريكة.. وقد لحقت بهم ضربة قاسية..
فلا تركنوا ، بل وأنصبوا بقوة أكثر ، بالمليشيا ومن ورائهم يتصرفون بدافع اليائس ، وهذا أكثر الدوافع طيشاً وتهوراً..
حيا الله الرجال وسدد الرمى وثبت الأقدام..
وتقبل الله الشهداء وشفا الجرحى وفك أسر المأسورين..
وحفظ الله البلاد والعباد..
15 يوليو 2025م..